آخر الأخبار
الرئيسية » مجتمع » شلل الأطفال يقرع ناقوس الخطر: لا بوادر لـ«هدنة إنسانية»

شلل الأطفال يقرع ناقوس الخطر: لا بوادر لـ«هدنة إنسانية»

يوسف فارس

 

 

غزة | خلّفت 11 شهراً من الحرب، انهارت فيها المنظومة الصحية والخدماتية في مناطق قطاع غزة كافة، تداعيات كارثية على الأوضاع الصحية، إذ أعلنت وزارة الصحة، الجمعة الماضي، تسجيل أول حالة إصابة بوباء شلل الأطفال، بعدما ظلّ القطاع خالياً من هذا المرض طوال الـ25 عاماً الماضية. والطفل المصاب بالفيروس، وفق الوزارة، عمره 10 أشهر، ويسكن مراكز إيواء جنوب غزة، ولم يسبق له أن تلقّى جرعة تطعيم ضدّ هذا المرض.ويقدّر الأطباء أسباب انتشار هذا الفيروس، بتدنّي مستويات النظافة في مراكز الإيواء المكتظّة بآلاف النازحين، وتدمير الاحتلال للبنى التحتية ومعها مقدّرات البلديات ووزارة الحكم المحلي، ما تسبّب بغرق الشوارع ومخيمات النازحين بمياه الصرف الصحي، والشح الشديد في المياه النظيفة ومواد التنظيف. وتقول سيدة في مركز إيواء في مخيم جباليا، تحدّثت إليها «الأخبار»: «نحصل على 70 ليتراً من المياه كل ثلاثة أيام، ننقلها بالدلاء إلى الغرفة الصفية، نستهلكها في قضاء الحاجة وغسل الأطباق والوضوء فقط، بالكاد نستطيع غسل أجساد الأولاد مرة واحدة في الشهر، كما أن مستلزمات النظافة مثل الشامبو والصابون مرتفعة الثمن، وتفوق قدرتنا الشرائية».

من المقرّر أن يتم نقل 1.6 مليون جرعة من اللقاح عبر مطار «بن غوريون» بحلول نهاية الشهر الجاري

 

ودفعت انعكاسات تفشّي فيروس شلل الأطفال، المؤسسات الدولية إلى دق ناقوس الخطر، إذ دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ومنظمتا «الصحة العالمية»، و»الأمم المتحدة للطفولة» (يونيسف)، إلى الإعلان عن هدنتَين إنسانيتَين لتلقيح نحو 640 ألف طفل دون العاشرة ضدّ شلل الأطفال. وقال غوتيريش، في حديث إلى الصحافيين، الجمعة: «أناشد جميع الأطراف تقديم ضمانات ملموسة على الفور تضمن وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية من أجل القيام بحملة تلقيح»، مؤكداً أنه من المستحيل القيام بحملة تطعيم والحرب مستعرة في كل مكان. وكانت منظمتا «الصحة العالمية» و»اليونيسف» طالبتا، في بيان، بإطلاق حملتَي تطعيم في أواخر الشهر الجاري، لمنع انتشار المتحوّر المنتشر حالياً والمعروف بـ»cvdpv2». وذكرت المنظمتان أنه تم رصد الفيروس في مياه الصرف الصحي في أواخر تموز الماضي، من عينات جُمعت في منطقتَي خانيونس ودير البلح.

ومن المقرّر أن يتم نقل 1.6 مليون جرعة من اللقاح عبر مطار «بن غوريون» بحلول نهاية آب، على أن يتولّى 708 فرق عمليات إجراء عمليات التطعيم في المستشفيات والمستوصفات في كل بلدية من بلديات القطاع. وشدّدت المنظمتان المذكورتان على ضرورة توفير الوقود اللازم لتشغيل الثلاجات الضرورية لحفظ اللقاحات، وزيادة إدخال المبالغ النقدية لصرف رواتب للعاملين على التطعيم. على أنه، وحتى هذه اللحظة، لا تشير الوقائع الميدانية إلى أيّ فرص لتهيئة الميدان لهدنة مرتقبة، حيث يصعّد جيش الاحتلال عملياته في مناطق القطاع كافة، ويقضي على أيّ فرصة لاستقرار المنشآت الصحية. والجدير ذكره، هنا أيضاً؛ أن ثلاثة مستشفيات في شمال القطاع، هي «العودة» في حي تل الزعتر، و»الإندونيسي» و»كمال عدوان»، أعلنت نفاد كميات الوقود المتوفرة لديها لتشغيل المولّدات، ما تسبب بتوقف غرف العمليات وأقسام الاستقبال.

 

 

 

 

 

سيرياهوم نيوز١_الاخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

وزراء في الكوما بعد شهرين على النزوح: المساعدات الخارجية تغطّي 20% من الاحتياجات

ندى أيوب         على مشارف انقضاء الشهر الثاني من النزوح الكبير، لم تشكّل المساعدات العينية التي وصلت إلى لبنان من مصادر مختلفة ...