عبد اللطيف شعبان
نحن في شهر رمضان الشريف شهر الهدى والتقى والإيمان، شهر البر والخير والإحسان، ومئات آلاف الأسر البريئة على الساحة السورية أحوج ما تكون لمزيد من العون والمساعدة، فكثير من الأسر لا تخلو من فرد أو أكثر توقَّف راتبه منذ ثلاثة أشهر أكان من عداد العسكريين الذي كانوا من أفراد الجيش العربي السوري المنحل، أو من المتقاعدين العسكريين بعد عام / 2011 / أو من أسر الشهداء الذين توقفت رواتبهم، أومن العاملين في الدولة الذين يشكون من فصلهم من وظائفهم وأغلب هذه الأسر معتادة أن لا دخل لها سوى الراتب الذي انقطع عنها، وكذا حال الأسر التي لديها طلاب في الجامعات ولم يعد بمقدورهم السفر إلى الجامعة لارتفاع أجور النقل بشكل كبير، وواقع الحال يفرض أن الأسر الأكثر حاجة ملحة لمزيد من أشكال المساعدة الطارئة والعاجلة، تلك الأسر البريئة المنكوبة التي تعرضت للاعتداءات الظالمة مؤخرا في أكثر من مكان من سورية الحبيبة، وخاصة في الساحل السوري.
من المؤكد أنه قد تبين للسيد محافظ طرطوس ( ومن المفترض أن يكون قد تبين ذلك للسيد محافظ اللاذقية ) الواقع المؤسي والمؤلم لهذه الأسر، عندما تكرم بزيارتها بعد نكبتها خلال الأيام الأخيرة، واتضح لسيادته بشكل جلي لا لبس فيه أن أفراد هذه الأسر قتلوا ظلما وعدوانا وسيئ إلى ممتلكاتهم المنزلية والمنشآتية والزراعية دون ذنب اقترفوه، فهم لم يواجهوا رجال الأمن بأي شكل كان، ولم يتم العثور على أية أسلحة في مساكنهم التي كانوا يقطنون فيها بكل هدوء، ما يجعل من المفترض – وعلى الأغلب – أن يكون سيادته قد أخبر القيادة الأعلى بواقع الحال هذا واقترح عليها / بل وطلب منها / ضرورة تقديم المساعدة العاجلة لهذه الأسر، أكان ذلك من حوزة السلطات الرسمية، أو من ما وصل لها من مساعدات خارجية دخلت البلد،
استباقا لهذه المساعدات الحكومية المفترض أنه يتم الإعداد لها، فمدعاة للسرور الكبير أن مئات المواطنين الساعين للخير المتلمسين لضرورة المساعدة العاجلة الملحة، قد تداعوا لتجميع العديد من أنواع المساعدات للأسر المنكوبة، من عشرات آلاف الأسر التي سارعت لتقديم المساعدة في هذا الشهر الشريف في ضوء الممكن والمتاح رغم ضعف حال الكثير منها، قناعة وإيمانا بأن فرض الصيام لا يقتصر على أداء أشكال العبادات فقط من صلاة وغيرها، بل إن الزكاة والإحسان أساسان أمر بهما جل جلاله، ونص عليهما الذكر الحكيم في قوله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
أقيموا الصلااة وآتوا ألزكاة وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله إن الله بما تعملون بصير ( اليقرة / 110 ).
وأقيموا الصلاة وأتوا الزكاة وأقرضوا الله قرضا حسنا وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عن الله خيرا وأعظم أجرا واستغفروا الله إن الله غفور رحيم ( المزمل / 20 ).
إ ن الله لا يضيع أجر المحسنين ( التوبة / 120 )
إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ( النحل / 128 )
مثل الذين ينفقون أمواله في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل قي كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم ( البقرة / 261 )
أسأل الله جل جلاله أن يعظّم أجر جميع الساعين لجمع المساعدات المتنوعة لمحتاجيها من المنكوبين، فالساعي بالخير كفاعله، وأن يخلف ويبارك لجميع المحسنين، وأن يحمي البلاد بخير العباد، وأن يكون شعار الجميع قولا وفعلا ” النص القرآني ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب ( المائدة / 2 ) .
الكاتب:عضو جمعية العلوم الاقتصادية السورية – عضو مشارك في اتحاد الصحفيين
(موقع اخبار سوريا الوطن-١)