آخر الأخبار
الرئيسية » حول العالم » من “الرهائن” إلى النووي الإيراني… واشنطن وطهران وجولة جديدة من التفاوض

من “الرهائن” إلى النووي الإيراني… واشنطن وطهران وجولة جديدة من التفاوض

 

لوسيان شهوان

 

منذ الرابع من تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1979، حين اقتحم طلاب من “خط الإمام” السفارة الأميركية في طهران واحتجزوا 52 ديبلوماسياً أميركياً لأكثر من 444 يوماً، دخلت العلاقات الأميركية – الإيرانية نفقاً من القطيعة والعداء. لم تكن تلك اللحظة حدثاً عابراً، بل شكّلت التأسيس الفعلي لصراع جيوسياسي طويل امتدّ من بيروت إلى بغداد، ومن مضيق هرمز إلى مفاعل نطنز.

 

 

 

الثورة والحرب وحرب الناقلات

مع قيام الجمهورية الإسلامية وسقوط الشاه، تحوّلت إيران من حليف استراتيجي لواشنطن إلى خصم لدود، بالتوازي مع طموح إقليمي توسّعي عنوانه “تصدير الثورة”. جاءت الحرب الإيرانية–العراقية (1980–1988) لتزيد الشرخ، ولا سيّما حين تدخلت البحرية الأميركية مباشرة على خط المواجهة في الخليج. ومع حادثة إسقاط طائرة الركاب الإيرانية (الرحلة 655) في تموز/ يوليو 1988، بلغت التوترات ذروتها، وكانت المنطقة على شفير انفجار كبير. لكن خلف الكواليس، فتحت سلطنة عُمان قناة تواصل غير مباشرة، ساهمت في تبريد التصعيد، وثبّتت موقعها كوسيط موثوق بين طهران وواشنطن.

 

البرنامج النووي يتصدّر المشهد

في عام 2002، كُشف عن منشآت نووية إيرانية سرّية، ما أدخل الملف النووي بقوة إلى صلب النزاع. ومع انتخاب محمود أحمدي نجاد رئيساً لإيران عام 2005، تصاعدت اللهجة العدائية، وفرضت الأمم المتحدة والولايات المتحدة عقوبات متتالية على طهران. لاحقاً، مع وصول حسن روحاني إلى الرئاسة عام 2013، انفتحت نافذة ديبلوماسية جديدة. وُقّع الاتفاق النووي (JCPOA) في عام 2015، بعدما وافقت إيران على تقليص برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات.

 

 

 

ترامب ينسحب… والضغوط القصوى تبدأ

في أيار/ مايو 2018، أعلن الرئيس دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق، معتبراً إياه ضعيفاً، لعدم تطرقه إلى برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني ودعم طهران لوكلائها الإقليميين. أُعيد فرض العقوبات، وبدأت سياسة “الضغوط القصوى”. ردّت إيران بتجاوز تدريجي للقيود النووية. ومع اغتيال قاسم سليماني عام 2020 دخل الصراع مرحلة بالغة الحساسية.

 

 

مفاوضات في زمن التراجع

اليوم، في نيسان /أبريل 2025، يعود ترامب إلى البيت الأبيض، وتعود معه لغة الحزم والتهديد. وقد أعلن مؤخراً أن مفاوضات “مباشرة” ستُجرى مع إيران في عُمان. لكن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي وصفها بأنها “غير مباشرة”، واعتبرها “فرصة واختباراً في آن”.

في الواقع، تقف إيران التي راكمت نحو 275 كغ من اليورانيوم المخصّب بنسبة 60% (وفق الوكالة الدولية للطاقة الذرية) على حافة امتلاك القدرة النووية، بينما تواجه تراجعاً استراتيجياً في المنطقة: من سوريا إلى لبنان والعراق. وفي ظل هذا الضغط، تجد نفسها مضطرة للعودة إلى طاولة المفاوضات. يلوّح ترامب بخيارات عسكرية، ويدعو نتنياهو إلى “النموذج الليبي”، فيما تردّ طهران: لا تفكيك ولا إذعان، بل تثبيت للمكاسب النووية كجزء من ضمان استمرارية النظام.

من عام 1979 إلى 2025، تغيّرت الأساليب، لكن الثوابت ظلّت على حالها: قنوات خلفية، ثنائية الشك والتهديد، وتوازن هشّ على حافة الانفجار. مفاوضات عُمان السبت ليست فقط بشأن التخصيب أو أجهزة الطرد المركزي، بل عن شكل المنطقة ومصير إيران. فمستقبل النظام الإيراني الحالي مرتبط بصورة أساسية بنتائج هذه المفاوضات. وعليه، هل ستكون هذه الجولة حلقة في مسار تسووي طويل؟ أم مجرّد هدنة موقتة تسبق الانفجار المقبل؟

 

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

المفاوضات النووية في سلطنة عمان: مقايضة إيرانية وأرضية مشتركة!

    لا تزال الأروقة السياسية مشغولة بالمفاوضات الأميركية – الإيرانية التي بدأت يوم السبت في سلطنة عمان، وما رشح من معلومات إلى جانب الأجواء ...