ليس مرض الباركنسون من الأمراض التي يمكن التعافي منها وإلغاء وجودها، فجُلّ ما يمكن تحقيقه فيها هو السيطرة على الأعراض طوال سنوات، في ما يعرف طبياً بـ “شهر العسل” لمريض الباركنسون، بشكل يسمح له بمتابعة حياته الطبيعية كما لو كان لا يعاني أيّ مشكلة. في حديثه مع “النهار”، لمناسبة اليوم العالمي للتوعية بمرض الباركنسون، تحدّث رئيس قسم أمراض الجهاز العصبي في مستشفى “أوتيل ديو دو فرانس” الدكتور حليم عبود عن تلك العلامات، التي يمكن أن يلاحظها المريض قبل سنوات من ظهور المرض، وعن طرق المتابعة والمعالجة قبل بلوغ المرحلة التي لا يعود فيها من الممكن التدخّل بفاعلية.
ما العلامات المبكرة التي يمكن أن يلاحظها مريض الباركنسون؟
صحيح أنه ثمّة علامات مباشرة وواضحة ترافق بداية المرض، إنما ثمّة علامات مبكرة، قد لا تكون واضحة تماماً، لكنها ترتبط به، وقد تظهر قبل سنوات من ظهور الأعراض الجسدية المعروفة له مثل:
-رجفة اليد
-صعوبة المشي والحركة
-التيبّس
فقبل 3 سنوات تقريباً يمكن ملاحظة أعراض معيّنة قد يبدو أن لا علاقة لها بالمرض، وهي:
-التكلّم أثناء النوم أو الرفس أثناء النوم
-ردود الفعل الانفعالية السريعة مثل البكاء سريعاً أو الغضب السريع
-فقدان حاستي الشم والتذوّق
-أوجاع مزمنة
-رجفة داخلية
رغم أنها أعراض ترتبط بظهور لاحق للمرض، فقد لا يجري الربط بينها وبينه، وقد لا يكون من المؤكد أن من يعانيها سيُصاب حكماً بالمرض، وفق ما يوضح عبود.
هل من أسباب واضحة للإصابة بمرض الباركنسون؟
هناك عوامل مسببة داخلية ترتبط بالجينات والعوامل الوراثية. فإذا وجد شخص في العائلة مصاب بمرض الباركنسون أو شخصان، فقد يزداد الاستعداد للإصابة بالمرض. أما في ما يتعلق بالعوامل الخارجية فهي كل ما له علاقة ب:
– الأدوية ومنها تلك الكيمياوية، التي تعتمد كمبيدات في الحدائق
– الضربات المتكررة على الرأس، مثلما حصل مع الملاكم محمد علي كلاي، الذي أصيب بالباركنسون؛ وإن كان ليس ضرورياً -بحسب عبود- أن يصاب كلّ ملاكم بالمرض. هذا، فيما يزيد الاستعداد بوجود العوامل الداخلية الوراثية.
هل يمكن التعافي من مرض الباركنسون؟
حتى اليوم، لا إمكانية للتعافي من مرض الباركنسون. في المقابل، يمكن ضبط الأعراض المزعجة التي ترافقه. فثمة أدوية تساعد على السيطرة على المرض بشكل تام بما أنه يرتبط بإنتاج الدوبامين في الدماغ. وبالتالي، يمكن للدواء الذي يؤمّن المادة أن يسمح بتجنب كلّ الأعراض المرافقة له طوال سنوات بنسبة 90 إلى 100 في المئة. لذلك، هناك مرضى من الرياضيين الذين لا يعانون أي مشكلة خلال 10 سنوات تقريباً تعرف طبياً بـ”شهر العسل” بالنسبة إلى المريض. لكن بعد انقضاء هذه الفترة، لا يعود العلاج فاعلاً، وعندها تكون الجراحة هي الحلّ ليكسب المريض سنوات إضافية تتراوح ما بين 5 و10 سنوات .
ماذا عن المرض الذي يظهر في سن مبكرة؟
بالفعل، يمكن أن يظهر داء الباركنسون في عمر الأربعين في ما يعرف بالباركنسون الوراثي. وعندها يظهر الخلل الناتج عنه في مرحلة مبكرة، وهو ما تعرّض له الممثل الأميركي مايكل جي فوكس. يجري التعامل مع هذا المرض تماماً كما في حال ظهوره في سنّ متأخّرة، وفق عبود، إلا أن الفرق عندها أنه بعد السنوات التي يكسبها المريض مع الدواء والجراحة يكون في سنّ أصغر، مما يزيد من صعوبة المرض.
هل تظهر فاعلية الدواء والجراحة بالنسبة نفسها لدى الكل؟
نلاحظ أن المرض يتطور ببطء لدى البعض، ويتجاوب بشكل ممتاز مع الدواء، فيما البعض الآخر يتجاوبون بنسبة أقل.
أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار