الحديث عن الإنتاج المحلي لا يمكن العبور إليه إلا من خلال تسجيل حضور واسع في ميدان الإنتاجية الزراعية، لأنه يشكل الحالة المؤسسة لإنتاجية وطنية تشكل العمود الفقري للصناعة السورية، وتحمل مفردات زراعية قوامها النسيج والغذاء، وتركيبة تصنيعية تقوم على توافر مستلزماته الزراعية على نطاق واسع، تجعل من الاهتمام الحكومي والقطاع الخاص، يضع في سلم أولوياته دعم الإنتاج الزراعي في كافة مراحله.
عودة لواجهة العمل الزراعي
وللقطاع الخاص حظوة كبيرة في هذا المجال من خلال عودة جمعية المصدرين السوريين للمنتجات الزراعية “سابيا” إلى واجهة العمل الزراعي والصادرات، بعد تراجعه خلال سنوات الحرب، حيث أكد “معاوية جبر” أمين سر جمعية المصدرين الزراعيين في تصريحه لـ”الحرية”، أن الجمعية حققت إنجازات مميزة قبل الدخول في حالة ثبات سابقاً، واليوم تعود الجمعية لتسجيل حضورها في عالم تصدير المنتجات الزراعية، وتحقيق انطلاقة جديدة تهدف إلى تعزيز الصادرات السورية بما ينعكس إيجاباً على المزارعين والخزينة العامة على السواء.
المنتجات الزراعية المكون الرئيسي في سلة الصادرات ورفع كفاءة المنتج من الأولويات
تعزيز قدرات الإنتاج ورفع كفاءته
وأشار جبر إلى تركيز الجمعية خلال عودتها الى ميدان العمل، على جانب مهم ، يكمن في رفع مستوى وكفاءة المنتجات الزراعية، لتعزيز قدرتها على النفاذ إلى الأسواق المستهدفة والمنافسة فيها بصورة تسمح لها البقاء بقوة والحفاظ مجدداً عليها، وهذا يتم من خلال البحث العلمي والإرشاد التسويقي، و تعزيز الممارسات الزراعية الجيدة، ومعاملات ما بعد الحصاد، ودور ذلك في إنتاج زراعات تصديرية تتمتع بمواصفات عالية، وجودة ممتازة تحقق مقومات المنافسة.
المكون الرئيسي في سلة الصادرات
وبالعودة إلى نشاط الجمعية المميز في مجال الصادرات الزراعية فقد أكد ” جبر” أن الجمعية سجلت حضوراً طيباً في هذا المجال وخاصة خلال سنوات التأسيس، لكن خلال العام الماضي لم تتوافر الأرقام الدقيقة لحجم وقيمة الصادرات بسبب عدم صدور الإحصاءات الرسمية، إلا أنه وبالاعتماد على بيانات الجمارك ومراكز الحجر الزراعي، يمكن تقدير قيمة الصادرات السورية بما يقارب مليار يورو في عام 2024. لافتاً إلى أن الأرقام ستكون أكثر وضوحاً ودقة مع نهاية النصف الأول من العام القادم.
و أشار جبر إلى أن بعض المصادر الحكومية المختصة، أكدت أن هذه الصادرات حققت زيادة بنسبة 39% خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2025، وتشكل الصادرات الزراعية المكون الرئيسي في سلة الصادرات السورية، حيث تشير أرقام متداولة لهذا العام إلى أنها شكلت 64% من إجمالي الصادرات، وشملت الخضار والفواكه والزيتون، وزيت الزيتون ومنتجات الألبان، ومشتقاتها والأغنام الحية والبيض وغيرها، وتجدر الإشارة إلى أن الصناعات الغذائية، وهي منتجات زراعية مصنعة، تشكل 17% من إجمالي الصادرات الصناعية.
مراقبة مستمرة لضمان جودة السلعة
ومن الخطوات المهمة في رأي ” جبر” أن الجمعية تعمل بالمشاركة مع المؤسسات الخاصة والعامة، على مراقبة الصادرات الزراعية من خلال المخابر المعترف بها دولياً، بهدف تحسين سمعة المنتج الزراعي، وضمان عدم إعادة أي إرساليات مصدرة، والحفاظ على سمعة المنتجات السورية في تلك الأسواق.
ظروف مشجعة ورؤية مستقبلية
والجانب الأهم في عمل الجمعية الدخول الى عالم ثقافة الزراعة التعاقدية ونشرها بما يحقق المنفعة المتبادلة، بحيث تقدم الجمعية للمزارع مستلزمات الإنتاج وتضمن حصوله على الربح المجزي من خلال تعاقده معها، وهو بدوره يلتزم بالإرشادات للحصول على نتائج مرضية لكلا الطرفين.
وهنا يرى” جبر” أن ظروف المرحلة الحالية، والرؤية المستقبلية تحتم العودة إلى عمل الجمعية، وتفعيل دورها في الاقتصاد الوطني بشكل عام، وقطاع الزراعة والتجارة الزراعية بشكل خاص.