آخر الأخبار
الرئيسية » يومياً ... 100% » 40 عامًاً كي نُشفى من التيه..!!

40 عامًاً كي نُشفى من التيه..!!

 

 

المهندس نضال رشيد بكور

 

حين عصى بنو إسرائيل نبيهم موسى عليه السلام وتخاذلوا عن دخول الأرض المقدسة ، أصدر الله حكمه العادل:

فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ ..

أربعون سنة من التيه ، ليس عقوبةً جسدية فقط ، بل إعادة صياغة لجيل كامل ، ماتت فيه قلوبٌ ملوّثة بالعبودية والجبن ، وولِد فيه جيل جديد تربّى على الطهارة ، والصبر ، والتوكل ، والحرية …

*السوريون والتيه الجديد*

اليوم وبعد أكثر من عقد من الثورة والانهيار ، يقف الشعب السوري في مشهده المأساوي على أطلال وطنٍ مزّقه الظلم والقتل والتهجير والخذلان …

انهار النظام ، أو على الأقل انكشف للعالم ، لكنّ التيه بدأ بعدها …

نُقل الشعب من سجون الطغاة إلى سجون المنافي ، من القهر العسكري إلى الفوضى المجتمعية ، من العبودية السياسية إلى الفراغ القيمي والديني ، وباتت العقول حائرة ، والقلوب موجوعة ، والأجيال الجديدة التي وُلدت في المهجر أو تربّت في القصف لا تعرف من الإسلام إلا اسمه ولا من الوطن إلا صورته

جيل تائه بحاجة إلى معجزة

انفلتت الأخلاق ، وضاعت القدوات ، وتحوّلت المجتمعات السورية إلى فسيفساء متضاربة :

شباب محبط بلا هوية

أسر مفككة بلا بوصلة

فكر مشوش بين التدين المتشدد والتفلت المطلق

مجتمع مزقته الطائفية ، ثم مزقته أكثر اللامبالاة.

وهنا نتساءل ؟؟؟

هل نحن بحاجة إلى معجزة؟؟؟

نعم، معجزة !!!

ولكن من نوع مختلف: معجزة صناعة الإنسان

لنبدأ الأربعين عامًا الآن

كما احتاج بنو إسرائيل إلى أربعين عاماً ليتخلصوا من آثار فرعون ، نحن نحتاج إلى أربعين عاماً من التربية الحقيقية ، والوعي العميق ، والإصلاح المجتمعي

كي ننتج جيلاً :

حراً لا يستعبد

مؤمناً لا يخاف إلا الله.

واعيًا لا يُخدع بالشعارات.

متدينًاً بحق ، لا شكلياً ولا متطرفاً

جيل يتعلم الإسلام كما أنزله الله ، لا كما شوهه المتطرفون أو دجّنه المستبدون

جيل يمارس شعائر الدين ويعيش روح الدين

جيل يُعلي قيمة العقل كما يُعلي قيمة العبادة ، ويُقيم ميزان العدل كما يُقيم ميزان الصلاة.

متى نبدأ؟

الجواب البسيط : الآن

إذا لم نبدأ الآن ، فسنورّث أبناءنا نفس التيه بل أسوأ

التحرير الحقيقي لا يبدأ من قصر الرئاسة

بل من عقل الطفل الذي نربيه

والانتصار لا يُقاس بعدد المدن المستعادة

بل بعدد العقول المستنيرة والقلوب السليمة.

خاتمة

نعم ، نحن في تيه

لكن التيه ليس النهاية

بل مرحلة انتقالية ، فَرَضها الله على أقوام من قبلنا ليمتحن صدقهم ، ويطهر صفوفهم ، ويهيّئهم للنصر

فلنصبر ، ونعمل

ونعيد بناء الإنسان

فلعلّ بعد الأربعين يولد النور

(موقع اخبار سوريا الوطن-1)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أكبر كذبة قيلت للشباب!

      د.عبد الكريم بكار     “ادرسْ تنجحْ… تنجحْ تتوظفْ… تتوظفْ تعيش مرتاح!” هذه الجملة لم تكن وعداً… بل كانت حلماً جماعياً لم ...