نور يوسف
حياكة 2 ميليمتر من خيط الحرير تحتاج 40 دقة و2 سنتمتر من خيط القطن تحتاج 24 دقة وإنتاج قطعة يتطلب صبراً ومجهوداً كبيرين وحساً فنياً وكثيراً من الحب بهذه الكلمات يختصر منير المسدي أسرار مهنة أخلص لها 55 عاماً وكل ما يقلقه اليوم اندثارها.
ومن دكانه الصغير في التكية السليمانية بدمشق يبدأ السبعيني المسدي عمله صباح كل يوم لينسج على نوله الخشبي قطعاً فنية أشبه بالتحف تمتزج فيها الألوان والخبرات ويقول لمندوبة سانا من خلف نوله توارثت المهنة أباً عن جد وأمارسها منذ 55 عاماً وأمضي أغلب وقتي في هذا المكان الصغير الذي يمنحني مساحة كبيرة للتفكير والتأمل لإيجاد كل ما هو جديد ومميز.
المسدي الذي كان يعمل مدرساً لمادة الرياضيات تعلم المهنة من والده وقال كنت أجلس إلى جانبه دائماً عندما يعمل وتعلمت منه إنجاز القطع باحترافية عالية باستخدام خيوط الحرير والصوف والقطن الطبيعي قطع لا تنافسها منتجات الآلات رغم تطورها لأنها تحمل من روح ناسجها.
ويتألف النول الخشبي من الماسورة والدفة والمطواية الفوقانية والتحتانية والمكوك والنير والمشط والسدى والمبرد وبكرة خيطان والمتيت والدواسات والبكرات كما أوضح العم المسدي مبيناً أنه طور النول بما يتلاءم مع متطلبات السوق مع الحفاظ على شكله القديم.
وتتنوع منتجات العم السبعيني بين المناشف وبرانص حمام ومناديل صغيرة ومفارش وستائر وسترات حيث بين أن حياكة المتر الواحد يحتاج إلى ساعتين من الوقت وكل 20 ألف دقة على النول تنجز قطعة بما تحويه من جوانب فنية وإبداعية بقياس 50 إلى 60 سم.
وأضاف المسدي إن كل 2 ميليمتر من خيط الحرير يحتاج 40 دقة بينما 2 سم من خيط القطن يحتاج إلى 24 دقة موضحاً أن العمل على النول يحتاج إلى وقت وجهد كبيرين وحس فني وتركيز إضافة إلى الصبر والموهبة.
وقد تحتاج القطعة الفنية إلى جهد أكثر من شخص تبدأ من المسدي الذي يلف الخطوط الطولية للقماش على بكرات ثم الملقي الذي يدخل الخيطان في النير والمشط ليأتي دور الحائك الذي ينجز القطعة ويضعها بين يدي المطرز الذي يضفي الحس الجمالي باستخدام نقشات بسيطة وينتهي الأمر عند الربادة التي تقوم بعمل عقدة بنهاية المناشف.
وقال المسدي إن كل شخص من هؤلاء يضفي لمسته الفنية متمنياً من الجيل الجديد مواصلة هذه الحرفة التراثية وحمايتها من الاندثار.
سيرياهوم نيوز 6 – سانا