دعا 65 خبيرا بالتراث الثقافي من 15 دولة عربية واجنبية وممثلون لمنظمات دولية إلى إطلاق عمليات ترميم وتأهيل مواقع التراث العالمي في سورية بأوابدها ومتاحفها ومناطقها العمرانية التاريخية وحفرياتها الأثرية.
وجاءت هذه الدعوة خلال ملتقى دولي خاص بالمواقع الأثرية السورية المدرجة في لوائح منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونيسكو” تحت عنوان “استعادة التراث السوري وإحياء المجتمعات المحلية” وذلك بدعوة من الأمانة السورية للتنمية في الجناح السوري الذي كان مشاركاً بمعرض “إكسبو 2020 دبي”.
وبينت المديرية العامة للآثار والمتاحف في بيان صحفي نشرته اليوم أنه “في حين يعمل السوريون المخلصون مع مجموعة صغيرة من المؤسسات والمنظمات الدولية على حماية التراث السوري نرى أن الوقت قد حان لكي تعمل المنظمات الدولية غير الحكومية من أجل ترميم مواقع التراث السوري وتعافي المجتمعات المحلية ولا سيما أن القيود لم تعد تحد من النشاطات الدولية في سورية وخاصة المشروعات الخاصة بالتراث الثقافي”.
وأكد البيان الذي نشر اليوم وكان قد تم اعتماده في الملتقى “أهمية وضع خطة لتعافي التراث الوطني واستراتيجية لتمويل المشروعات المحددة إضافة إلى توسيع مستوى التعاون الدولي في مجال مكافحة الإتجار بالقطع الثقافية وعودة بعثات التنقيب الأثري الأجنبية إلى سورية”.
ودعا البيان المنظمات الدولية لتعزيز نشاطاتها في سورية واستئناف منظمة اليونيسكو مهمتها في الحفاظ على مواقع التراث مبيناً “أن التراث المادي وغير المادي عانى من أضرار بالغة خلال سنوات الحرب العشر في سورية حيث اضطربت حياة المجتمعات التي تعيش حول مواقع التراث”.
وأكد البيان أنه يحتم على الجهات المعنية في سورية بمساعدة المنظمات الدولية وضع خطة تعاف شاملة للتراث تعرف الاحتياجات وتنفذ عمليات التقييم وتحدد الأولويات ومراحل التدخل وذلك لتوجيه التعاون الوطني والدولي مع مراعاة التدخلات الموجهة قصيرة الأمد كاستراتيجية مرحلية مؤقتة.
وبناء على خطة تعافي التراث لفت البيان إلى أنه يتحتم على المعنيين وضع استراتيجية تواصل لتوعية الجمهور والمؤسسات على الصعيدين الوطني والدولي وتشجيع المؤسسات الفنية والمالية على المساهمة في تنفيذها مع توفير التمويل اللازم لمشروعات الترميم وإعادة البناء الكبيرة والتمويل طويل الأمد لنشاطات الحفاظ على التراث ودعم المجتمعات المحلية بدعم من المؤسسات الوطنية والدولية.
وأكد البيان أهمية توسيع مشروعات بناء القدرات والتدريب والتركيز على تطوير المهارات اللازمة لهذه النشاطات في مجالات علم الآثار والمتاحف والحفاظ على مواقع التراث وإدارتها، وتعزيز ريادة الأعمال في إحياء هذه المواقع.
وأشار إلى أهمية تعزيز استخدام التكنولوجيات المتقدمة لتوثيق مواقع التراث، وإعداد المواد الإعلامية، وتقديم المعلومات للزوار من خلال المعارض عبر الإنترنت، وتقوية التعاون الدولي لمكافحة الإتجار غير المشروع بالقطع الثقافية ذات المنشأ السوري تحت مظلة اتفاقيات اليونيسكو عبر تعزيز تبادل المعلومات، ومراقبة المواقع والحدود، وتدريب طواقم العمل.
وحول دور المجتمعات المحيطة بهذه المواقع لكونها شريان حياة لها شدد البيان على ضرورة إشراك هذه المجتمعات وتوعيتها بعواقب الإتجار غير المشروع في المناطق الأثرية مع إيجاد فرص عمل للسكان حيث يمكن للسياحة الثقافية والصناعات الابتكارية أن تساهم بخلق فرص اقتصادية وتحقق تنمية محلية مستدامة.
يذكر ان ملتقى “استعادة التراث السوري وإحياء المجتمعات المحلية” ضم مجموعة من الخبراء والخبيرات البارزين في التراث الثقافي من منظمة اليونيسكو والمنظمات الدولية من فرنسا وألمانيا وهنغاريا وإيطاليا وأستراليا وإسبانيا ولبنان واليابان وبولندا وروسيا والبوسنة وأفغانستان والجزائر وعمان إضافة إلى سورية فضلا عن ممثلين من منظمات التراث الإقليمية الدولية والعربية.
سيرياهوم ينوز _ سانا