آخر الأخبار
الرئيسية » مجتمع » 70% من الضحايا أطفال ونساء: الجسم الطبّي يتّبع «برتوكول المفاضلة»

70% من الضحايا أطفال ونساء: الجسم الطبّي يتّبع «برتوكول المفاضلة»

عبد الله يونس

 

دير البلح | توقّفت سيارة إسعاف مسرعة أمام بوابة «مستشفى ناصر الطبي» في مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، حيث بدأ المسعفون والمارّة بإخلائها من جرحى أصيبوا في قصف إسرائيلي استهدف خيام نازحين في منطقة المواصي غربي المدينة، وعددهم 21 شخصاً، هم 11 طفلاً وخمس نساء، وخمسة رجال. وعلى عجل، وضع المسعفون بعض المصابين على الأسرّة الفارغة في قسم الطوارئ، ومدّدوا آخرين في ممرّات القسم بسبب عدم وجود أسرّة كافية. ثم قاطع صوت الطبيب المناوب، المسعفين قائلاً: «ضعوا الأطفال والنساء أولاً على الأسرّة للتعامل معهم، وعندما ننتهي سيحين دور الرجال».وما هي إلا ساعات من محاولة الأطباء إنقاذ حياة الجرحى، حتى استشهد 6 أشخاص، هم ثلاثة أطفال ورجلان وامرأة. تنهّد الطبيب المناوب، يوسف الآغا، وقال، لـ«الأخبار»، وهو يغسل يديه من آثار الدماء: «بسبب نقص الإمكانات الطبية وقلّة عدد الأسرّة، أصبحنا نتّبع برتوكول المفاضلة بالتعامل الطبي مع الأطفال أولاً ثم النساء ثانياً، وبعدهما الرجال، بهدف الحفاظ على النسل الفلسطيني»، أي «بمعنى أنه إذا كان لدينا جهاز عناية مركّزة واحد فارغ، وحضر إلينا رجل وامرأة مصابان بجروح خطيرة، فالأولوية هنا إنقاذ حياة المرأة».

ووفقاً للوكيل المساعد لوزارة الصحة في غزة، عبد اللطيف الحاج، فإن «النقص الحادّ في الإمكانات الطبية والأدوية والمستلزمات، يجعلنا مجبرين على اتّباع بروتوكول المفاضلة لمصلحة الأطفال والنساء». وأشار الحاج، في حديث إلى «الأخبار»، إلى أن المنظومة الصحية مدمّرة بسبب الاستهداف الإسرائيلي المتعمّد، وسط نقص هائل في الإمكانات الطبية والأجهزة الحيوية، «فنحن بحاجة إلى أجهزة التصوير بالأشعة، وأجهزة الرنين المغناطيسي التي لا تتوفّر بالمطلق في القطاع، إلى جانب مختبرات طبية وأجهزة تصوير مقطعي ومولّدات كهربائية حديثة»، لافتاً أيضاً إلى عدم توفر 74% من الأدوية المنقذة للحياة، و83% من المستلزمات الطبية، و60% من مخزونات الأدوية. وأضاف أن مستشفيات القطاع فقدت ما نسبته 70% من أسرّتها، بسبب تعرّضها للقصف والتدمير على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وعلى مستوى الكادر الصحي، تابع المصدر نفسه، أن «الأيدي الطبية العاملة تعاني عجزاً كبيراً في الموارد البشرية، بعد استشهاد 880 كادراً صحياً، فضلاً عن هجرة عشرات الأطباء من القطاع عبر معبر رفح قبيل إغلاقه هرباً من الموت». وبحسب إحصاءات وزارة الصحة، فقد استشهد أكثر من 41 ألف فلسطيني خلال حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرّة منذ السابع من أكتوبر الماضي، من بينهم نحو 17 ألف طفل، وأكثر من 11 ألف امرأة، فيما تبلغ نسبة الضحايا المصابين من النساء والأطفال أكثر من 70% من جرحى الحرب. وبناءً على هذه الإحصائية التي تُظهر ارتفاعاً كبيراً في استهداف النساء والأطفال، فقد أقرّت دراسة محلية أجرتها وزارة الصحة أن «هناك خطراً على النسل الفلسطيني، وقد تهدّد الحرب هذا العرق وتجعله بعد 20 عاماً نادراً». وبرأي الحاج، فإن «النسوة اللواتي قُتلن في الحرب، لو بقين على قيد الحياة، لأنجبن قرابة 42 ألف طفل في عام واحد».

من جهته، قال المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إسماعيل الثوابتة، لـ«الأخبار»: «لدينا ما يكفي من الأسباب للاعتقاد بأن إسرائيل تتعمّد قتل النساء والأطفال في استهداف واضح للأجيال الفلسطينية القادمة»، مبيّناً أن العدو «يتعمّد استهداف المطلوب لديه، خلال وجوده بين أفراد أسرته وزوجته وأطفاله وشقيقاته وأشقائه من أجل تبديد نسلهم جميعاً». وأكّد أن هذه الحرب «هي حرب على النساء والأطفال في المقام الأول، وهي بذلك تحقّق هدف الإبادة الجماعية الممنهجة بحقّ شعبنا الفلسطيني»، لافتاً إلى أن النساء يشكّلن أساس العرق في أيّ مجتمع، فيما الأطفال يُعتبرون حجر أساس المستقبل، «ولذلك يجب منحهم الأولوية في إنقاذ الحياة والمساعدة الإغاثية»، علماً أن المرأة تشكّل 49% من المجتمع الفلسطيني، وفق «جهاز الإحصاء الفلسطيني».

وفي هذا الإطار أيضاً، أكّد «صندوق الأمم المتحدة للسكان» أن إسرائيل تعمل على إجراءات تهدّد العرق الفلسطيني؛ إذ وبحسب مديرته الإقليمية، ليلى بكر، فإن هناك «تدميراً واضحاً للنسيج الاجتماعي جرّاء الحرب في غزة، وهذا يؤثّر في النساء والفتيات بصورة أكثر سلبية من بقية سكان القطاع». وأضافت بكر أن «الأرقام والإحصاءات تعكس جزءاً من الظلم، وهذه الحرب قد تهدّد النسل الفلسطيني إلى الأبد، فالمرأة تدفع الثمن الأعلى للحرب في غزة، وبلغة الأرقام تُقتل 63 امرأة كل يوم، بينهن 48 أماً، فيما تُقتل اثنتان من الأمهات كل ساعة».

 

 

 

 

 

 

سيرياهوم نيوز١_الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

عشية بدء قطاف الزيتون.. عمال يلمّحون لـ”يومية” تصل إلى 125 ألف ليرة.. وأصحاب بساتين يدعون أولادهم وعائلاتهم للالتحاق بالموسم

أيام قليلة، ويبدأ مزارعو الزيتون في اللاذقية بجني محصولهم، الذي يؤقّت معظمهم أوانه بعد “مطرة” أواخر أيلول، حيث تتشبّع الثمرة وتنتج كميات أكبر من الزيت الذي يعد ...