دمشق-رحاب علي
ترميم وتأهيل المدارس المتضررة لم يقف عائقاً بوجه عودة طلاب بلدات الغوطة الشرقية إلى مقاعد العلم لتعود معهم الحياة تدريجياً لمشهد حاول الإرهاب تغييبه لسنوات لكنه اليوم يرسم من جديد مع 77 مدرسة فتحت أبوابها لاستكمال مسيرة العلم بانتظار البقية.
جرائم الإرهابيين في البلدة قبل تحريرها لم تمنع المدرسين من إدخال كتب الوزارة وتدريس مناهجها ورغم المخاطر التي كانوا يتعرضون لها أصروا على الاستمرار بعملهم وأداء رسالتهم كما تقول معاونة مديرة ثانوية المليحة للبنات ميساء الأضمة لـ سانا وتشير إلى أن هؤلاء المدرسين وبعد تحرير الغوطة بفضل بواسل الجيش العربي السوري أسهموا بتشجيع زملائهم على العودة بأسرع ما يمكن إلى مدارسهم.
وتبين الأضمة أن ثانوية المليحة للبنات حالياً في طور الترميم بالتعاون مع المجتمع المحلي بالتوازي مع استمرار العملية التعليمية فيها للمحافظة على سير الخطة الدرسية المقررة.
وعن الصعوبات التي تواجه المدرسين تذكر الأضمة أن تسرب بعض الطلاب لسنوات والتهجير من منطقة لأخرى بفعل الإرهاب نجم عنه فاقد تعليمي لدى الطلاب وصعوبة بالانضباط وهو ما يحاول القائمون على العملية التعليمية استدراكه بطرق متعددة منها منهاج الفئة (ب) ودورات تقوية وغيرها.
ومن مدرسة المليحة الريفية ترى معلمة الصف الخامس مروة الخلف أن نسبة الطلاب المتفوقين في مدارس الغوطة “مؤشر إيجابي ومشجع لنا كمدرسين ويتركز دورنا اليوم على زرع قيم المحبة وحب العلم في نفوسهم”.
وتشير الخلف إلى أن شغف الطلاب بعودتهم إلى مقاعد العلم وإصرارهم على استمرارهم بمسيرة العلم أكثر دفعهم لمواصلة أداء رسالتهم التي لطالما حاولت المجموعات الإرهابية إيقافها خلال سنوات انتشارها بمناطق الغوطة وتقول.. “بلداتنا كانت باهتة لا لون لها مدمرة بفعل الإرهاب لكن الجيش أعاد لها الأمان كما أعاد افتتاح المدارس الحياة لشوارعها”.
(أحمد حبوب) طالب في الصف الخامس عبر عن سعادته بمدرسته الجميلة كما وصفها بعد تجهيزها وإعادة ترميمها وتزيينها لمحو أي أثر للإرهاب الأسود الذي طال أيضا مدرسة رويدة سلاحو كما وصفت طالبة في الصف السابع عندما عادت إليها وتستعيد تلك التفاصيل بالقول: “عندما عدنا كانت المدرسة مجردة من الطلاء والشبابيك والأبواب وبحالة سيئة جداً لكن أعمال الترميم القائمة ستعيدها كما كانت قبل الإرهاب”.
ومنذ تحرير بلدات الغوطة الشرقية عام 2018 وعودة الأمن والأمان إليها بفضل بواسل الجيش العربي السوري باشرت وزارة التربية وفق مشرف مجمع الغوطة الشرقية التربوي خالد السودا بترميم المدارس بشكل إسعافي لتأمين بيئة تعليمية مناسبة للطلاب العائدين.
وبين السودا أنه بالتعاون مع المجتمع المحلي ومنظمات دولية سعت الوزارة لترميم أكبر عدد ممكن من المدارس لتصبح الحصيلة اليوم دخول 77 مدرسة الخدمة من أصل 130 مدرسة موزعة على مجمع الغوطة الشرقية التربوي.
وقال السودا إن العملية التربوية اليوم في بلدات الغوطة الشرقية تسير بشكل جيد وتشهد اكتظاظاً وكثافة طلابية بجهود المعلمين المصرين على مواصلة تأدية عملهم ورسالتهم السامية.
(سيرياهوم نيوز-سانا12-3-2021)