كيف تنجح سوريا في إعادة تأهيل المناطق الحرة لديها، وكم يقدر حجم الاستثمارات المستهدف، وما هي الفرص الاستثمارية التي أعلنت عنها الحكومة السورية؟
أعلنت سوريا عن توافر أكثر من 500 فرصة استثمارية جديدة في مختلف المناطق الحرة لديها، وذلك في إطار خطة لجذب الاستثمارات الأجنبية إلى البلاد بعد أكثر من 13 سنة من الدمار، إذ أكد الرئيس السوري أحمد الشرع أن بلاده جذبت نحو 28 مليار دولار استثمارات أجنبية منذ إطاحة ببشار الأسد في 8 كانون الأول (ديسمبر) 2024، وسط توقعات بارتفاعها إلى 100 مليار دولار، فكيف تنجح سوريا في إعادة تأهيل المناطق الحرة لديها، وكم يقدر حجم الاستثمارات المستهدف، وما هي الفرص الاستثمارية التي أعلنت عنها الحكومة السورية؟
8 مناطق حرة سورية تلفت أنظار العالم
كشفت الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية في سوريا عن الفرص الاستثمارية المتاحة وهي في المناطق الآتية:
- المنطقة الحرة في دمشق:
هي المنطقة الأكبر، وفي عام 2018 احتوت على أكثر من نصف إيرادات مؤسسة المناطق الحرة، وتضم نحو 423 مستثمراً بحجم استثمارات 365 مليون دولار، كما توفر نحو 5000 فرصة عمل. - مطار دمشق الدولي:
تضم مستودعات جاهزة لتخزين البضائع، ومناطق للخدمات اللوجستية تحتوي على معامل متعددة التخصصات. - المنطقة الحرة في عدرا:
شهدت في أيار (مايو) الماضي توقيع مذكرة تفاهم استراتيجية مع شركة (Fidi Contracting) الصينية لمدة 20 عاماً، لاستثمار 300 ألف متر مربع في المنطقة الحرة في عدرا (ريف دمشق) لإقامة مشاريع تجارية وخدمية. - المنطقة الحرة في الحسيا (حسياء):
حصلت الشركة الصينية (Fidi Contracting) على حق استثمار المنطقة الحرة في حسياء (حمص) لمدة 20 عاماً، على مساحة 850 ألف متر مربع لإنشاء منطقة صناعية متكاملة. - المنطقة الحرة في حلب (المسلمية):
تقع شمال مدينة حلب قرب بلدة المسلمية، وتتصل بها تفريعة للخطوط الحديدية، وتبلغ مساحتها 1.150 مليون متر مربع، وأبرز نشاطاتها صناعة الألبسة الجاهزة، البلاستيك، العطور والمواد التجميلية، الطباعة، الجلود، معالجة الزيوت وتكريرها، الألبسة المستعملة، إلى جانب خدمات تمثيل الشركات والنقل والترانزيت. - المنطقة الحرة في اللاذقية (المرفئية):
تقع على مساحة 263 ألف متر مربع وتبعد 17 كيلومتراً عن مطار باسل، وتشتهر بتجارة السيارات والآلات، ومصانع توليد الكهرباء بالرياح وسحب الحديد، إلى جانب خدمات تمثيل الشركات والتخليص الجمركي والنقل والترانزيت. - المنطقة الحرة الداخلية في اللاذقية:
تقع على مساحة 282 ألف متر مربع عند المدخل الشرقي للّاذقية، وتتم إضافة توسعات لها على مساحة 300 ألف متر مربع، وأبرز أنشطتها التجارة في السيارات والآلات والخضر وصناعة النسيج والأدوية، إلى جانب خدمات تمثيل الشركات والتخليص الجمركي والنقل والترانزيت. - المنطقة الحرة في طرطوس (المرفئية):
تقع على مساحة 436 ألف متر مربع، وهي ملاصقةً لمرفأ طرطوس على الطريق الدولية طرطوس – اللاذقية، وأبرز نشاطاتها تجارة السيارات والآلات والزيوت والحبوب والسكر والأخشاب.
- منطقة إدلب الحرة:
تعمل سوريا حالياً على إنشاء منطقة حرة في محافظة إدلب، سيبدأ العمل عليها خلال الفترة المقبلة، وفق تصريحات مدير العلاقات العامة في الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية السورية مازن علوش.
.jpg)
500 فرصة استثمارية مجرد بداية
يقول الخبير في الاقتصاد السوري عبدالرزاق حبزة لـ”النهار” إن عدد 500 فرصة استثمارية يمثل الحد الأدنى، لأن لدى سوريا العديد من فرص الاستثمار في مجالات أخرى، مثل مشاريع البنية التحتية وإعادة الإعمار والطاقة المتجددة وتحلية مياه الشرب التي تقدر استثماراتها كحد أدنى بـ800 مليار دولار.
ولدى سوريا حالياً خطة استثمارية ضخمة بقيمة 14 مليار دولار، لتنفيذ 12 مشروعاً استراتيجياً، على رأسها تطوير مطار دمشق الدولي باستثمارات تبلغ 4 مليارات دولار، وإنشاء مترو أنفاق في العاصمة بتكلفة ملياري دولار، في خطوة تستهدف تعزيز البنية التحتية الحضرية وتسهيل حركة النقل والسياحة.
وشملت الحزمة الاستثمارية أيضاً مشاريع عقارية وتجارية مثل مشروع “أبراج دمشق” بقيمة ملياري دولار، و”أبراج البرامكة” بنحو 500 مليون دولار، و”مول البرامكة” بتكلفة 60 مليون دولار، بحسب تصريحات رئيس هيئة الاستثمار السورية طلال الهلالي الذي أضاف أن المناطق الحرة التي تحظى بفرص استثمارية هي على مستوى سائر المحافظات السورية وتشمل كل الاستثمارات، وأبرزها الطاقة والطاقة البديلة وتحلية مياه الشرب والنقل الداخلي والمترو ومعامل النسيج المتوقفة ومعامل النفط المتوقفة.
وبسؤاله عن حجم الاستثمارات المتوقع جذبها عبر المناطق الحرة السورية، قال إنه حتى الآن لم يصدر رقم رسمي، لكن تصريحات الرئيس السوري أفادت بأنه يستهدف جذب استثمارات أجنبية إلى بلاده بنحو 100 مليار دولار، وسيتضح ذلك بناء على مدى إقبال المستثمرين على السوق السورية سواء من الخليج أم من أوروبا وأميركا، مؤكداً مساعي الحكومة السورية حالياً لكسب ثقة المستثمرين الأجانب وعلى رأسهم الأميركي والخليجي، لذلك وضعت نظاماً يحفظ حق المستثمر داخل سوريا في الإجراءات التنظيمية وفي الضرائب أو دخول الأموال وخروجها.
أنواع الفرص الاستثمارية في سوريا
ونوه بالمشروعات التي نالت اهتمام المستثمرين العرب مثل تحلية مياه الشرب والمترو والنقل الآمن الداخلي واستخدام الطاقة البديلة.
وقال الخبير في الاقتصاد السوري الدكتور عمار يوسف لـ”النهار” إن المناطق الحرة في سوريا ستشهد طفرة خلال الفترة المُقبلة، وذلك بعدما أبدت الشركات الأميركية اهتمامها بالسوق السورية وتحديداً قطاع الطاقة؛ لأن الاستثمار في مجال الطاقة واعد جداً، وبالتالي ستنشط حركة التجارة عبر المناطق الحرة السورية.
وأوضح أن استثمار الولايات المتحدة في سوريا هو أكبر ضمان لاستقرار سوريا سياسياً واقتصادياً، “لأننا نعرف أن أميركا تحمي استثماراتها بطريقة أو بأخرى، وبالتالي الاستثمار الأميركي في سوريا هو دلالة على استقرار سوريا وعلى أنها منفتحة على استقبال الاستثمارات الأجنبية العربية والأوروبية، خصوصاً بعدما تلاشى الدور الإيراني تماماً وكذلك الدور الروسي وبالتالي سوريا تتمتع حالياً بأجواء مستقرة جاذبة للاستثمار وخصوصاً الأوروبي والعربي”.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _النهار اللبنانية