التمر يعتبر مصدراً ممتازاً للكربوهيدرات، ويحتوي على نسبة عالية من الألياف الصحية، بالإضافة إلى العديد من الفيتامينات والمعادن. لكن نظراً لاحتوائه على كمية مرتفعة من السكر، يطرح الكثيرون سؤالاً متكرراً مع حلول موسم جني التمور: هل يمكن لمرضى السكري تناول التمر ضمن نظامهم الغذائي؟
هذا السؤال يعود إلى نصائح طبية تقليدية قديمة تحث مرضى السكري على الامتناع عن تناول التمر، بحجة أنه قد يؤدي إلى اضطرابات في مستويات السكر في الدم.
تناول بضع تمرات كوجبة خفيفة
التمر ليس مجرد مصدر للسكريات فقط، بل هو ثمرة طبيعية تحتوي على مزيج متنوع من الألياف والفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة، بالإضافة إلى نسبة معينة من الماء. السكريات في التمر ليست كلها من نوع الغلوكوز، بل هناك أنواع أخرى تتبع مسارات مختلفة في الهضم والامتصاص.
اليوم أصبح التمر من الفواكه العالمية، ويحتاج إلى مزيد من الدراسات حول مكوناته وفوائده الصحية، خاصة بالنسبة لمرضى السكري. يمكن للمرضى تناول “بضع تمرات” بشكل معتدل خلال اليوم كوجبة خفيفة، وفق شروط معينة سيتم توضيحها لاحقاً، من دون أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع ملحوظ في مستوى السكر في الدم.
سكريات ومحليات طبيعية
توجد السكريات الطبيعية في العديد من الأطعمة مثل العسل والتمر والفواكه الأخرى، وهذه السكريات تأتي مع مجموعة من العناصر الغذائية المفيدة مثل الألياف والفيتامينات والمعادن. في المقابل، هناك المحليات الطبيعية مثل السكر الأبيض أو البني، التي تضاف إلى الطعام دون أن تحتوي على أي عناصر غذائية.
إحدى المشاكل الصحية الرئيسية اليوم هي الإفراط في استهلاك السكريات المضافة وعدم استهلاك الفواكه الطبيعية بشكل كافٍ. بعض مرضى السكري يزيدون من تناول الفواكه مثل التمر دون تقليل استهلاك السكر الأبيض أو مصادر الكربوهيدرات الأخرى مثل الخبز والمعجنات.
تناول السكر وتأثيره
بالنسبة لمرضى السكري، الاختيارات الغذائية تلعب دوراً حاسماً في ضبط مستويات السكر في الدم. ضبط استهلاك السكريات الطبيعية والمحليات هو جزء أساسي من إدارة مرض السكري. ولكن بالنسبة للأشخاص الأصحاء، فإن تناول السكر بشكل مباشر لا يسبب مرض السكري، رغم أن الإفراط في استهلاك السكريات قد يؤدي إلى زيادة الوزن، وهو عامل خطر للإصابة بالسكري.
التمر ومرضى السكري
نظراً لاحتوائه على نسبة عالية من السكريات، قد يؤثر التمر على مستويات السكر في الدم. ومع ذلك، يحتوي التمر أيضاً على ألياف وعناصر غذائية مفيدة تساعد في تخفيف هذا التأثير. لذلك، يجب أن يفهم مرضى السكري كيفية دمج التمر في نظامهم الغذائي بشكل آمن.
نعم، يمكن لمرضى السكري تناول التمر، لكن بكميات معتدلة. يجب عليهم مراقبة حصصهم الغذائية ودمج التمر ضمن نظام غذائي متوازن بناءً على استشارة طبية.
استشارة متخصصي التغذية
من المهم استشارة متخصصي التغذية أو مقدمي الرعاية الصحية قبل إجراء أي تغييرات كبيرة في النظام الغذائي. المتخصصون يمكنهم تقديم نصائح شخصية بناءً على حالة المريض ومدى تأثير مرض السكري على أعضاء الجسم المستهدفة مثل القلب والكلى والعينين.
تناول الطعام بوعي
يجب على مرضى السكري تناول الطعام بوعي. بدلاً من تناول كمية كبيرة من التمر دفعة واحدة، من الأفضل تناول كميات معتدلة موزعة على مدار اليوم لتجنب ارتفاع مفاجئ في مستويات السكر.
توزيع تناول التمر
الحصة الغذائية النموذجية من التمر تتراوح بين 2 إلى 4 تمرات، ويجب توزيع تناولها على مدار اليوم. هذا يساعد في منع ارتفاع السكر في الدم بشكل سريع ويساهم في تحسين التحكم بمستوياته. تناول التمر مع أطعمة غنية بالألياف مثل الفواكه والخضروات يمكن أن يساعد أيضاً في إبطاء امتصاص السكريات.
إضافات تعيق امتصاص السكريات
يمكن لمزج التمر مع بعض الأطعمة مثل المكسرات أو اللبن أن يبطئ من امتصاص السكريات في الجسم. هذه الإضافات قد تساعد في التحكم بارتفاع السكر في الدم بعد تناول التمر.
اختلاف أنواع التمور
أنواع التمور تختلف في محتواها من السكريات، لذا يجب على مرضى السكري اختيار الأنواع الأنسب لحالتهم بناءً على نصيحة مختصين.
ألياف التمور
تختلف أيضاً أنواع التمور في محتواها من الألياف، التي تلعب دوراً مهماً في تحسين الهضم وضبط مستويات السكر والكوليسترول في الدم.
سيرياهوم نيوز١_رأي اليوم