آخر الأخبار
الرئيسية » عربي و دولي » 97 بالمائة من الأردنيين يرفضون السلام مع الكيان.. مُستشرِقٌ صهيونيٌّ: العلاقات تراجعت بشكلٍ غيرُ مسبوقٍ والأجواء العامّة مُعاديةٌ لإسرائيل والتطبيع بات وهمًا

97 بالمائة من الأردنيين يرفضون السلام مع الكيان.. مُستشرِقٌ صهيونيٌّ: العلاقات تراجعت بشكلٍ غيرُ مسبوقٍ والأجواء العامّة مُعاديةٌ لإسرائيل والتطبيع بات وهمًا

 

الناصرة – من زهير أندراوس:

حتى أكثر الصهاينة تزمتًا وتشدّدًا يُقِرون بالفم الملآن أنّه على الرغم من مرور 31 عامًا على توقيع اتفاقية السلام بين الكيان والأردن، والمعروفة باسم اتفاق وادي عربة، في الـ 26 من شهر تشرين الأوّل (أكتوبر) من العام 1994، فإنّ النظاميْن الحاكميْن في كلٍّ من تل أبيب وعمّان فشِلا في الحصول على شرعية السلام من الشعب العربيّ-الأردنيّ، الذي ما زال يعتبر إسرائيل عدوًّا بكلّ ما تحمل هذه الكلمة من معانٍ، ولا يخفي معارضته العلنيّة لاتفاق السلام مع الصهاينة، خصوصًا في ظلّ حرب الإبادة الجماعيّة، التي تقوم بها دولة الاحتلال في قطاع غزّة.
وفي هذا السياق، رأى البروفيسور الإسرائيليّ، رونين يتسحاق، وهو رئيس قسم دراسات الشرق الأوسط في الكليّة الأكاديميّة للجليل الغربيّ وباحث كبيرٌ بالشؤون الأردنيّة في مركز ديان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا في جامعة تل أبيب، رأى أنّه “بعد واحد وثلاثين عامًا من توقيع اتفاقية السلام بين إسرائيل والأردن، تشهد العلاقات بين البلدين تراجعًا غير مسبوق، ورغم التعاون الأمني ​​الوثيق والمصالح الإقليمية المشتركة، إلّا أنّ الأجواء العامّة في الأردن معادية لإسرائيل، ويبدو التطبيع الكامل أبعد من أيّ وقتٍ مضى”.
وتابع في مقاله، الذي نُشر في صحيفة (معاريف) العبريّة، أنّه “مع توقيع اتفاقية السلام في تشرين الأوّل (أكتوبر) من العام 1994، حظيت هذه الخطوة بتأييدٍ شعبيٍّ واسعٍ في المملكة الهاشميّة، شمل ما يقرب من 80 بالمائة من السكان”.
وأوضح: “استند التفاؤل إلى وعدٍ بعهدٍ جديدٍ في الشرق الأوسط، يتضمن أفقًا سياسيًا لحلّ الصراع مع الفلسطينيين بعد اتفاقيات أوسلو، واستقرارًا إقليميًا، ونموًا اقتصاديًا يضمن لسكان الأردن الرفاهية الاقتصادية والتمتع بثمار السلام، إلّا أنّ الآمال سرعان ما تبددت: لم تقم دولةً فلسطينيّةً، واستؤنف الصراع مع الفلسطينيين”.
وشدّدّ في مقاله على أنّ “خيبة الأمل العامة كانت كبيرةً، ومنذ وفاة الملك حسين عام 1999 وتولي ابنه عبد الله الثاني العرش، يتراجع دعم السلام”.
بالإضافة إلى ذلك، رأى أنّ “اليوم، تتسّع الفجوة بين اهتمام الأردن بالتعاون مع إسرائيل وموقف الرأي العام الأردنيّ بشكلٍ كبيرٍ، فرغم وجود تعاونٍ استراتيجيٍّ أساسيٍّ: النضال المشترك ضدّ الجهاد العالميّ والحركات الإسلاميّة المتطرفة (بما فيها حماس)، والاحتواء المشترك للنفوذ الإيرانيّ والمحور الشيعيّ عمومًا في الشرق الأوسط (مع دول الخليج)، والتعاون العملياتيّ على طول الحدود، والتعاون الاقتصاديّ، بما في ذلك توريد المياه والغاز من إسرائيل إلى الأردن، إلّا أن نسبة تأييد التطبيع مع إسرائيل قد انخفضت إلى مستوىً غيرُ مسبوقٍ”، طبقًا لأقواله.
ومضى المستشرق الإسرائيليّ قائلاً: “لقد أظهر استطلاع رأي عام أجرته (الباروميتر العربيّ) ونُشر مطلع العام الجاري أنّ نسبة التأييد لاتفاق السلام مع دولة الاحتلال، تبلغ الآن حوالي ثلاثة بالمائة فقط، وهي أدنى نسبة على الإطلاق، والأدنى بين جميع الدول العربية التي شملها الاستطلاع”.
ولفت إلى أنّ “الأردن هو الأردن وفلسطين هي فلسطين، ولكنّه سيضمن أيضًا استمرار بقاء الأردن، وأدت أنشطة إسرائيل في قطاع غزّة منذ اندلاع الحرب إلى زيادة التوترات وتأجيج تصاعد معاداة السامية في المملكة”.
وأشار إلى أنّ “التصريحات الإسرائيلية المتكررة حول نيتها ضمّ أراضٍ أو بسط سيادتها على الضفة الغربية، إلى جانب الترويج للبناء فيها وفكرة تشجيع طرد الفلسطينيين من غزة، تُعتبر تهديدًا استراتيجيًا حقيقيًا لاستقرار الأردن وهويته”.
وخلُص إلى القول إنّه “وراء الكواليس، كما ذُكر، تستمِّر العلاقات الأمنيّة بين إسرائيل والأردن، ومن المتوقع أنْ تستمر في المستقبل، انطلاقًا من فهمها بأنّها تخدم المصالح المشتركة. تُذكّرنا ذكرى اتفاقية السلام بأنّ العلاقات بين البلديْن شهدت أيضًا فتراتٍ أخرى من الأمل والتفاؤل، ولعلّه من الممكن إحياء هذه الفترات في المستقبل”، على حدّ تعبيره.
ومن ناحيته شدّدّ المستشرق الإسرائيليّ إيلي فودا على أنّه “رغم الهدوء مع الأردن فإنّ عدم حلّ القضية الفلسطينية يضع النظام الأردنيّ في معضلةٍ تتمثل بكيفية الجمع بين ما يبدو أنهما متناقضان: مصالح المملكة ومطالب مواطنيها المتعاطفة مع الفلسطينيين، الأمر الذي تمثل في الحفاظ على أدنى مستوىً ممكنٍ من العلاقات الدبلوماسيّة مع تل أبيب، وفي نفس الوقت إدارة العلاقات السريّة في المجالات العسكريّة والأمنيّة والاستخباراتيّة”، على حدّ تعبيره.
وفي الختام وَجَبَ التأكيد أنّ الشعوب العربيّة، التي تُحكَم بالحديد والنار من قبل الأنظمة الرجعيّة، ترفض إسرائيل جملةً وتفصيلاً، فكَمْ بالحري التطبيع معها وتوقيع اتفاقيات السلام مع كيانٍ يقتل الفلسطينيين على مدار الساعة وببثٍّ حيٍّ ومُباشرٍ.

 

 

 

(اخبار سوريا الوطن 2-وكالات-رأي اليوم)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

المطروح أسوأ من 17 أيار: لبنان يُساق إلى الذبح

  ميسم رزق     في منتصف هذا الشهر، صرّح رئيس الجمهورية جوزيف عون بأنْ «لا بدّ من التفاوض مع إسرائيل لحل المشاكل وتجنّب الدمار»، ...