آلية اعتراض طلبة الجامعات على نتائجهم بحاجة الى تغيير اتحاد طلبة طرطوس:الآلية الحالية تخلق حالات من الابتزاز والفساد وهذه مقترحاتنا لمعالجتها

| هيثم يحيى محمد

يعيش الكثير من طلبة الجامعات السورية حالة من  الاستياء والشكوى المستمرة من النتائج الامتحانية وبالأخص من عدم استفادتهم في معظم الأوقات من الاعتراضات التي يتقدمون بها لكلياتهم بحق هذه النتيجة او تلك أوهذا الاستاذ مدرّس المادة او ذاك ويترافق ذلك مع كلام هنا وهناك عن حالات من الخلل والفساد والابتزاز ضمن جامعاتنا والسؤال الذي يفرض نفسه في ضوء ماتقدم :ماهو السبب في ذلك وما هو السبيل لمعالجته ومعالجة تداعياته السلبية على سمعة العملية التعليمية في جامعاتنا؟

رئيس فرع الاتحاد الوطني لطلبة سورية بطرطوس يقر بهذه الحالة ويؤكد ان الاتحاد تابعها وما زال من اجل معالجة الاسباب ويضيف :حتى العام الدراسي ٢٠١٥-٢٠١٦ كانت جامعتا طرطوس وتشرين تطبقان آلية جيدة لدراسة الاعتراضات الامتحانية تختلف عن باقي الجامعات التي طبقت قرارات وزارة التعليم العالي بهذا الشأن.. حيث تم في مجلس جامعة تشرين إصدار قرار وأقر تطبيقه في جامعة طرطوس بعد افتتاحها ونص على مايلي:

تشكيل لجنة الاعتراضات من (النائب الإداري في الكلية رئيساً- وعضوية رئيس القسم المعني- ممثل الاتحاد- رئيس شعبة الامتحانات) ويحضر الاعتراضات مدرس المقرر والزميل الطالب المعترض وتعتبر القاعة التي تجري فيها عملية الاعتراض الامتحاني كقاعة امتحانية.. ويحاسب الزميل الطالب في حال تجاوزه الأصول ضمنها ويتم إعادة تدقيق الورقة الامتحانية بالاعتماد على سلم التصحيح وفي حال وجود أي علامة مستحقة للزميل الطالب تتم إضافتها ويتم اتخاذ القرارات اللازمة في المجالس الجامعية لتثبيت العلامة الجديدة وحتى العام الدراسي ٢٠١٥-٢٠١٦ بلغ على سبيل المثال عدد المستفيدين من الاعتراضات الامتحانية في إحدى الدورتين الامتحانيتين لإحدى الكليات في جامعة طرطوس (٤٠ مستفيد).

ويتابع:لكن صدر عن مجلس التعليم العالي قرار يلزم جامعتي تشرين وطرطوس بإلغاء هذه الآلية والعودة إلى آلية وزارة التعليم العالي والتي تلغي حضور المدرس والطالب إلى لجنة الاعتراضات .. كما تمنع دخول سلم التصحيح  ويقتصر الاعتراض الامتحاني على جمع الدرجات فقط.. وتصحيح الفقرة غير المصححة وهي عبارة مبهمة فتحت باب التأويل حول معناها دون وجود توضيح لها.

وبمجرد تطبيق هذه الآلية انخفض بشكل حاد عدد المستفيدين من الزملاء الطلاب.. كما لاحظنا عدم تقيد العديد من المدرسين بتسليم سلم التصحيح أو تسليمه دون تفصيل توزيع الدرجات.

ويؤكد كناج أن كل ماسبق أفقد الزملاء الطلاب الثقة بأهمية تقديم الاعتراض الامتحاني وجدواه.. وفسح المجال لانتشار كلام في أوساط الزملاء الطلاب حول وجود حالات فساد وابتزاز بكافة أنواعه من قبل مدرسي المقررات وهذا الأمر لا يمكن نفيه في ظل انخفاض أعداد المستفيدين من الاعتراضات الامتحانية بعد إلغاء الآلية القديمة المعتمدة مضيفاً إن آلية السبر الامتحاني المعتمدة من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والإدارات الجامعية للتأكد من وجود خلل في عملية التصحيح لم تتمكن من تحقيق نتائج ملموسة عموماً والدليل عدم وجود آية حالات تستوجب المعالجة في غالب الاحيان وفي معظم الجامعات (باستثناء جامعة البعث التي شكلت لجان سبر في إحدى السنوات وكشفت وجود حالات تلاعب وأحالت عدداً من الأساتذة حينها إلى لجان التأديب) كون من يقوم بعملية سحب الأوراق وتدقيقها هم زملاء مدرسون للمدرس المعني خاصة في كلية لا يتجاوز تعداد أعضاء الهيئة التدريسية فيها عدد أصابع اليد.

وعن مقترحاتهم كاتحاد طلبة لمعالجة هذا الواقع قال كناج:لدينا العديد من المقترحات ابرزها:

دعوة مدرس المقرر والزميل الطالب لحضور الاعتراض الامتحاني ومنح الطالب درجاته المستحقة وفق السلم وبحضور أعضاء اللجنة ،وإلزام المدرسين بوضع سلم امتحاني واضح ومفصل يمكن الاستناد  إليه في عملية الاعتراض ،وأن يحضر ممثل الاتحاد الاعتراضات الامتحانية على نتائج العملي نظراً لما يرد من شكاوى حول وقوع ظلم فيها وعدم الجدية في دراستها ،وتشكيل لجان سبر مركزية من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تقوم بعملية سحب الأوراق وإرسالها مع سلم التصحيح إلى جامعة أخرى للتدقيق ،وضرورة تمثيل الاتحاد في لجان السبر بحضورهم كأعضاء مراقبين لعملية السحب وعملية التدقيق.

ويختم رئيس فرع طلبة طرطوس بالقول:إن معالجة مشكلة الاعتراض الامتحاني بهذه الآلية أو بأية آلية أخرى تسهم في الحد من حالات التلاعب، وتحد من الكلام المتناقل المسيء لمنظومة التعليم العالي والبحث العلمي في سورية، وتعزز علاقة الثقة المتبادلة بين الطالب وهذه المنظومة بجميع أطرافها.

(الوطن-سيرياهوم نيوز2-6-2022)