طلاب مكفوفون فقدوا بصرهم جزئياً لكن طموحهم يرنو بعيداً في مواصلة تعليمهم فحضروا هذا العام ببصيرتهم متسلحين بإرادة وتصميم للوصول إلى الهدف الذي رسموه لمستقبلهم ومحكومين بالأمل في النجاح بامتحانات شهادة الثانوية العامة الفرع الأدبي لدورة العام الحالي.
“يجب على الإنسان ألا يفقد الأمل فمع وجوده لا شيء مستحيلاً” هذا ما قالته الطالبة آية أبو فخر لمراسل سانا لدى خروجها من المركز الامتحاني بمدرسة الشهيد سلمان دويعر بمدينة السويداء بعد أول امتحان لها وهي تطمح لتحصيل درجات تمكنها من التسجيل بالجامعة.
الطالب همام تيسير حرب يعمل كما أوضح على تجاوز الصعوبات المتعلقة بالقراءة من خلال اعتماده على حاسة السمع لحفظ الدروس والتجهيز للإجابات عن الاسئلة التي تدون على ورقته الامتحانية من قبل مدرسين حاضرين معه للكتابة.
الشاب أنس الهادي الذي تبلغ لديه درجة الرؤية أقل من واحد بالعشرة اعتبر أن نجاحه في مجال الموسيقا بالعزف على آلة الإيقاع يتكامل مع سعيه للنجاح التعليمي خاصة بعد عام دراسي تلقى فيه الاهتمام من قسم المكفوفين التابع لمعهد التربية الخاصة للإعاقة السمعية.
ووجدت الطالبة كندة وليد الوقية نفسها أمام تحد جديد في التكيف مع ظروفها ومتابعة دراستها فكان حبها للحياة دافعاً كبيراً لها لتجاوز إعاقتها والتقدم لامتحانات الشهادة الثانوية في رسالة منها لآخرين ممن لديهم أوضاع خاصة لمتابعة التعليم والتصميم لبلوغ الأهداف دون أي استسلام للظروف.
ساعات يومية خصصها الطالب ريبال الهادي للدراسة يجدها كافية له لتحصيل درجات تمكنه من التسجيل في قسم الجغرافيا بكلية الآداب منطلقا من إيمان لديه بأنه لا يوجد شيء صعب ومستحيل عندما تتوافر الإرادة لدى أي إنسان.
جهاز خلوي لتفريغ تسجيلات الدروس وحفظها ومتابعة من الأهل لتسميع ما حفظته هذا ما ترتكز عليه الطالبة براء الحمصي التي ترى أن الصعوبات تزول أمام طموحها للتسجيل في كلية الإعلام والعمل بحقل الإذاعة.
ووفقاً لأمين سر المركز الامتحاني نجيب أبو مغضب فإن المركز يستقبل للعام الحالي 9 طلاب مكفوفين لشهادة الدراسة الثانوية ويعمل على توفير الأجواء المريحة لهم مع وجود لجان خاصة لكتابة ما يتلونه منوها بحالة الإصرار الكبيرة لديهم للتغلب على ظروفهم ومواصلة تعليمهم.
سيرياهوم نيوز 1-سانا