بينما تمكنت السلطات الألمانية من إلقاء القبض على 5 زعماء مفترضين لما يعرف بشبكات التهريب الدولية، التي تقوم باستغلال لاجئين وإدخالهم بطرق غير شرعية إلى أوروبا، ناشدت سيدة سورية سلطات النظام التركي عدم ترحيلها وإبعادها عن طفلها ذي الخمس سنوات، والذي يحمل الجنسية التركية، بسبب عدم حصولها على إذن عمل، على الرغم من ارتيادها الأراضي التركية منذ عام 2015.
ونشرت رانيا شركس، المقيمة في تركيا، مقطع فيديو وفق ما ذكرت مواقع إلكترونية معارضة، ناشدت فيه سلطات نظام رجب طيب أردوغان عدم تفريق شملها مع عائلتها وترحيلها إلى بلد آخر، داعية إلى التضامن مع قضيتها، وقالت: إنها «حاملة للجنسية السورية في حين طفلها القاصر يحمل الجنسية التركية».
وأشارت شركس إلى أنها معرضة قريباً للترحيل من تركيا بسبب أوراقها الرسمية وانتهاء إقامتها، ما قد يفرّقها عن طفلها، وأوضحت أنها وكلاً من ابنها ووالدتها من أصول تركية.
وقالت الأم: «معقول أترحل وبعّد عن ابني كرمال إذن عمل»، معربة عن تعلّقها الشديد بطفلها ورفضها محاولات إبعادها عنه.
وخلال الفترات الماضية، أعلنت رئاسة الهجرة التركية عن فرض شروط جديدة وصفت بأنها صعبة لمنح الإقامات السياحية تتضمن مجموعة من الإجراءات من بينها تقديم وثائق تتعلق بالغرض من الزيارة وخطة سياحية تشمل تحركات السائح داخل البلاد.
وفي هذا الصدد، قال المدير العام للاندماج والتواصل في رئاسة الهجرة التركية، غوكتشا أوك: إن «على القادمين الجدد إلى تركيا أن يثبتوا الغرض والهدف من زيارتهم التي يجب أن تكون قصيرة لا تتعدى 90 يوماً على أبعد تقدير».
ويعاني السوريون المقيمون في تركيا وخاصة اللاجئين في مخيمات أقامت حكومة «حزب العدالة والتنمية» الحاكم قسماً منها قبل بدء الحرب الإرهابية على سورية من تصرفات وسلوكيات عنصرية، إضافة إلى معاناتهم جراء الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشونها.
في الأثناء، ذكر موقع «dw» الألماني، أن السلطات الألمانية تمكنت من تفكيك شبكة تهريب دولية تقوم باستغلال لاجئين وإدخالهم بطرق غير شرعية إلى أوروبا وألقت القبض على خمسة من متزعميها.
وحسب الموقع، فقد قامت تلك الشبكات بتهريب نحو 10 آلاف شخص أغلبهم سوريون وأفغان وباكستانيون، حيث وصل منهم قرابة ألفي شخص إلى ألمانيا بعد أن دفع كل واحد منهم 10 آلاف يورو مقابل إيصاله.
وأشار إلى أن قوات الأمن في العديد من الدول الأوروبية اعتقلت ثمانية أفراد يشتبه في قيادتهم لشبكات تهريب بشر دولية كبيرة بينهم خمسة تم إلقاء القبـض عليهـم من الشرطة الاتحادية في ألمانيا.
بدورها أعلنت وكالة الشرطة الأوروبية «يوروبول» والشرطة الاتحادية عن إلقاء القبض أيضاً على 126 شخصاً آخرين عقب التحقيقات التي أجرتها فرقة التحقيق الأوروبية «باثفايندر» وذلك للاشتباه في تورطهم في هذه الشبكات.
وذكر «dw»، أنه تم اعتقال 19 شخصاً من هؤلاء في ألمانيا بعد 70 عملية تفتيش أجرتها السلطات الألمانية في ولايات بافاريا وسكسونيا وشمال الراين- ويستفاليا، مضيفاً: إن المحققين تحفظوا على أدلة وأصول بقيمة 600 ألف يورو حسب بيانات الشرطة.
ولفت إلى أنه وفقاً للبيانات فقد تأسست الشبكات الإجرامية على هيئة شركات سفر بسائقين وشركات نقل وأماكن إقامة «فنادق»، حيث يمكن التعاقد معها مقابل أجور، كما كان الاتفاق يجري بين الطرفين المهرب والمهاجر عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، أما الأموال فكانت تأتي إلى البنوك عبر ما يسمى نظام الحوالة.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن