| ناصر النجار
هبط فريق حرجلة إلى الدرجة الأولى بعد موسمين قضاهما في الدرجة الممتازة، وكان فريق حرجلة قد صعد للممتاز قبل موسمين وإنجازه كان تاريخياً لأنه النادي الوحيد الذي اختصر المسافات فصعد إلى الممتاز بعد أربعة مواسم من تأسيس النادي.
والإنجاز هو الأول على صعيد محافظة ريف دمشق لأنه أول نادٍ تأهل إلى الممتاز بين كوكبة فرق الريف.
وحرصت إدارة النادي على أن يكون تمثيلها للمحافظة مشرفاً فبذلت كل جهدها لتحقيق ذلك، واستطاعت أن تثبت وجودها في الدرجة الممتازة الموسم الماضي، وخسرت هذا الموسم في الأمتار الأخيرة فكانت ثالث الهابطين إلى جانب فرق الشرطة والنواعير وعفرين.
وبكل الأحوال فإن نادي حرجلة تأثر من عملية الشد والضغط بالدوري، كما رافق الفريق في مسيرته بعض العقبات والمشاكل التي أدت إلى سوء بعض النتائج.
وأجمع المراقبون على أن فريق حرجلة قدم هذا الموسم أداء جيداً وحقق الكثير من النتائج غير المتوقعة، لكن خبرة الفريق لم تسعفه كثيراً وخصوصاً أن الهبوط هذا الموسم كان لأربعة فرق ولو كان الهبوط لفريقين لنجا من هذا المصير المحزن.
وأكثر شيء عانى منه الفريق الأخطاء الفردية التي كبدت الفريق خسائر آخر الوقت وجرت في مباريات عدة ولو أن الفريق فاز في مباراتين من تلك المباريات لما هبط إلى الدرجة الأولى.
نادي حرجلة لم يطالب بإلغاء الهبوط هذا الموسم، وعلى العكس أصدر رئيس النادي عبد الرحمن الخطيب بياناً اعتذر به من أبناء النادي مؤكداً أن فريقه تمكن من صنع شيء من لاشيء
وأضاف: قدمنا أنفسنا للجميع بالشكل اللائق ولم نعترف بمصطلح المستحيل ورميناه خارج قاموسنا عندما وجِدت الإرادة والإدارة والإمكانات المالية وهي الأهم.
والأهم أن النادي بدأ الخطوات الجادة عبر فرق الفئات العمرية (براعم وأشبال وناشئين) من أبناء بلدتنا والقرى المجاورة ليكونوا أمل النادي وعماده بالمستقبل.
بالنهاية (يقول): كرة القدم في الأندية السورية تعتمد على مقوم رئيس وهو توافر الإمكانات المالية اللازمة للاحتراف لذلك سيبقى الاستثمار الرياضي خاسراً وستبقى الأندية بضائقة مالية ما لم يتم تخصيص الأندية والاعتناء بها.
الذي نفهمه من البيان أن نادي حرجلة استفاد من مشاركته بالدوري الممتاز فعرف كيف يتم العمل على بناء كرة قدم حقيقية وهي بناء القواعد وتنمية المواهب والاعتناء بالصغار الذين هم أساس كرة القدم ونموها بدلاً من الاحتراف المزيف الذي قد يحقق وجوداً أو بطولة ولكنه لا يبني كرة قدم حقيقية.
هذا المسار يجب أن يتابع بقوة على صعيد كل الأندية كبيرها وصغيرها، فالعناية بالقواعد والمواهب الشابة أمر ضروري لصناعة كرة قدم تسير على أسس ثابتة وواضحة، ليس من الضروري أن نحقق وجوداً كروياً بالمحترفين بل المهم أن نحقق ذلك بجهودنا وذاتنا وأبناء النادي والمنطقة.
الخبرة الضائعة
سنتان لا تكفي لاكتساب الخبرة المطلوبة، ولأن هذا الموسم كان موسم طحن لأن الهبوط كان أوسع من المواسم السابقة فإن فريق حرجلة خانته الخبرة في التعامل بمثل هذه المواقف، ورغم مقاومته كثيراً ومحاولاته الجادة للبقاء إلا أنه أخفق في الرهان أمام سطوة الكبار، وربما كان من الأندية المظلومة التي لم يخدمها أحد، حتى التحكيم لم يجامل الفريق بأي صافرة وربما كان العكس.
والتوقف الطويل لا يخدم فرقاً بمستوى حرجلة لأن لاعبيه أغلبهم من أندية ومحافظات بعيدة لذلك كانت الإجازات كثيرة وهذا مؤثر بشكل كبير على جاهزية اللاعبين الذين كانوا يعودون من إجازاتهم ليبدؤوا الاستعداد من الصفر ولو على صعيد الجاهزية البدنية على الأقل.
الحلقة المفقودة كانت بغياب النفس الطويل، وعدم توزيع الجهد على كامل المباراة كان كافياً ليفقد الفريق مخزونه في الدقائق الأخيرة التي ابتسمت في الكثير من المباريات لمصلحة الفرق الأخرى التي تفوقت بفضل لياقتها البدنية.
من الإنصاف أن نذكر أن فريق حرجلة قدم هذا الموسم أداء أفضل من الموسم السابق وكان في الكثير من المباريات نداً لفرق كبيرة لها وزنها وتاريخها ففاز على الجيش والنواعير وعفرين والفتوة وفرض التعادل على تشرين وأهلي حلب والطليعة والكرامة وحطين.
ثبات فني
فريق حرجلة من الأندية القليلة التي حافظت على طاقمها الفني لأطول مدة ممكنة، فلم تغير مدربها ياسر المصطفى مدة عشرين مرحلة حتى طلب الاستقالة، وكان قد طلبها سابقاً بنهاية الذهاب بعد التعادل مع حطين 2/2 حيث كان فريقه متقدماً 2/صفر ثم خرج متعادلاً آخر الوقت، ووقتها لم توافق الإدارة على استقالته معتبرة أن التعادل لم يكن هو سببه.
خاض فريق حرجلة بقيادة ياسر المصطفى عشرين مباراة فاز في خمس منها على عفرين مرتين 2/صفر و1/صفر وعلى الشرطة والجيش 1/صفر وعلى النواعير 2/صفر، وتعادل خمس مرات مع الاتحاد والطليعة 1/1 ومع حطين وتشرين 2/2 ومع الكرامة صفر/ صفر.
وخسر عشر مرات أمام الوحدة وجبلة مرتين والطليعة 1/2 وأمام الجيش 2/4 وأمام الوثبة صفر/4 وأمام الفتوة صفر/2 وأمام الوحدة صفر/1 وأمام الاتحاد والشرطة صفر/3.
حرجلة مع ياسر مصطفى سجل 19 هدفاً ودخل مرماه 29 هدفاً ونال 20 نقطة من أصل 60 نقطة ممكنة.
المدرب البديل كان هشام شربيني الذي أشرف على الفريق في المباريات الست الأخيرة ففاز في مباراتين على النواعير 3/2 وعلى الفتوة 3/صفر وتعادل في واحدة مع الكرامة 1/1 وخسر ثلاث مباريات أمام تشرين 1/2 والوثبة صفر/3 وحطين صفر/1.
سجل الفريق ثمانية أهداف ودخل مرماه تسعة، ونال سبع نقاط من أصل 18 نقطة ممكنة.
أرقام وألوان
سجل الفريق 27 هدفاً وجاءت أهدافه بمرمى كل الفرق باستثناء الوثبة فلم يستطع طرق مرماه، ودخل مرماه 38 هدفاً وكل الفرق زارت شباكه باستثناء فريق عفرين، لم يحصل على شباك نظيفة إلا في خمس مباريات من أصل 26 مباراة.
تصدر قائمة هدافيه محمد حمدكو بثمانية أهداف ثم سليمان رشو بسبعة أهداف وعبد الرزاق حسين بستة أهداف وأحمد حاتم بثلاثة أهداف، وسجل هدفاً واحداً كل من: مازن عمارة ومحمد شريفة ومدافع جبلة عبد اللـه الحمود بالخطأ بمرمى فريقه.
نال ركلتي جزاء واحدة في الذهاب سجلها محمد شريفة بمرمى تشرين والثانية في الإياب وسجلها عبد الرزاق حسين بمرمى الكرامة.
واحتسب الحكام عليه ست ركلات ضاع نصفها، في الذهاب سجل محمد الواكد من الجيش، وعبد الإله حفيان من جبلة، وزكريا عزيزة من أهلي حلب، وأضاع زاهر خليل من الطليعة، وفي الإياب أضاع نور علوش من جبلة وأحمد الشمالي من الكرامة.
في حساب البطاقات الحمراء فقد خرج ثلاثة لاعبين بهذه البطاقات، الأولى لشاهر كاخي بلقاء جبلة ذهاباً، ومحمد كروما نال بطاقتين الأولى ذهاباً أمام الكرامة والثانية إياباً بلقاء حطين.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن