في مؤشر على إخفاق الضغوط الاقتصادية والعسكرية، تذهب الولايات المتحدة الأميركية إلى استخدام سياسة الابتزاز والدفع باتجاه تحريض السياسيين والدبلوماسيين الروس لخيانة بلدهم وإعلان الانشقاق عنه، إلى ذلك أعلنت كييف ترحيبها بالمفاوضات المتعلقة بتصدير الحبوب من موانئ البحر الأسود، مؤكدة أن أي قرار بشأن هذه المسألة يفترض تسليمها أسلحة «لحماية أوديسا»، الأمر الذي رأت فيه واشنطن خياراً مجدياً لكنه مثقل بالتحديات، وأن الغرب يناقش هذه القضية.
ففي واقعة وصفها بأنها ابتزاز، كشف السفير الروسي لدى الولايات المتحدة، أناتولي أنطونوف، أمس الأربعاء، أنه تلقى رسالة تدعوه إلى اتخاذ موقف معارض لسلطات بلاده، وروى رئيس البعثة الدبلوماسية الروسية لدى الولايات المتحدة على شاشة القناة التلفزيونية الروسية الأولى أنه تلقى رسالة حملت مقترحاً بإدانة تصرفات الرئيس الروسي.
وذكر أنطونوف في معرض سرده للحادثة: «وإذا أنا فعلت ذلك، فقد عرضوا علي الاتصال بمكتب النائب الأول لوزير الخارجية ويندي شيرمان»، مفيداً بأن «السفارة طلبت كتابياً من وزارة الخارجية الأميركية تفسيراً ماذا يعني هذا الأمر».
وكشف السفير الروسي أن بطاقات توزع قرب السفارة الروسية في واشنطن يزعم أنها تحمل أرقاماً للاتصال بمكتب التحقيقات الفيدرالي، وهي تعرض التحدث مع ضباط الاستخبارات، علاوة على ذلك، ظهرت مقالات في وسائل الإعلام الأميركية تدعو العسكريين والدبلوماسيين الروس إلى خيانة وطنهم.
وأكد رئيس البعثة الدبلوماسية الروسية في واشنطن رفضه «الشديد لمثل هذه السياسة ومثل هذا النوع من التعامل مع الدبلوماسيين الروس».
من جانب آخر أعلنت كييف ترحيبها بالمفاوضات المتعلقة بتصدير الحبوب الأوكرانية من موانئ البحر الأسود، مؤكدة أن أي قرار بشأن هذه المسألة يفترض تسليمها أسلحة «لحماية أوديسا».
ونقلت وكالة «تاس» عن وزير خارجية أوكرانيا ديميتري كوليبا، في مؤتمر صحفي «أن كييف تتفاوض لحل أزمة الغذاء وفك الحصار عن الموانئ الأوكرانية، في المقام الأول من خلال الأمم المتحدة، مؤكداً أن «جميع المسارات والجهود الأخرى نرحب بها، ولكن بشرط واحد: يجب أن يأخذ القرار النهائي في الاعتبار مصالح أمن أوكرانيا بنسبة 100 بالمئة».
ووفقاً له، فإن أمن أوكرانيا بنسبة 100 بالمئة، يعني توفير كمية كافية من الأسلحة القادرة على حماية أوديسا وهذا الجزء من ساحل البحر الأسود من البر، فضلاً عن إنشاء مهمة للقيام بدوريات لحماية ممر توريد الحبوب من قبل سفن الدول التي يمكن أن تثق بها أوكرانيا.
وفي السياق اعتبرت وزارة الخارجية الأميركية أن تصدير الحبوب من أوكرانيا عبر البحر الأسود يبدو خياراً مجدياً لكنه مثقل بالتحديات، وأن الغرب يناقش هذه القضية، وزعمت مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأوروبية والأوروآسيوية كارين دونفريد، أمس أن تصرفات روسيا في أوكرانيا هي التي تفاقم مشكلة الأمن الغذائي، هذا شيء تأخذه إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على محمل الجد، قائلة: «لا توجد حلول بسيطة، لذلك نحن ندرس عدداً من الاحتمالات»، مشيرة إلى أن أحد الخيارات يمكن أن يكون تسيير قافلة إنسانية ترافقها سفن البحرية الأميركية لضمان المرور الآمن لسفن الحبوب عبر البحر الأسود.
وأضافت: «نحن نركز بشدة على هذا الأمر مع الحلفاء والشركاء والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، لكن لا توجد إجابات بسيطة، ولا يمكنني أن أخبركم الآن عن الحل الأفضل».
وفي سياق آخر أعلن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، أنه لا يمكنني ترك الناتو يتوسع في الظروف الحالية، حسبما ذكر موقع «النشرة».
وفي وقت سابق، أوضح أردوغان، أن «سياسة توسيع «الناتو» لن تعود بالنفع على تركيا والحلف ما لم تتم مراعاة الحساسية الأمنية الأساسية، وبصفتنا دولة دفعت ثمناً من أجل الناتو، نريد أن نرى خطوات ملموسة تتعلق بأمننا القومي، بدلاً من التصريحات الدبلوماسية الفضفاضة».
ميدانياً، أكدت وزارة الدفاع الروسية أمس الأربعاء أن مجموعة القوات الأوكرانية في دونباس تكبدت خسائر ملموسة في الأفراد والأسلحة والعتاد العسكري.
ونقلت «روسيا اليوم» عن المتحدث باسم وزارة الدفاع إيغور كوناشينكوف قوله في إفادة أنه «خلال ثلاثة أيام من معارك تحرير مدينة سفيتوغورسك في جمهورية دونيتسك الشعبية وحدها، بلغت خسائر القوات الأوكرانية أكثر من 300 عنصر للفصائل القومية، و6 دبابات و15 عربة قتالية مدرعة من مختلف الأنواع و36 قطعة من المدفعية الميدانية ومدافع الهاون، و4 راجمات صواريخ «غراد» وأكثر من 20 مركبة.
وذكر كوناشينكوف أن صواريخ عالية الدقة أطلقت من الجو أصابت مصنعاً للمدرعات في مقاطعة خاركوف جرت فيه أعمال إصلاح وترميم الدبابات والعربات المدرعة الأخرى للقوات الأوكرانية.
وتابع: إن صواريخ عالية الدقة أطلقت من الجو استهدفت أيضاً موقعين للقيادة، و13 منطقة تجمع للقوات والمعدات العسكرية، وبطارية من راجمات صواريخ «أواغان» في خاركوف، كما تم تدمير 4 مستودعات للأسلحة والذخيرة في خاركوف، ودونيتسك ولوغانسك، إضافة إلى مستودع للوقود في خاركوف أيضاً.
في أثناء ذلك تم العثور على إحداثيات دفن 280 شخصاً، يفترض أنهم من المدنيين، في دفتر مذكرات وجد مع المرتزق البريطاني الأسير، أندرو هيل.
وذكرت وكالة « نوفوستي» أنه وجد في هذا الدفتر ملاحظات بإحدى الصفحات: «شرقاً أو جنوباً. دفن جماعي لـ280 مدنياً (إحداثيات 50.521318.30.204626).. لا يوجد دخل حتى الآن، المدخرات آخذة في النفاد».
ووفقاً لخرائط «غوغل» على الإنترنت، تتوافق الإحداثيات المشار إليها مع العنوان: أوكرانيا، منطقة كييف، ما بين مدينتي إيربين وبوتشا، من الممكن أن تكون بشارع محطة السكك الحديدية في إيربين.
وفي السياق استمعت المحكمة العليا بجمهورية دونيتسك لإفادات البريطانيين شون بينر، وأيدن أسلين، والمغربي سعدون إبراهيم المتهمين بالقتال في صفوف التشكيلات النازية الأوكرانية ضد شعب دونيتسك.
وقال المتحدث باسم المحكمة أمس: «تم استجواب المتهمين… وتم فحص الأدلة المكتوبة الواردة في مواد القضية الجنائية».
وقال مكتب المدعي العام في بيان نشر في وقت سابق: «استكملت إدارة التحقيق في مكتب المدعي العام بجمهورية دونيتسك الشعبية التحقيق في قضية جنائية ضد مرتزقة أجانب هم: مواطنان بريطانيان ومواطن مغربي، بتهم ارتكاب جرائم حرب وإرهاب على أراضي جمهورية دونيتسك الشعبية».
وأثبت التحقيق أنهم شاركوا مقابل المال في العدوان المسلح على جمهورية دونيتسك الشعبية الذي شنته أوكرانيا للاستيلاء على السلطة بالقوة.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن