فيما ستعقد قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) وقمة البريكس الشهر الجاري، في ظل التوترات العالمية الجارية، تزداد متانة العلاقات الصينية الروسية، على الرغم من محاولات الغرب استخدام الأزمة الروسية الأوكرانية في التحريض لشق صف البلدين.
وقد دعت الحكومة الصينية، امس، إلى زيادة الجهود لتحقيق قدر أكبر من الاستقرار الدولي في إطار اجتماع مع ممثلي الأمن القومي للدول الأعضاء في مجموعة «بريكس» (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا).
ووجّه مدير مكتب لجنة الشؤون الخارجية للحزب الشيوعي الصيني، يانغ غيتشي، هذه الدعوة في الاجتماع الثاني عشر لمستشاري الأمن القومي وكبار ممثلي الأمن القومي في «بريكس».
كما حث الدبلوماسي الآسيوي الدول الأعضاء على تحقيق قدر أكبر من التنسيق والتضامن لمواجهة التهديدات الحالية والمستقبلية، وتحقيق «أمن مشترك وشامل وتعاوني ومستدام»، مشيراً إلى أن مبادرة الأمن العالمي هي «خط إرشادي هام لبناء عالم يسوده السلام الدائم والأمن العالمي».
وشدد يانغ على أن «التجمع ولد في المد التاريخي للنهوض الجماعي للأسواق الناشئة والدول النامية، ويمثل اتجاه تطور وتعديل النمط العالمي والنظام الدولي».
كما حضر الاجتماع وزير الأمن المؤسسي البرازيلي، أوغستو هيلينو، وسكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف، ومستشار الأمن القومي في الهند، أجيت دوفال، ووزير رئاسة جنوب إفريقيا، موندلي غونغوبيلي.
ودعا الممثلون إلى تنسيق مكافحة الإرهاب ووجود نظام حكم رقمي أكثر شمولية وديمقراطية من خلال الأمم المتحدة.
اتصال شي ــــ بوتين
و أجرى الرئيس الصيني، شي جين بينغ، اول أمس،اتصالاً هاتفياً بنظيره الروسي، فلاديمير بوتين، وتعهدا خلاله بالدعم المتبادل وسط الاضطرابات العالمية، وصفها محللون بأنها إشارة إلى العالم بأن الشراكة الاستراتيجية الوثيقة بين الصين وروسيا والثقة المتبادلة رفيعة المستوى بين الجانبين تظل دون تغيير عندما يعاني العالم من الاضطرابات.
وخلال حديثهما، أشار شي إلى أنه منذ بداية هذا العام، حافظت العلاقات الثنائية على زخم تنمية سليم في مواجهة الاضطرابات والتحولات العالمية.
وقال شي إن «التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين أحرز تقدما مطرداً»، مضيفا أن جسر طريق هايخه-بلاغوفيشينسك السريع العابر للحدود الذي فتح أمام حركة المرور «خلق قناة جديدة تربط البلدين».
وأوضح أن الجانب الصيني على استعداد للعمل مع الجانب الروسي للدفع من أجل تنمية مطردة وطويلة الأجل للتعاون الثنائي العملي.
كما تبادل رئيسا الدولتين وجهات النظر حول قضية أوكرانيا. وفي هذا السياق، أكد شي أن الصين قامت دائماً بتقييم الوضع بشكل مستقل، مشيراً إلى أنه على جميع الأطراف الضغط من أجل تسوية مناسبة للأزمة الأوكرانية بطريقة مسؤولة.
منتدى «دافوس الروسية»
وعلى هامش «منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي» (SPIEF)، بنسخته الخامسة والعشرين، الذي تم الترحيب به باعتباره «دافوس الروسية»، تم تسليط الضوء على التعاون الروسي الصيني تحت شعار «فرص جديدة في عالم جديد»، في مواجهة تصاعد العقوبات والضغوط الغربية ضد موسكو.
وكشريك للكرملين بلا حدود، على حدّ وصف صحيفة «غلوبال تايمز» الصينية، يمكن أن ترى بكين استثمارها «يملأ الفراغ» بعد انسحاب الشركات الغربية من السوق الروسية، إذ ومن المتوقع إجراء محادثات أكثر واقعية حول تعزيز التجارة، وتسهيل الخدمات اللوجستية، ودفع التسوية بالعملات المحلية خلال المنتدى الحالي، وكذلك قمة «البريكس» المرتقبة.