لم يكن أحد يتخيل الزلزال بقياس 8 ريختر يعصف ببرشلونة عندما التقى بايرن ميونيخ في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، وصحيح أن العملاق البافاري كان الأكثر ترشيحاً في مكاتب المراهنات وتوقعات النقاد لكن النتيجة التي آلت إليها المباراة لم تكن في الحسبان.
الكثيرون يرون أن هيبة برشلونة ضاعت وهذه حقيقة لأن الخروج في السنوات الأخيرة كان يتزامن مع هزائم كارثية.
ففي نسخة 2016/2017 تعرض للخسارة صفر/4 أمام باريس سان جيرمان ثم استطاع العودة بستة أهداف لهدف، واعتقد الجميع حينها أن خسارة الذهاب كبوة جواد بوجود ليونيل ميسي، ولكن الخسارة الثقيلة الثانية في تلك النسخة حدثت أمام اليوفي صفر/3 في تورينو وتلك الخسارة كانت تعني الخروج لأن كل ما قام به النادي الكاتالوني التعادل السلبي في لقاء الرد.
في نسخة 2017/2018 تفوق على روما بأربعة أهداف لهدف برسم ربع النهائي واعتقد النقاد أن ميسي ورفاقه في الطريق نحو المربع الذهبي، ولكن ذئاب العاصمة الإيطالية كشّروا عن أنيابهم في لقاء الرد وحققوا النتيجة المطلوبة على المقاس 3/صفر.
في النسخة الماضية فاز برشلونة على ليفربول 3/صفر في ذهاب نصف النهائي، واعتقد معظم المتابعين أن المهمة انتهت، ولكن ليفربول قدم درساً لا ينسى في العزيمة والإصرار عندما فاز 4/صفر بغياب ثنائي الهجوم محمد صلاح وفيرمينيو.
أمس ساءت الأمور لتتحول مباراة البايرن والبرشا إلى درس بليغ في إذلال الأندية الكبيرة، إذ تعرض برشلونة لأثقل هزيمة في تاريخه الأوروبي بهدفين لثمانية، وهي هزيمة تعني الكثير في البيت الكاتالوني، والأمر لا يتوقف على الإطاحة بمدرب أو موظف أو لاعب.
بعيداً عن هذه الخسارات في السنوات الثلاث الأخيرة فقد كان البايرن واحداً من الأندية التي تجرأت على البرشا بعهد ميسي عندما فاز البافاري 4/صفر و3/صفر في نصف نهائي نسخة 2012.
وكم كانت مباراة نهائي 1994 مخجلة من جانب برشلونة عندما التقى الروزينيري ميلان الذي فاز برباعية نظيفة يومها.
والتاريخ يذكر فوز فالنسيا بأربعة أهداف لهدف في ذهاب نسخة 1999/2000 وكل ما قام به البرشا حينها الفوز إياباً بهدفين لهدف.
في هذه النسخة التي وصلت إلى دورها نصف النهائي سيغيب كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي وهذا يحدث للمرة الأولى منذ غيابهما عن المربع الذهبي لنسخة 2004/2005 عندما كانا ببداية الطريق ولم يكونا معقد الأمل لمان يونايتد وبرشلونة.
الهزائم الثقيلة تحدث في كرة القدم وليس هناك نادٍ بمنأى عنها لكن كثرة هذه الهزائم في سنوات قليلة مؤشر خطير بحق واحد من الأندية العملاقة.
محمود قرقورا
سيرياهوم نيوز 5 – الوطن 15/8/2020