الرئيسية » يومياً ... 100% » قديس أم..عميل؟!

قديس أم..عميل؟!

| علي عبود

تصر محطة (أم تي في) اللبنانية، السعودية التمويل والهوى، والمعادية علنا وبوقاحة للمقاومة، على استحضار الحرب الأهلية في لبنان بعد 30 عاما من اندلاعها.
ولم نستغرب تركيز القناة على استعادة أبشع رموز هذه الحرب أي بشير الجميل، والإصرار على تطويع التاريخ الأسود الذي ظلل مسيرته، لإقناع الجيل اللبناني الجديد الذي لم يعش الحرب، إن بشير الجميل كان بطل تحرير لبنان من “الإحتلال السوري”!
وبما تملكه القناة من خبراء في التضليل فإنها نجحت في الدخول إلى شريحة من اللبنانيين، لديها مواقف مسبقة من سورية والمقاومة، ولا تعارض إقامة علاقات مباشرة مع حكومة العدو!
وخلال عدة حلقات من برنامجها (لحظة تاريخية) عبر منصتها الإفتراضية أعادت (أم تي في) نكء الذاكرة وتزوير التاريخ، فاقتطعت بعض المحطات التي تشوه سورية، وتُقدس بشير الجميل، والأمر ليس بجديد، فبعض قيادي القوات اللبنانية التي يتزعمها مجرم الحرب سمير جعجع، كرروها مرات عدة عبرعدة أقنية لبنانية ممولة سعوديا: بشير الجميل قديس رغماعن الجميع شاء من شاء وأبى من أبى!
ويبدو أن قناة (أم تي في) السعودية التمويل والهوى تقوم من خلال برنامجها المزور، بالردّ على وثائقي قناة الميادين (الإجتياح) الذي أعادت عرضه للمرة الثانية في الأيام الأخيرة، فهذا الوثائقي يفضح دور حزب الكتائب وذراعها العسكرية القوات اللبنانية برئاسة مجرم الحرب المقتول بشير الجميل واتصالاته بحكومة العدو في وقت مبكر بعد اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975!
والملفت أن يُفرج العدو عن وثيقة سرية للمرة الأولى بعد 30 عاما من احتلال جيشه للعاصمة بيروت تكشف عن ارتكاب الكتائب بذراعها القوات اللبنانية، وبأمر مباشر من أرييل شارون مجزرة صبرا وشاتيلا بعد ساعات من اغتيال بشير الجميل!
وقد أثار وثاقي الإجتياح عند بثه للمرة الأولى في عام 2016 ردود أفعال غاضبة من اليمين اللبناني لأنه فضخ الأدوار البشعة لقيادات لبنانية جاهرت وقتها بتلقيها السلاح والتعليمات من حكومة العدو!
وقد استنكرت صحيفة النهار حينها مابثته الميادين في برنامجها الوثائقي “الإجتياح” على لسان محلل سياسي سوري عن قيام بشير جميل برفقة والده بزيارة للرئيس حافظ الأسد ليطلب منه موافقته على انتخابه رئيسا للجمهورية!
وبغض النظر عن صحة هذه الرواية التي لم يؤكدها أوينفيها أي مصدر حكومي سوري حتى الآن، فقد رأت الصحيفة المروجة للسياسات السعودية في لبنان أن ماورد في البرنامج هو تشويه لصورة رئيس للجمهورية قاتل واستشهد لتحرير لبنان من “الإحتلال السوري”!!
أما بيان حزب الكتائب فأعلن ان “التعرض للرئيس الشهيد بشير الجميل، رمز السيادة والدولة القوية، بسخافات واختلاقات من نسج الخيال، ليس سوى محاولة رخيصة للنيل من القيم التي يمثلها الرئيس الراحل”!!!
وأدلت “مؤسسة بشير الجميل” بدلوها فأعلنت أن (الرئيس بشير الجميل، وكما يعلم الجميع، لم يساوم يوما على المبادىء الأساسية التي آمن بها، ولم يسع أو يستجدي أي منصب من أحد ..) !
ربما الرجل الوحيد الذي يعرف إن كان بشير الجميل طلب دعم الرئيس الراحل حافظ الأسد ليصل إلى منصب رئيس لبنان هو مؤرخ وكاتب سيرته ومؤتمن أسراره كريم بقرادوني الرئيس السابق لحزب الكتائب ، ولم يذكر بقرادوني في كتابه (السلام المفقود) أي واقعة عن لقاء الأسد ببشير الجميل ،فهذا الأخير كان يلتقي بالعميد، محمد غانم الذي كان يشعل منصب رئيس المخابرات السورية في لبنان ، والتقى مرتين باللواء محمد الخولي رئيس إدارة المخابرات الحوية في لبنان ، وليس في سورية، للتحدث في أمور لاعلاقة لها بالرئاسة ، بل حصرا بضرورة قطع علاقات بشير بإسرائيل!
ومن يسعى لدعم سوري كي يصل إلى الرئاسة لا يرافق أركان حيش العدو في جولة ميدانية بعد اجتياح لبنان عام 1982 للتأكد من إحكام حصار حزب الكتائب والقوات لبيروت الغربية!
وربما الشخص الوحيد الذي كان بإمكانه إن يطرح أسم بشير الجميل على الرئيس الراحل حافظ الأسد هو نظيره اللبناني الراحل الياس سركيس .. فهل فعلها؟
بقرادوني لم يذكر أن سركيس طرح هذه “الفبركة” الإعلامية في أي اجتماع مع القيادات السياسية اللبنانية ، في حين تحدث علنا عن سعيه لانتزاع موافقة السعودية على انتخاب بشير الجميل رئيسا للبنان، وكان الداعم الوحيد والفعلي لفرض بشير رئيسا بالقوة هو أرييل شارون!
حسنا، السؤال : هل بشير الجميل قدّيس وبطل تحرير أم عميل صهيوني ساعد جيش العدوعلى احتلال العاصمة بيروت لتتمكن حكومة العدو من تنصيبه بالقوة العسكرية رئيسا للبنان؟
من يريد أن يعرف تاريخ “القديس” بشير الجميل والرئيس المقاوم “للإحتلال السوري” فليقرأ كتاب الصحفي الفرنسي “شارل أندرلين” بعنوان: (اسرار المفاوضات الإسرائيلية العربية) .. ليكتشف بالوثائق تاريخ عمالة بشير الجميل لإسرائيل، وكيف وصل “القديس” ورمز السيادة والدولة القوية إلى رئاسة الجمهورية على هدير الدبابات الإسرائلية التي اجتاحت بيروت عام 1982 !!
وفي حال أراد البعض تفاصيل أكثر إثارة عن عمالة الرئيس المقاوم بشير الجميل فليقرأ مانشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” منذ أيام، أو منذ سبعة أعوام عن قصة العلاقة التحالفية التي جمعت بين إسرائيل” والقوات اللبنانية بقيادة بشير الجميل، ومسار تطورها منذ ما قبل الحرب الأهلية، مروراً بها، وصولاً إلى ما بعد اغتيال الجميل وارتكاب مجزرة صبرا وشاتيلا.. !!
وإذا كان آل الجميل يؤكدون دائما أنهم لايخجلون من تاريخهم، فهذا إقرار بفخرهم بتآمرهم مع العدو الصهيوني على سورية والفلسطينيين والمقاومة !
وإذا كان هناك من يحق له الإستنكار للخبر “المفبرك” عن قيام عميل إسرائيلي بطلب الدعم من الرئيس الراحل حافظ الأسد لمساعدته بالوصول إلى الرئاسة، فهم السوريون ولا أحد غيرهم لأن رئيسهم الراحل حافط الأسد لم يدعم قطعا عميلا لإسرائيل !
هنيئا للكتائب برئيسها السابق العميل بشير الجميل المقاوم الذي بارك الإجتياح الإسرائيلي لبيروت ، وجرى انتخابه رئيسا للبنان على وقع الدبابات الصهيونية !!
هو فعلا رمز السيادة والدولة القوية الذي لم يساوم على المبادىء الأساسية التي آمن بها ، ولم يسع أو يستجد أي منصب من أحد باستثناء .. الصهاينة !

(سيرياهوم نيوز3-خاص بالموقع26-6-2022)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الحرب على الوعي والمثقف الوطني المشتبك

  بقلم :د. حسن أحمد حسن   عندما يطوي السوريون تحت أقدامهم ثلاثة عشر عاماً من أقذر حرب عرفتها البشرية، ويفلحون في الحفاظ على كيان ...