تسارعت خطوات تحريك ملف المفاوضات النووية الإيرانية واستئناف الحوار غير المباشر مع واشنطن، وإنعاش التبادل الدبلوماسي بين إيران والسعودية، على وقع أزمة الطاقة التي بدأت تضيق الخناق على الاقتصاد الغربي أكثر فأكثر، الأمر الذي كشفت عنه التصريحات الفرنسية الداعية لتنويع إمدادات الطاقة بما يشمل إيران وفنزويلا!
وكالة الأنباء الإيرانية «إيرنا» نقلت عن مصدر في وزارة الخارجية الإيرانية، أن مفاوضات إحياء الاتفاق النووي الإيراني ستُستأنف اليوم، في الدوحة، بمشاركة كبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري كني.
المستشار الإعلامي للفريق النووي الإيراني محمد مرندي، أكد بدوره أن قطر ستستضيف محادثات غير مباشرة بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، بشأن إحياء اتفاق طهران النووي لعام 2015 مع القوى العالمية.
وحسب «الميادين» أفاد مرندي بأن قطر من الخيارات المطروحة لاستضافة المفاوضات غير المباشرة بين إيران وأميركا، موضحاً أن المفاوضات ستعقد خلال الأيام المقبلة، وأنّها ستكون على غرار المفاوضات غير المباشرة بين إيران وأميركا في فيينا.
وأكّد أنه لا داعي لوجود أعضاء مجموعة 1+4 خلال المفاوضات غير المباشرة لأن القضايا المتعلقة ببقية الأطراف محلولة مسبقاً، على حين ستتناول المفاوضات الأمور التي لا تزال عالقة بين إيران وأميركا، وعند التوصل إلى تفاهم حولها ستلتقي الأطراف في فيينا للتوقيع على اتفاق.
وفي السياق أعلنت الخارجية الإيرانية أمس، أن رئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي نقل إليها رسالة من الرياض، وناقشا معاً موعد الجولة المقبلة في بغداد التي ستكون على مستوى دبلوماسي، مثنياً على الدور العراقي في الوساطة بين طهران والرياض.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده في مؤتمره الصحفي الأسبوعي أمس: إن الرياض مستعدة لرفع مستوى المباحثات مع طهران في بغداد إلى مستوى الدبلوماسيين، وكذلك استئناف التمثيل الدبلوماسي بين البلدين.
وأضاف: «الحوار بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية الذي سوف يتابع قريباً في بغداد، وعلى مستوى دبلوماسي يخدم مصلحة جميع دول المنطقة»، موضحاً: سيجري إرسال وفود تقنية لزيارة السفارات في الأيام المقبلة، ودعونا أيضاً المسؤولين السعوديين إلى الكفّ عن إصدار تصريحات تتناقض مع ما يجري تبادله عبر القنوات الخاصة.
من جانب آخر شكر خطيب زاده مساعي الاتحاد الأوروبي ووزير خارجيته جوزيب بوريل على دورهم في محادثات فيينا، مؤكداً التوصل من حيث الشكل والمضمون إلى اتفاقيات في زيارة بوريل، لكنّ السؤال يبقى إذا كانت أميركا ستبتعد عن إرث الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وتلتزم عملياً بالاتفاق.
وأكّد أن بلاده ستتابع بجدية وحسم المحادثات، وهي تتمسك بخطوطها الحمر، وهناك ضمانات وضعت يجب أن تراعى ضمن الاتفاق، كاشفاً أن المحادثات النووية المقبلة ستجري في إحدى دول الخليج، وأنها ستتناول النقاط العالقة في مسألة رفع العقوبات، مؤكداً أنه لن يكون هناك أي حوار مباشر مع أميركا، بل سيجري الحوار بصورة غير مباشرة كما جرى سابقاً.
هذه المعطيات تزامنت مع تصريحات للرئاسة الفرنسية حضّت فيها على تنويع مصادر الإمدادات، بما يشمل إيران وفنزويلا، للحد من ارتفاع الأسعار في المحطات بسبب الحرب في أوكرانيا.
وقالت الرئاسة الفرنسية، على هامش قمة «مجموعة السبع»، في إلماو في ألمانيا، إن المفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني منجزة الآن في ما يتعلق بالقضايا النووية، ولكن ليس في ما يتعلق بالعلاقة بين إيران والولايات المتحدة بشأن قضية محددة، وهي بعض العقوبات الأميركية.
وشددت على أن هناك عقدة يجب فكّها، حتى يتسنّى إعادة النفط الإيراني إلى الأسواق، وأكد الإليزيه أنه يجب أيضاً إتاحة إعادة النفط الفنزويلي إلى السوق.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن