رشا محفوض
تناولت ورشة العمل الخاصة بالتراث الثقافي اللامادي السوري التي تنظمها وزارة الثقافة -مديرية التراث اللامادي في ثاني أيامها المخاطر والتهديدات التي تواجه هذا التراث في سورية والفرص والتحديات بمجال التراث الثقافي اللامادي السوري.
الجلسة الأولى التي أدارها مدير عام الهيئة العليا للبحث العلمي الدكتور مجد الجمالي حملت عنوان (المخاطر والتهديدات التي تواجه التراث الثقافي اللامادي في سورية) وشارك فيها معاون مدير عام الآثار والمتاحف الدكتور همام سعد وهو أيضاً مدير التنقيب والدراسات الأثرية وقائد الفرقة السيمفونية الوطنية المايسترو ميساك باغبودريان والباحث في مجال الأنثروبولوجيا وعلم الإنسان ومدير التراث الشعبي سابقاً كامل إسماعيل وعضو مجلس إدارة جمعية العاديات بحلب الروائية الدكتورة منى تاجو.
وناقش المتحاورون أهم التحديات التي تواجه التراث اللامادي من وجهة نظر كل اختصاص ومن أهمها الهوية والتوثيق والعودة إلى المرجعيات الموثقة والترويج وتدريب وتأهيل العاملين في هذا المجال وتأمين البيئة المناسبة لهم.. ومن أهم المخاطر التحولات التي طالت المجتمع السوري نتيجة الحرب وتداعياتها السلبية على الشعب السوري وتأثير الحصار الاقتصادي على الصناعات التراثية بشكل عام.
وقدمت خلال هذه الجلسة جملة من المقترحات منها دعم حاملي عناصر التراث اللامادي لوجستياً ومادياً وبناء قدراتهم وتقديم التسهيلات لهم لحفاظ وصون واستدامة العناصر التراثية والاهتمام بالتوثيق وتطويره واستحداث مركز وطني يعنى بالتراث اللامادي السوري يعمل على جمع الجهود المبذولة وتسخير الإعلام واستثمار وسائل الإعلام الرقمي وأدواته الحديثة في تكوين وعي اجتماعي بهذا المجال.
الجلسة الثانية التي عمل على إدارتها أستاذ القانون العام في جامعة دمشق الدكتور عصام التكروري حملت عنوان (الفرص والتحديات في مجال التراث الثقافي اللامادي السوري) وشاركت فيها الدكتورة بثينة شعبان رئيسة مجلس أمناء مؤسسة وثيقة وطن والباحث والمحقق في المخطوط العربي إياد الطباع ومدير مركز الباسل للبحث العلمي والتدريب الأثري في سورية الدكتور أحمد ديب وعضو مجلس أمناء الأمانة السورية للتنمية فارس كلاس.
وأكدت الدكتورة شعبان أن التراث اللامادي يعد جانباً أساسياً من جوانب الذاكرة والهوية الوطنية ويتيح الاهتمام به عبر صونه وتوثيقه فرصة سانحة للتزود بوسيلة فعالة لتعزيز ثقافة الحوار والتلاقي والانفتاح على الآخر فضلاً عن الدور المهم للبعد الثقافي كعامل مساعد في مسار التنمية المستدامة.
واستعرضت جملة من التحديات المتنوعة المرتبطة بغياب بعض الركائز مثل الاستراتيجية الوطنية الخاصة بالتراث الثقافي اللامادي والتشريعات القانونية المحلية الناظمة للعمل في هذا المجال إضافة إلى هيئة وطنية مختصة بمعايير الصون والحفظ والتوثيق وجعلها مناسبة للبيئة التي يعيش فيها.
وركز المتحاورون في هذه الجلسة على أهمية تنشيط صناعات الحرف واستثمار التراث الثقافي اقتصادياً ما يسهم بدعم المجتمعات واستمرار ممارستها لتراثها مؤكدين أن دور وزارة الثقافة يأتي في إيجاد الأطر المناسبة للتعاون في إدارة التراث اللامادي تشريعياً وتنظيماً بما يدعم جهود حماية الهوية السورية ويضمن استمراريتها للأجيال.
وتتابع الورشة أعمالها يوم غد الأربعاء وتناقش فيها الأولويات الوطنية والأهداف الاستراتيجية للعمل في مجال التراث الثقافي اللامادي.
سيرياهوم نبوز 6 سانا