أكدت طهران، أمس السبت، أن الدول الغربية قدمت تنازلات عن بعض مواقفها مرغمة خلال الشهور الماضية وهي مرغمة أيضاً على التنازل عن قضايا أخرى من أجل حل المسائل المتبقية، على حين شددت موسكو على أنه لا يزال من الممكن إحياء الاتفاق النووي، ولكي يحدث هذا يجب على الولايات المتحدة أن تبدي المزيد من المرونة.
ونقلت وكالة «فارس» عن مستشار الوفد الإيراني في مفاوضات رفع الحظر في فيينا، محمد مرندي قوله في مقابلة صحفية إن إيران طالبت طوال المفاوضات التي جرت في فيينا بإعطائها الضمانات الملموسة، رافضاً الأقاويل الغربية التي تعتبر أخذ هذه الضمانات يتعدى الاتفاق النووي.
وأكد مرندي أن الأميركيين والأوروبيين ورغم مقاومتهم أجبروا على قبول المطالب الإيرانية واحدة تلو الأخرى بشكل تدريجي، موضحاً أن الضمانات الملموسة التي تطالب بها إيران الآن أيضاً هي من أجل استمرار الاتفاق النووي وليست قضية خارج الاتفاق، لأن أميركا انتهكت الاتفاق في زمن الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، وفي زمن الرئيس السابق دونالد ترامب مزقت الاتفاق، كما أن الرئيس الأميركي جو بايدن يمتنع عن تنفيذ الاتفاق أيضاً.
واعتبر مستشار الوفد الإيراني أن الأحاديث الغربية حول تعديل قضايا الاتفاق النووي من قبل إيران تهدف إلى ممارسة الضغط على إيران لكي تنتزع الدول الغربية منها الامتيازات.
وردا على سؤال عن إمكانية تفعيل الغربيين لما يسمى آلية الزناد أو حتى حدوث اشتباك عسكري قال مرندي إن الأميركيين والأوروبيين ليسوا في وضع يسمح لهم بخلق أزمات جديدة، ومن يطرحون هذا الموضوع يريدون إثارة القلق لدى إيران لكي تتنازل أمام الجشع وتوقع على اتفاقية مملوءة بالعيوب، لكن الحقيقة هي أن أوضاع الغربيين متردية جداً في الوقت الراهن وأن كفة إيران هي الراجحة في المفاوضات.
وفيما يتعلق بالسيناريوهات القادمة قال مرندي: «إن الغرب الذي تنازل عن بعض مواقفه مرغماً في الشهور الماضية هو مرغم أيضاً على التنازل الآن من أجل حل القضايا العالقة وحصول اتفاق وهذا أمر ضروري لأن مواقف الغربيين تتعارض مع التنفيذ الكامل للاتفاق النووي وعودة الاقتصاد الإيراني إلى أوضاعه الطبيعية».
وفي السياق أعلن مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل اوليانوف بأن نائب الخارجية الإيراني للشؤون السياسية علي باقري كني أجرى محادثات في موسكو حول مفاوضات رفع الحظر مع نائب الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف.
ونقلت «فارس» عن البعثة الروسية في فيينا قولها في تغريدة على «تويتر» عن لقاء ريابكوف مع باقري كني في موسكو، إن أوليانوف كان حاضراً أيضاً في هذا الاجتماع.
وأوضح أوليانوف: «كان هناك تبادل مهني للغاية لوجهات النظر فيما يتعلق بالوضع الحالي لخطة العمل الشاملة المشتركة وآفاق مفاوضات فيينا، على الرغم من كل الصعوبات، لا يزال من الممكن إحياء الاتفاق النووي، ولكي يحدث هذا، يجب على الولايات المتحدة أن تبدي المزيد من المرونة».
من جهته قال نائب رئيس مجلس الشورى الإسلامي عبد الرضا مصري أول من أمس في كلمة خلال مؤتمر الشبكة البرلمانية لدول حركة عدم الانحياز «NAMPN» في باكو: إن «انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي واستمرارها في تنفيذ سياسة فرض الحظر الأحادي الجائر واللاإنساني الذي يستهدف جميع فئات الشعب الإيراني، يمثلان بشكل واضح الإرهاب الاقتصادي للحكومة الأميركية».
وعلى خط مواز نقلت وكالة «بلومبيرغ»، أول من أمس، عن 3 دبلوماسيين أوروبيين احتمال استئناف مفاوضات رفع الحظر في العاصمة القطرية الدوحة مجدداً بعد انتهاء جولة الرئيس الأميركي جو بايدن في الشرق الأوسط، حيث مقرر أن يقوم بزيارة إلى فلسطين المحتلة والسعودية في الشهر الجاري.
ونقلت «بلومبيرغ» عن دبلوماسيين أوروبيين اثنين، وصفتهما «مطلعين» قولهم إنه رغم عدم تسجيل تقدم في مفاوضات الدوحة لكن من المتوقع أن تستمر هذه المفاوضات حتى بعد المهلة المعينة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية في نهاية شهر تموز.
وأضافت الوكالة: «أما الدبلوماسي الثالث المطلع على المفاوضات فقد قال إنه من المحتمل استئناف الجهود من العاصمة القطرية الدوحة بعد انتهاء جولة بايدن في المنطقة».
وقد عقدت مفاوضات بين إيران وأميركا بشكل غير مباشر في العاصمة القطرية الدوحة يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين بتسهيل من الاتحاد الأوروبي.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن