يحتل جون بولتون مستشار الامن القومي الامريكي الأسبق مكانة مرتفعة على قائمة الحاقدين على العرب والمسلمين، والداعمين لدولة الاحتلال الإسرائيلي، ليس لأنه كان من اكثر المحرضين على غزو العراق، وتدمير سورية، واجتياح ليبيا، وانما لأنه كان أيضا من ابرز المخططين والمشاركين في انقلابات عديدة في مختلف انحاء العالم، وخاصة في أمريكا الجنوبية والشرق الأوسط.
بولتون اشترك في ثلاث إدارات امريكية، كان آخرها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليمينية العنصرية، ولكنه كان عنوانا للكراهية والتطرف، والاهم من كل ذلك الفشل في معظم، ان لم يكن جميع، خططه الإنقلابية، خاصة في فنزويلا وسورية وايران.
قبل أربع سنوات تقريبا حل ضيفا مكرما في مؤتمر للمعارضة الايرانية في باريس، ووعد الداعين والحضور بأن المؤتمر القادم، أي بعد عام، سيكون في طهران، وما زالت المعارضة في منفاها بباريس، اما هو فقد جرى طرده من منصبه بعد أشهر من توليه ليصبح دوره ضيفا ثقيلا على بعض برامج التلفزة.
بولتون اعترف علنا في مقابلة له على شاشة “سي ان ان” الامريكية يوم امس انه شارك شخصيا في التخطيط لإنقلابات في الخارج، ولكنه لم يحدد أي منها، وهو عموما لا يحتاج الى ذلك لأنها معروفة وأبرزها في فنزويلا وايران وسورية، وفشل فيها جميعا، فالرئيس الفنزويلي مادورو ما زال في السلطة ويزداد شعبية، والرئيس الأسد ما زال في قصر الرئاسة في دمشق، والشيء نفسه يقال عن المرشد الاعلى خامنئي والرئيس إبراهيم رئيسي في ايران.
ربما يجادل البعض بأن بولتون ورهطه من أنصار إسرائيل في الإدارة الامريكية “البوشيه” نجحوا في تغيير النظام في العراق، ولكن النظام البديل الذي جاء به الغزو حقق فشلا ذريعا على الصعد كافة، ومهد لعراق أكثر تطرفا وعداء لأمريكا واسرائيل، علاوة على التكاليف الباهظة جدا لهذا الغزو التي لحقت بأمريكا التي خسرت حوالي ستة ترليونات دولار، وللعراق الذي فقد حوالي مليوني شهيد من أبنائه البرره.
اين بولتون الآن، واين رئيسه المفضل ترامب، بل وأين خوان غوايدو زعيم المعارضة الفنزويلية الانقلابية الذي وعده بولتون بتنصيبه رئيسا على البلاد بعد الإطاحة بالرئيس الشرعي المنتخب مادورو، بل اين الرئيس الكولومبي الذي كان أداة ترامب في تغيير النظام الفنزويلي؟
الإجابة مكتوبة على الحائط ولا نحتاج الى شرح، والنهاية المذلة لامريكا باتت وشيكة، وفي أوكرانيا على الأرجح حيث إنقلب سحر مؤامراتها الانقلابية عليها.
سيرياهوم نيوز 6 – رأي اليوم