كشفت شعبة السكان في الأمم المتحدة أن عدد الأشخاص المعمرين الذين يبلغون مئة عام وما فوق في ازدياد حول العالم.
وأوضحت الشعبة أن أكثر من 621 ألف شخص يبلغ عمرهم مئة عام على الأقل كانوا يعيشون بالعالم في عام 2021 ومن المتوقع أن يتجاوز هذا الرقم المليون بحلول نهاية العقد الجاري.
وكان 92 ألف شخص فقط حققوا هذا الإنجاز عام 1990 والذي لم يكن أمراً بسيطاً في ذلك الوقت.
وأوضحت قناة بي بي سي في تقرير لها أن البشر قطعوا شوطاً طويلاً من حيث متوسط العمر المتوقع بفضل التقدم في سلسلة من المجالات التي وفرت الأدوية والغذاء وظروفاً معيشية أفضل مقارنة بالأسلاف.
والوصول إلى مئة عام من العمر ليس بالأمر الهين فالأشخاص الذين بلغوا هذا العمر كانت نسبتهم 0.008 بالمئة فقط من سكان العالم في عام 2021 وفقاً لأرقام الأمم المتحدة ولا يتوقع حالياً أن يستمتع معظم السكان حول العالم بعيد ميلاد بلاتيني 75 عاماً لأن متوسط العمر العالمي المتوقع حالياً يبلغ 73 عاماً.
وتتغير الصورة كثيراً من بلد إلى آخر فالشخص العادي في اليابان على سبيل المثال يعيش 85 عاماً في حين إن شخصاً ما في جمهورية أفريقيا الوسطى من المتوقع أن يعيش 54 عاماً فقط.
واحتفلت عاملة المزارع البرازيلية المتقاعدة جوزيفا ماريا دا كونسيكاو بما تقول عائلتها إنه عيد ميلادها الـ 120 وبحسب أقاربها فقد توقفت في وقت سابق من العام الجاري عن طلب سيجارتها اليومية كما بدت أقل نشاطاً بكثير مما كانت عليه في السنوات السابقة.
ورغم أن بطاقة هوية جوزيفا تظهر أنها ولدت في السابع من شباط عام 1902 إلا أن محاولتها لم تنجح لتسجيل اسمها في موسوعة غينيس للأرقام القياسية حيث تحمل حالياً لوسيل راندون وهي راهبة فرنسية وتبلغ من العمر 118 عاماً اللقب باعتبارها أكبر معمرة على قيد الحياة.
وأما من بين الرجال فإن الفنزويلي خوان فيسينتي مورا البالغ من العمر113 عاماً هو صاحب الرقم القياسي.
ويعد تجاوز مئة عام أمراً صعباً ففي الولايات المتحدة قدرت دراسة أجرتها جامعة بوسطن أن واحدا فقط من كل 5 ملايين أمريكي يصل إلى مرحلة المعمرين الخارقين أي يعيش 110 أعوام على الأقل.
وأكثر ما يحير خبراء السن هو أن بعض الأشخاص الذين يبلغون مئة عام وما فوق ليسوا بالضرورة من الذين يقومون بممارسات صحية جيدة فالبرازيلية جوزيفا ماريا كانت تدخن معظم حياتها ونشأت في منطقة فقيرة شمال شرق البرازيل.
وكشفت دراسات حول الشيخوخة أن العديد من المعمرين قاموا بعادات سيئة وكان من ضمنهم مدخنون شرهون وبعضهم كان يعاني السمنة المفرطة والقليل منهم كانوا نباتيين كما أن الكثيرين منهم لم يمارسوا حتى تمارين رياضية معتدلة.
وأدى ارتفاع عدد الأشخاص الذين وصلوا إلى مئة عام إلى تساؤل العلماء عم إذا كانت حدود طول عمر الإنسان ستمتد.. وكانت الفرنسية فرانسيس جين كالميت أكبر إنسان تم التحقق من عمره على الإطلاق حتى الآن حيث توفيت عام 1997 عن عمر يناهز 122 عاماً وهي رسمياً الإنسان الوحيد الذي عاش بعد 120 عاماً إلا أن باحثين من جامعة واشنطن في الولايات المتحدة يزعمون أن طول العمر سيصل إلى حدود جديدة خلال القرن الحالي حيث قد يضع البعض 125 أو حتى 130 شمعة على كعكات عيد ميلادهم.
ويرى خبراء مثل الدكتور ريتشارد سيو مدير أبحاث الشيخوخة في كينجز كوليدج في لندن أنه من الضروري معالجة قضايا جودة الحياة مع تزايد شيخوخة سكان العالم معتبراً أن السؤال الأكبر ليس مناقشة المدة التي يمكننا أن نعيشها ولكن كيف يمكننا تأخير بداية التدهور المرتبط بالعمر والبقاء بصحة جيدة لفترة أطول مما نفعل الآن مضيفاً إنه بهذه الطريقة إذا كنا محظوظين بما يكفي لبلوغ سن الشيخوخة فيمكننا الاستمتاع بهذه السنوات بدلاً من أن نعيشها في معاناة.
وتشير منظمات مثل مساعدة الشيخوخة الدولية وهي شبكة من المنظمات غير الحكومية التي تقدم الدعم لكبار السن في جميع أنحاء العالم إلى أن هذه الفلسفة ضرورية للمساعدة في التعامل مع السكان المسنين باعتبارهم سنداً وليسوا عبئاً على أنظمة الصحة والرعاية.
سيرياهوم نيوز 6 – سانا