آخر الأخبار
الرئيسية » مجتمع » الكلام عند الأطفال

الكلام عند الأطفال

أيمن الحرفي:

نفرح بهذا الكائن الملائكي الذي ولد منذ قليل و أتى إلى عالمنا.. فدخل قلوبنا و سيطر على مشاعرنا وأدخل الفرح والسرور لنا.. وصار يكبر يوماً بعد يوم.. وصرنا نفرح لضحكته و نتأثر لبكائه وننسى أنفسنا و نحن ننظر إليه وهو نائم.. و لكن ما زلنا ننتظر حروفه، كلماته، طلباته مقرونة بالكلام، تطرب الأذن لسماع كلمة بابا أو ماما عندما تصدر من فم صغيرهما و يسعد الطفل بهذا الترحيب ممن حوله فيطلق الكثير منها صباح مساء.. عندها على الأب و الأم تشجيعه و تحفيزه لإطلاق كلمات أخرى، كلمات صحيحة تناسب مراحل عمره. يبدأ الطفل يناغي و يهدل ثم يعبر بالإشارات ثم يبدأ بالثرثرة البسيطة و تكرار أصوات غامضة و غير مفهومة إلى أن يصل إلى كلمة ” بابا ” ماما ” في نهاية السنة الأولى ثم يبدأ بحفظ أسماء المحيطين به يومياً ثم تأتي فترة يحتار فيه الأب و الأم ماذا يريد طفلهما، هل يريد طعاماً أم حلوى أم لعبة و يتباطأ الإيقاع الكلامي، هنا يكون دور الأم في ترميم هذه الفجوة عبر الحوار و الأغاني الطفولية التي تنشدها الأم مع مط الحروف اللينة لتصبح واضحة و ثابتة في ذهن الطفل، إن جانباً من روعة التخاطب هو تبادل الأصوات أياً كانت بين الأم و طفلها مثلما أن القراءة تستمد جمالها من مجرد إجلاس الطفل على حجر أمه أثناء القراءة له. و يتابع الطفل تطوره فنراه في السنة الثانية يشرع بحفظ كلمتين في اليوم ثم يصبح قادراً على الربط بين كلمتين مرتبطتين ببعضهما مثل “أريد عصيراً” أريد تفاحة ” و قبل أن يصل إلى الخامسة يصبح قادراً على التحدث و التعبير عن نفسه بما حصل معه و ما يرغب به و يمكن- إن نحن أحسنا الإعداد- معرفة صيغ الإفراد و التثنية و الجمع و أسماء الأشياء اليومية. و لابد من بعض الأخطاء كلفظ اللام بدل الراء و علينا ألا ننتقد ذلك و نسخر منه بل نشجعه و نصحح له للاستمرار في الكلام السليم.
يمكن أن يعاني بعض الأطفال من مشاكل في الكلام عندما يكون هناك ضعف في السمع ونمو بطيء أو إعاقة ذهنية أو الإصابة بالتوحد أو ما يتم تسميته بـ”الخرس الاختياري” (عدم رغبة الطفل في التحدث)، والشلل الدماغي (اضطراب حركي ناجم عن تلف الدماغ).
سيساعد طبيب الأطفال في التعرف على تأخر النطق واللغة، عن طريق الفحص بدقة ثم إحالته إلى أخصائي إذا لم يكن قد تحدث على الإطلاق. فعلى سبيل المثال، إذا كان الطفل يعاني من مشكلة في السمع، فيتم إحالته إلى اختصاصي السمع لإجراء اختبار السمع، ثم يتم تحديد خطة العلاج بناء على التشخيص الأساسي للحالة.
ويبقى أنه يجب على الوالدين عدم الغضب أو الإحباط لمجرد أن الطفل غير قادر على التحدث بشكل صحيح، بل ينبغي عدم الضغط على الطفل ومنحه الوقت الكافي لفهم الوضع ودعمه بشكل كامل. و ينصح علماء النفس و التربية و علماء فن الكلام أن نوسع أفق خيال طفلنا و نقوي قدرة الإعراب عن أفكاره بالكلمات، كذلك تعريفه كيفية اختلاق القصص و الحكايات و لا نستغرب عندما نرى الإناث أكثر قدرة على التكيف و التخاطب الاجتماعي. و الجدير بالذكر أن الطفل و قبل دخوله الصف الأول لابد من أن نؤهله لهذا العالم الجديد فلا بد من امتلاكه قدرة في تمييز الكلمات ذات المطالع المتشابهة و الأنغام المتقاربة هو في هذا السن يمكنه حل بعض الألغاز و طرح الطرف و النوادر، و الأهم من كل ذلك تشجيعه حب القراءة عن طريق قصة قبل النوم تحتوي المعاني و الكلمات الجديدة في قالب من التشويق مع شيء من الخيال ليحلق في عالم الكلام.

سيرياهوم يوز 6 – الثورة

x

‎قد يُعجبك أيضاً

“اليونيسيف”: أكثر من 200 طفل قُتلوا في لبنان من جراء العدوان الإسرائيلي منذ نحو شهرين

منظّمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” تعلن استشهاد أكثر من 200 طفل في لبنان من جرّاء العدوان الإسرائيلي منذ نحو شهرين، في وقتٍ “يجري التعامل مع ...