| محمد محمود
شكل من أشكال العنف الأسري يتجلى بصورة مؤسفة تتسرب يوما بعد يوم إلى الحياة الأسرية في مجتمعنا وهي الطلاق العاطفي. تلك الإشكالية المؤذية للعلاقات الأسرية والتي تنتشر بصمت بين العديد من الأسر والعائلات كانت محور نقاش موسع بين مجموعة من الأهالي والمدعوين للحديث عن تجاربهم في المركز الثقافي العربي بطرطوس يوم الثلاثاء ٢٦ تموز للبحث في الأسباب وتقديم الحلول لهذه الإشكالية.
الباحث بهاء مهنا مدير المكتب الإعلامي في مديرية الثقافة بطرطوس ومقدم الحوار عرف الطلاق العاطفي بحالة يعيش فيها الزوجان منفردين عن بعضهما البعض رغم وجودهما في منزل واحد، ونتيجة لذلك تصاب الحياة الزوجية بينهما بالبرود وغياب الحب والرضا، ويكون الأطفال أول الصحايا نتيجة هذا الطلاق.
وفي تصريح لـ البعث ميديا رأى الباحث أن اللقاء هو جزء من مجموعة ندوات حوارية تعالج المشاكل الأسرية بعد ملاحظة انعكاسات هذه المواضيع على الأطفال المتواجدين في مركز نغم وقلم وأثرها على حالتهم النفسية والمعنوية، والمسح الذي أجريناه على هؤلاء الأطفال ممن يعيش بعضهم هذه الحالة في أسرته.
وبين مهنا أننا اليوم نعيش عوامل مختلفة تفاقم الطلاق العاطفي في المجتمع فهو منذ البداية قد يكون نتاج لاختيار خاطئ، أو الزواج المبكر، أو التفاوت الاجتماعي والمعرفي ثم يأتي دور المجتمع والمشكلات الاقتصادية والمستوى المعرفي عند الزوجين لنصل لانفصال بالعلاقة العاطفية بينهما وربما الطلاق في نهاية المطاف.
مضيفا أن وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت بتعزيز هذه المشكلة وتسببت بتفتت العديد من الأسر ووجود الخيانة الزوجية ليكون المتضرر الاكبر من تلك المشكلات هم الأطفال في خال وجودهم أو بناء الأسرة بالصورة الأعم.
وأضاف: الهدف الأساسي اليوم هو الاستماع لرأي الاطراف المشاركة وتوصيف المشاكل وعند تحديد المشكلة ومعرفتها تصبح الحلول متاحة وممكنة .
من جانبهم رأى المشاركون بالندوة أن العوامل الاقتصادية الضاغطة على مجتمعنا تنعكس بصورة أو بأخرى على معظم الأسر وتتسبب بالعديد من حالات الطلاق العاطفي التي تؤذي الأطفال بالدرجة الأولى في حال وجودهم وتنعكس على بناء الأسرة بشكل عام.
وخلص المشاركين أن إيجاد وسائل للحوار والتواصل المستمر بين الشريكين هو الطريقة الفعالة والمثالية لتجنب الوصول لهذه لحالات الطلاق العاطفي، كذلك عم نشر خلافاتهم ومشاكلهم بين الناس والاستماع للحلول التي يقدمونها فكل شخص يقدم الحل الذي يناسب حالته، ولا يوجد أكثر مت ابمازوجين أنفسهم ظراية ومعرفة بمشكلاتهم، فالمطلوب حل الإشكاليات مبكرا دون مراكمتها، وتأجيلها سيسبب تفاقم المشكلة وتأذي العلاقة الزوجية واستمرار هذه الظاهرة في مجتمعنا.
(سيرياهوم نيوز3-البعث27-7-2022)