بعد أن تم تحديد بعض المراكز الطبية في دمشق لإجراء مسحات الكشف عن فيروس كورونا، أعلنت وزارة الصحة أن إجراء هذه المسحات أصبح ضمن مدينتي الجلاء وتشرين الرياضيتين، بدلاً من المراكز المعتمدة سابقاً، ثم أُدخلت أخيراً المخابر الخاصة على هذا الخط.
طبعاً تحويل إجراء المسحات من قبل وزارة الصحة للمدن الرياضية هدفه تخفيف الضغط عن هذه المراكز، لتعود إلى ممارسة مهامها الأساسية، بعد حصول الكثير من الازدحام أمام هذه المراكز خلال الفترة الماضية، إضافة إلى المحسوبية والفساد الذي رافق عملية أخذ المسحات أحيانا، وأضاعة وقت الراغبين في السفر، بين المصارف وبين هذه المراكز، وخسارة بعضهم لحجوزاتهم بسبب التأخر باستلام نتائج المسحات.
لكن التحويل للمدن الرياضية لم يحل المشكلة، فالازدحام استمر، وكذلك الآثار الناجمة عنه، وهذا ما أكدته وزارة الصحة بأنها ضبطت أشخاصاً من بينهم عاملين صحيين يقومون بابتزار المواطنين الراغبين بإجراء مسحات بسرعة مقابل مبلغ مالي معين.
ثم خرجت الوزارة بإجراء آخر لحل مشكلة الازدحام بإعلانها أنه يمكن للراغبين إجراء اختبار /بي سي آر/ الخاص بالكشف عن فيروس كورونا في المخابر الخاصة في دمشق، وحددت عدداً من هذه المخابر، لكن ذلك الإعلان كان على ما يبدو دون التنسيق مع هذه المخابر، حيث رد رئيس هيئة مخابر التحاليل الطبية بأن المخابر الخاصة التي حددتها وزارة الصحة لإجراء تحليل كورونا للراغبين بالسفر، لن تكون قادرة على ذلك قبل أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.
ومع تفاقم المشكلة، جاءت الخطوة الأخيرة من أجل حل مشكلة الازدحام وتداعياتها، وهي تخصيص رقم رباعي لحجز موعد إجراء مسحة ضمن النقاط الطبية التي اعتمدتها.
كل هذا يدل على أن الارتجال وأخذ القرارات غير المدروسة بما فيه الكفاية هو سيد الموقف في المؤسسة الصحية، طبعاً مسحات كورونا هي أحد جوانب هذا التخبط في المجال الصحي، إضافة إلى جوانب أخرى كثيرة وعلى رأسها فقدان أدوية الأمراض المزمنة، واضطرار المريض إلى شرائها بأسعار فلكية من السوق السوداء، وارتفاع أسعار الأدوية المصنعة محلياً بشكل غير منطقي، إضافة إلى ارتفاع أسعار المعقمات والفيتامينات الخاصة بكورونا بشكل كبير.
نتمنى أن تكون هناك نهاية سعيدة لملف مسحات كورونا، يُنهي عذابات العالقين والراغبين بالسفر.
(سيرياهوم نيوز-الثورة)