عبدالله ابراهيم الشيخ
الرحى تدور ولاتتوقف .. غير مبالية بما تطحن تحتها .. لابل لا تحس بهم .. ثمة قلة في هذا الكون ، على اتساعه ، ربما تحصي ذلك وتتلذذ بعملها هذا .. ثمة آخرون يمسكون بمفاتيح اللعبة ، ويتحكمون ، بالتالي بدوران هذه الرحى ولاخيار لهم في إيقافها . وربما يكونون سعداء بهذا الذي يحدث ، سكارى بمنظر الدم متوهمين أن هذا سوف يجلب لهم سعادة أكبر وسلطاناً لا تحد حدوده …. يدفعون مافي الجيب وما قد يأتي إلى الجيب لآخرين يركبون العجلة التي تدير الرحى … والنهاية ؟؟؟ لا أحد يعرف .. ” الذي يدفع التكاليف ” سكران بما يرى وسكره يمنعه من التفكير لمعرفة مايجري حوله .. بل لايبصره لفقده إحساسه بالواقع …. والنهاية ؟؟؟ مرة أخرى حتى أولئك الذين أصبحوا غير قادرين على إحصاء مايدفعون .. وربما هنالك أشخاص يعرفون أو يرفضون كل هذا لكن بعضهم غير قادر على الفعل ، آخرون موعودون بحصة من الذي يدفع !! آخرون أيضاً عقلاء يحاولون استعمال الحكمة والعقل لكن لامجال هنا ولاموضع لهذه أو تلك .. والآخرون مستمرون بتلذذهم ومايدخل إلى جيوبهم مبدين أتم الاستعداد لإبادة كل أولئك الذين تسوّل لهم أنفسهم محاولة إيقاف هذه المجزرة ، وكأنها لقمتهم الوحيدة التي تمدهم بالحياة ، وكأن الذي يعطيهم ثمن مايرتكبونه من جرائم وإبادة سوف يحرمهم مايرونه باباً للثراء والسعادة والتخمة بكافة أشكالها .. فهو ذو مال وفير من ” نبع لاينضب ” وطموحات خيالية غير محددة أو معروفة ، ربما يطمح غداً إلى احتلال العالم كله ، كما يبدو لكثيرين ، فهو حريص على ” إسلامه الجديد ” ؟؟ وبالتالي فقد يبدأ ” فتوحات ” جديدة لنشر إسلامه الجديد هذا ؟! من يدري ؟؟ فالجميع يعرف أن مراهقته السياسية وغروره واعتقاده أن الثروات التي يبددها بلا أدنى حساب مع زعماء ومسؤولين في قمة الخبث والوقاحة وتدني الأخلاق والدّجل قد تقوده هذه كلها إلى القيام بهذا العمل تساعده هذه الحثالة البشرية التي لا تحمل من الأخلاق الإنسانية في شيئ منظومة أميركية وإسرائيلية مشهود لها بالخبث وانعدام الأخلاق لا وازع لديها أمام أناس يحملون رؤوساً فارغة وأموالاً لا عدَّ لها ولاحصر .. وقد أقنعوه أنهم حريصون على الحفاظ على الإسلام وأملاك المسلمين ، حريصون على تطبيق الشرائع الإسلامية بعد أن أدخلوا عليها بدعاً جديدة بعيدة كل البعد عن جوهر الإسلام وجمعوا حولهم أتباعاً اميين لايحاولون فهم أي شيئ مما سيلقّنون به عن الإسلام الجديد … لاعنين كل ” فقهاء ” المسلمين في كل أصقاع هذا الكون على ترامي أطرافه .. مما حمل هؤلاء ” الفقهاء ” وعلى جهلهم ، على الانتقال إلى ما أوحي إليهم أنه ” تطوير ” للدين الإسلامي فتركوا ماكان ” إسلاماً صحيحاً إلى هذا الإسلام المعدل ” ؟؟ بإشراف مباشر من ” المعلمين ” الصهاينة والأميركيين ” ، ولاحاجة للمقارنة لمعرفة لمن الغلبة .. ولاحاجة للقول أن الغرور مع الجهل لايوقفهم عند حد .. فنشوة ” الانتصار ” تحملهم على تحدي الآخرين الرافضين لطرائق إيمانهم بإسلامهم الجديد .. فبدؤوا مايرونه ” فتوحات ” عملوا في ( الرافضين ) الإبادة تحت إشراف أو بمساعدة معلميهم .. ألم يدمروا العراق بهذه الطريقة ؟. أما دمروا سوريا وفي الطريق إلى تدمير اليمن وليبيا مدعين الأسباب الواهية الظاهرية للقيام بفعلتهم هذه وهاهم حين لاحظوا فشلهم بدؤوا الارتماء في أحضان مشغليهم فبدأ مسلسل ” التطبيع ” وهو في حقيقة الأمر ” لإرضاع معلميهم ” كل ( الحليب ) الذي في جيوبهم وماقد يأتي إلى جيوبهم .. وهو في نفس الوقت تثبيت لأقدامهم على عروشهم ومع هذا كله .. ثمة عقلاء يتفرجون على مايحدث فيغالبون دموعهم ويحاولون دفع الأذيّة عن أبرياء وقفوا يرفعون الأيدي والعصي محاولين إيقاف هذه الرحى التي تحصد كل شيئ في سيرها لكن فوهات المدافع التي يمسك بها أولئك قادرة على الفعل والإبادة ولامكان للسيف والعصا ويد السلام والمحبة .. على أن سؤالاً يتبادر إلى الذهن أليس هنالك عقلاء يطالبون بإيقاف تدفق الأسلحة من أميركا والغرب على صاحب الرحى المغرور هذا ؟؟ ربما يقتنع البعض من أصحاب الضمير الإنساني بهذا لكن آخرين أعماهم المال المتدفق إلى جيوبهم جراء عمليات بيع الأسلحة فيرفضون هذه ” الصرخة الدولية ” بإيقاف عمليات بيع الأسلحة المتطورة إلى هذه البلدان أو تلك من المسؤولين في الكيان الصهيوني وأميركا باعتبارهما مستفيدين مادياً يضاف إلى ذلك إن هذا يجعلهم متحكمين بسياسة البلد الذي يسلحونه وقد يكون بن سلمان من هذا الحلف ( الأميركي ) منطلقاً من ” صداقته ” مع ” الحلف ” ( إرضاء لغروره ) وامعاناً في لعبة بيع السلاح وحرصاً على تصريفه بأكبر كمية ممكنة فإن هذا الحرص امتد على الإشراف على توزيعه : على مراهقين ومغرورين وأكبر عدد من رجال الحماية لا الدفاع عن الوطن وإن وجد السلاح لهذه الغاية الأخيرة فإن مهمته سوف تنحصر في إزهاق الأرواح لأبرياء لايملكون الوسيلة لرد العدوان عليهم مما تسنح الفرصة للمغرورين هؤلاء بإرضاء هوايتهم والتلذذ بمنظر الدم والإبادة لأنهم في حقيقة الأمر معتدى عليهم وماكانوا يوماً معتدين … ” قطعة سلاح في اليد تحتاج إلى قنطار عقل في الرأس ” لعن الله الشيطان وأتباعه وجنبنا جميعاً الشر الآتي منه … في حرب اليمن .. ثمة تدفق مرعب للأسلحة إلى السعودية ” كطرف رئيسي ” ومطالب دولية وإلحاحاً أممياً بإيقاف هذه الحرب … التي لاجناية فيها إلا إزهاق أرواح بريئة مدنية كانت أو عسكرية .. لكن التعنت الأميركي وجريه وراء مصالحه في بيع إنتاج معامل الأسلحة إلى ” مشتر ” ” أي مشتر ” سوف يحرم هذه المعامل من القدرة على تصريف منتجات معاملها .. يضاف إليها العداء السافر الذي يكنه معظم المسؤولين الأميركان لكل الذين يقاومون سياسة بلادهم .. وبالتالي فإن مصالحها تقتضي إشعال الحروب في كل مكان .. ولعل التاريخ ينبؤنا بالحقيقة أن الصهاينة وراء احتدام الفتن في اليمن وفي كل بلدان العالم .. اسألوا عن دور الصهاينة في احتلال الجزائر ؟
(سيرياهوم نيوز-10-8-2022)