الرئيسية » تحت المجهر » أردوغان ضحّى بفلسطين لعيون الكيان: طَرَدَ (حماس) ووطّد علاقاته الأمنيّة والتجاريّة مع إسرائيل.. هاجم تطبيع الإمارات وهدّدّ بسحب السفير واليوم بات حليفًا قويًّا ويُحاوِل ضمّ قطر للتطبيع والصادرات للكيان 5.7 مليار دولار

أردوغان ضحّى بفلسطين لعيون الكيان: طَرَدَ (حماس) ووطّد علاقاته الأمنيّة والتجاريّة مع إسرائيل.. هاجم تطبيع الإمارات وهدّدّ بسحب السفير واليوم بات حليفًا قويًّا ويُحاوِل ضمّ قطر للتطبيع والصادرات للكيان 5.7 مليار دولار

اليوم وبعد أنْ أعلنت تركيّا وإسرائيل عن إعادة العلاقات الدبلوماسيّة الكاملة بينهما، بما في ذلك تبادل السفراء، يُمكِن القول إنّ زيارة الرئيس الإسرائيليّ إلى تركيّا واستقباله بحفاوةٍ بالغةٍ في القصر الرئاسيّ من قبل الرئيس التركيّ كانت علامةً فارقةً في العلاقات بينهما، فعلاوةً على كون الزيارة “تاريخيّةً”، كما أسمها أردوغان، أصّر الأتراك وتزامنًا مع صوت الأذان إسماع النشيد الوطنيّ للكيان والمعروف باسم (هتكفاه)، الأمل، وهو الأمر الذي دفع جميع قنوات التلفزة الإسرائيليّة لنقل الحدث ببثٍّ حيٍّ ومُباشرٍ.

النشيد الوطنيّ الإسرائيليّ في قصر أردوغان تزامنًا مع صوت المؤذن

في هذا السياق، كشفت مصادر سياسيّة وازنة في تل أبيب النقاب عن أنّ الرئيس التركيّ، رجب طيّب أردوغان، يأمل بأنّ ترميم العلاقات مع إسرائيل سيؤدّي إلى تحويل تركيّا إلى موزّعة الغاز للقارة الأوروبيّة، لافتةً في ذات الوقت إلى أنّه من أجل تطبيع العلاقات مع إسرائيل، دفعت تركيا بالعملة السياسية المؤلمة عندما قررت ترحيل مسؤولين في (حماس) من أراضيها، وأوضحت لقيادة الحركة أنّها لن تسمح بالقيام بنشاط سياسي على أراضيها بعد الآن، والمؤكّد أعمال عسكرية للحركة، بحسب المحافل الإسرائيليّة الرفيعة.

مسؤولٌ إسرائيليُّ رفيعُ: ” تعيين سفيرٍ بتل أبيب هدفه إضافة معنى جديّ للتطبيع الذي انهار قبل أعوام

المصادر عينها أكّدت، كما أشار المُستشرق د. تسفي بارئيل في صحيفة (هآرتس) العبريّة، أكّدت أنّه في الوقت عينه، تقترح تركيا خدماتها من أجل إعادة إعمار قطاع غزة، ويمكن أنْ تنضّم إلى مجموعة دول متبرعة تحاول إسرائيل تجنيدها بهدف الدفع قدمًا بمشاريع تطوير اقتصادية في القطاع، ونقل المُستشرِق بارئيل، الذي يعمل محللاً للشؤون العربيّة والشرق أوسطية في (هآرتس)، نقل عن مسؤولٍ سياسيٍّ إسرائيليّ رفيعٍ  قوله إنّ “تركيا يمكن أنْ تقنع قطر بتأسيس علاقاتٍ دبلوماسيّةٍ مع إسرائيل، وتبرير ذلك بالحاجة إلى مساعدة الفلسطينيين في القطاع – وليس هم فقط”، ولفت إلى أنّ الإمارات العربيّة المُتحدّة كانت الدولة الخليجيّة الأولى التي قررت استئناف العلاقات مع تركيا، على الرغم من أنّ أردوغان هاجم توقيع اتفاق التطبيع مع إسرائيل بحدة، حتى أنّه هدّدّ بإعادة السفير التركيّ، على حدّ قول المسؤول السياسيّ الإسرائيليّ.

الكيان غيّر موقفه بعد الخدمات التركيّة الجليلة في إحباط “الإرهاب” الإيرانيّ ضدّ إسرائيليين

علاوة على ذلك، أوضحت المحافل الإسرائيليّة أنّه في نهاية أيلول (سبتمبر)، أو مطلع تشرين الأول (أكتوبر)، سينتهي مسار تعيين كبار المسؤولين في الطاقم الدبلوماسي لدى تركيا، وسيهبط سفير تركيّ جديد في إسرائيل، وبحسب المعلومات، تتنافس على المنصب ثلاث شخصيات، والقرار الأساسيّ هو تعيين موظف كبير في وزارة الخارجية التركية.

ووفقًا لأقوال مسؤولٍ كبيرٍ في وزارة الخارجية لصحيفة (هآرتس)، سيكون “سفيرًا يعرف المنطقة جيدًا، ويعرف تفاصيل العلاقات المركبة ما بين إسرائيل وتركيا”، مُضيفًا أنّ “الهدف سيكون إضافة معنى جدي للتطبيع المتجدد الذي انهار قبل أعوام”، كما قال.

المُستشرِق الإسرائيليّ شدّدّ على أنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ يائير لبيد غيّر موقفه الرافض لإعادة العلاقات مع تركيّا لعدّة أسبابٍ: اللقاء الذي جمعه بنظيره مولود جاويش أوغلو في أنطاليا خلال شهر حزيران (يونيو)، والتعاون الاستخباراتي مع أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية في أعقاب محاولات إيران تنفيذ عملية ضد إسرائيليين، وقبل ذلك التقاء المصالح ما بين إسرائيل وتركيا في الحرب في ناغونو- كراباخ، التي قدّمت فيها الدولتان المساعدة لأذربيجان في حربها ضد أرمينيا في أواخر سنة 2020، كلها أمور ساعدت في إعادة النظر في السياسة الإسرائيلية تجاه تركيا، كما قال.

أنقرة ستُحسِّن علاقاتها مع القاهرة لبناء خطّ غازٍ يربط إسرائيل بتركيا وربطه بالغاز المصريّ

بالإضافة إلى ما ذُكِر أعلاه، أوضحت تل أبيب أنّه في الأشهر الأخيرة تحولت تركيا إلى أكبر مستوردة للغاز من مصر، وهي تأمل بأنْ يؤثر تجديد العلاقات مع إسرائيل في العلاقات مع مصر قريبًا، وكذلك تحقيق طموح أردوغان إلى تحويل تركيا إلى مركز تسويق الغاز الدولي من الشرق الأوسط إلى أوروبا، لأنّه بعد أنْ غيّرت واشنطن موقفها بخصوص خط الغاز الذي سيربط إسرائيل بقبرص واليونان وأوروبا، فإنّ الإمكانية الأكثر واقعية هي بناء خط غاز يربط إسرائيل بتركيا وربطه بالغاز المصريّ، وبذلك تتحول إلى محطة الغاز الأهم التي يمكنها أنْ تشكل بديلاً من الغاز الروسيّ، على حدّ تعبيره.

وخلُص المُستشرِق إلى القول إنّ أردوغان قرر كسر العزلة التي عانت منها تركيّا، بعد الأزمة الاقتصادية العميقة في مطلع سنة 2018، إيمانًا منه بأنّ منظومة علاقات سياسية – اقتصادية- داعمة مع دول المنطقة هي الورقة الأقوى التي سيحاول أردوغان أنْ يضمن من خلالها استمرار حكمه المستمر منذ 20 عامًا، طبقًا لأقواله.

موقف حماس من تبادل السفراء: شجبٌ خجولٌ

إلى ذلك، نفت حركة “حماس”، يوم الجمعة الفائت، صحة بيان تداولته بعض المواقع الإخبارية يزعم “تأييد” الحركة لتبادل السفراء بين تركيا وإسرائيل، ووصفت حماس البيان بـ”المزعوم والمفبرك”، وقال المكتب الإعلامي لـ”حماس”، في تصريح نُشر على موقع الحركة الرسمي، إنّ “ذلك البيان مفبرك تمامًا، وجدد التأكيد في الوقت ذاته على موقف الحركة الثابت برفض كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني بما في ذلك خطوة تبادل السفراء”، حسب قوله.

ودعا المكتب الإعلامي للحركة المؤسسات الإعلامية إلى “تحري الدقة والمصداقية، والتأكد من الموقع الرسمي للحركة في نشر البيانات والتصريحات الرسمية للحركة”، وفقًا للتصريح.

 

تركيا رابع أهّم شريك تجاريّ للاقتصاد الإسرائيليّ والصادرات التركيّة للكيان 5.7 مليار دولار

يُشار إلى أنّه في التاسع من شهر آب (أغسطس) الجاري، قالت وزارة التجارة والصناعة الإسرائيليّة في بيانٍ رسميّ إنّ الميزان التجاريّ يميل لصالح الصادرات التركيّة إلى إسرائيل، والتي بلغت نحو 5.7 مليار دولار، فيما بلغت الصادرات الإسرائيليّة إلى تركيا نحو ملياري دولار.

وشدّد البيان الإسرائيليّ الرسميّ على أنّ تركيا هي رابع أهم شريك تجاري للاقتصاد الإسرائيلي وخامس أهم وجهة تصدير في عام 2021، لافتًا إلى أنّه بين إسرائيل وتركيا هناك اتفاقية منطقة تجارة حرة، منذ الفاتح من  أيّار (مايو) من العام 1997، في إطارها كانت هناك أربع جولات للجنة الاقتصادية المشتركة، آخرها عقد في القدس في تموز (يوليو) من العام  2009، ومن المتوقع أنْ تعقد الجولة الخامسة في خريف هذا العام، على ما أكّده بيان وزارة التجارة والصناعة بالكيان.

وأكّدت مديريّة التجارة الخارجية في إسرائيل، كما أوضح البيان، أنّ التجارة المتبادلة للسلع والخدمات بين إسرائيل وتركيا في عام 2021 بلغت 7.7 مليار دولار، بزيادة حوالي 30 مقارنةً بعام 2020. وبلغ حجم صادرات السلع إلى تركيا في عام 2021 حوالي 1.9 مليار دولار، بزيادة حوالي 30 بالمائة مقارنة بعام 2020، والتي بلغت حينها نحو 1.4 مليار دولار.

ووفقًا للبيان تصدر إسرائيل إلى تركيا بشكلٍ رئيسيّ المواد الكيميائية، المعادن الأساسية، والمطاط والبلاستيك. في حين تستورد من تركيا معادن أساسية، الآلات والمعدّات الكهربائية والميكانيكية، منتجات المواصلات والمنتجات الزراعية الطازجة.

سرياهوم نيوز 6 – رأي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

حلفاء كييف يستعدون للأسوأ: «التنازل» عن الأراضي حتمي؟

ريم هاني       لم يعلن أي من الرئيسين، الأميركي المنتخب دونالد ترامب، أو الروسي فلاديمير بوتين، عن شروطهما التفصيلية لإنهاء الحرب في أوكرانيا ...