توفر مشاريع تربية النحل مصدر دخل جيد للعديد من أبناء ريف حلب الذين ورثوا هذه المهنة عن آبائهم وحافظوا عليها رغم صعوبات تامين مستلزمات الإنتاج نتيجة الحصار الجائر على سورية بالإضافة لعوامل الطقس التي أدت في السنوات الأخيرة لتضرر العديد من خلايا النحل.
ويبلغ عدد مربي النحل حالياً في محافظة حلب 1460 مربياً وعدد الخلايا يقارب الـ 14600 خلية منها 5000 خلية بلدية و9500 فنية وفق تصريح مدير زراعة حلب المهندس رضوان حرصوني لمراسل سانا مبيناً أن الإنتاج المتوقع من العسل للموسم الحالي هو 100 طن.
وأشار حرصوني إلى أن مديرية الزراعة والوحدات الإرشادية تعمل بشكل دائم على توعية المربين وتقديم النصائح حول الإجراءات الواجب اتخاذها لتربية النحل والحصول على إنتاج جيد إضافة لمكافحة حشرة الدبور الأحمر حيث تم تشكيل لجان على مستوى الوحدات الإرشادية لجمع ومكافحة هذه الآفة الخطيرة وكذلك مكافحة الأمراض التي تصيب خلايا النحل.
كاميرا سانا رافقت النحال ابراهيم الأحمد الذي نقل خلايا العسل التي يملكها والبالغ عددها 120 خلية من ريف حلب الغربي إلى منطقة الزربة جنوب حلب لتغذية النحل حيث تنتشر هناك البساتين وحقول النعناع وبين الأحمد أنه رغم الصعوبات التي يواجهها لتأمين مستلزمات تربية النحل غير أن عشقه لهذه المهنة دفعه إلى الاستمرار بها واستخدام خلايا جديدة بصنفيها القديم والحديث الذي يتميز بإنتاج أكبر من العسل مطالباً بتقديم الدعم لمربي النحل وتأمين كل مستلزماتهم من الشمع والخلايا والأدوية والسكريات للحفاظ على عملهم وإنتاجهم.
وفي منطقة السفيرة بريف حلب الشرقي يربي محمد الرزوق 75 خلية نحل فنية حديثة ويحرص على نقلها إلى مراعي النحل بين المحافظات من الساحل إلى حماة حيث يزرع اليانسون وإلى السفيرة الغنية بزراعة القطن وزهرة دوار الشمس حيث أوضح أن الخلية تنتج سنويا بحدود 8-10 كغ من العسل مشيراً إلى أنه دائم الاعتناء بالخلايا وبمكافحة الأمراض والإصابات الحشرية التي تصيبها.
وفي منطقة منيان المجاورة لخان العسل غرب حلب يعمل النحال أحمد الحسن منذ أكثر من 30 عاماً في هذه المهنة ويعتني بأكثر من 150 خلية تتنوع بين الخلايا ذات الشكل القديم والفني الحديث ويوضح أن عددها بدأ بالتناقص نتيجة انتشار الأوبئة وصعوبة ترحيل الخلايا من مرعى لآخر إضافة لعوامل الطقس من برودة وصقيع إلى موجات الحر وقلة الأمطار التي أثرت على عمليات الإزهار في المراعي التي تشكل الغذاء الرئيسي لها إلى جانب أزهار عباد الشمس والقطن والجيجان والقبار الموجودة في المساحات الخضراء.
ورغم ذلك يؤكد الحسن أنه والعاملين في هذه المهنة يتمسكون بها مهما كان إنتاجهم من العسل ومهما كانت الصعوبات للحفاظ على العسل السوري المعروف بجودته في الأسواق المحلية والخارجية ولأنها مشاريع اقتصادية تعود بالنفع على أهالي المنطقة.
سيرياهوم نيوز 1-سانا