| باسل علي الخطيب
كان السابع من شباط الماضي يوماً مفصلياً في تاريخ الولايات المتحدة، حيث وقع الرئيس بايدن قانوناً يحد من حيازة الأسلحة النارية للأفراد، قبل يوم من ذلك، أصدرت المحكمة الدستورية العليا في الولايات المتحدة، و هي أعلى سلطة قضائية في البلاد، الحكم النهائي بإلغاء قانون حق الإجهاض للنساء الحوامل، هذا القانون الذي ظل سائداً لمدة 60 عاماً تقريباً، و الذي كان يعتبر من مسلمات حقوق المرأة في الولايات المتحدة….
القرار الأول صدر من سلطة قضائية، و الثاني صدر من سلطة تنفيذية، حتى هنا تبدو الأمور و كأنها عادية، و لكن دعونا نتعمق قليلاً، القرار الأول صدر من سلطة قضائية أغلب قضاتها من المحافظين، بل من المحافظين المتشددين الموالين للحزب الجمهوري، و كان قد عينهم ترامب في فترة ولايته، القرار القضائي إياه وصفه الديمقراطيون بأنه قرار خسيس، و هذه سابقة تاريخية تحدث لأول مرة في الولايات المتحدة، أن يتم وصف قرار قضائي بأنه قرار خسيس، خاصة أنه صادر من أعلى سلطة قضائية، في المقابل قرار منع حيازة الأسلحة صدر عن إدارة ديمقراطية، و قد سعت لوبيات الأسلحة الموالية للحزب الجمهوري لمنع صدوره….
نعم هذان القراران يشيران بكل بساطة إلى الانقسام الحاد الذي تعيشه الولايات المتحدة، قرار بايدن لم يكن إلا ردة فعل على قرار كيدي سابق، و ليست غاية القرارين الإصلاح، خاصة مع الفارق الزمني الصغير بينهما،علماً أن كلا قراري حيازة الأسلحة و الإجهاض قديمان جداً….
الانقسام في الولايات المتحدة انقسام عمودي حاد، عند هؤلاء أغنيائهم و فقرائهم و مثقفيهم و شركاتهم و كنائسهم، و عند أولئك أغنيائهم و فقرائهم و مثقفيهم و شركاتهم و كنائسهم، الصراع ليس صراعاً طبقياً أو إيديولوجياً، الصراع صراع ثقافي، هو صراع منظومتي قيم، و في الصراعات الثقافية لا يوجد تعادل، إما الإفناء أو التباعد…
هذا الانقسام ليس جديداً، عودوا إلى عام 1861 عندما تفجر ذاك الانقسام على شكل حرب أهلية طاحنة، قيل أن سببها قانون تحرير العبيد، هذا ظاهر الأمر، أما الحقيقة فالسبب هو صراع منظومتي القيم الذي تحدثنا عنه أعلاه، و قد رسخت تلك الحرب هذا الانقسام معمداً بالدم….
سعت الدولة العميقة في الولايات المتحدة منذ ذاك الحين إلى محاولة تخفيف ذلك الاحتقان، عبر استثمار فائض القوة الأمريكية في تحقيق سطوة الولايات المتحدة على العالم ككل، وذلك عبر صرف مخرجات ذاك الاحتقان حروباً خارجية و تدخلات في كل مكان، و قد نجحت تلك الدولة العميقة في ضبط ذاك الانقسام داخلياً بعيداً عن فوهات البنادق، و لكن هذا لم يمنع ظهوره على كل المستويات، الفكرية و الثقافية الفنية و الرياضية، بل وصل الأمر إلى استديوهات هوليوود، اغتيال كيندي الديمقراطي عام 1963 يأتي في هذا السياق، فكان الرد إقالة نيكسون الجمهوري عام 1974 بعد فضيحة ووتر غيث….
على فكرة من جملة محاولات الدولة العميقة لتخفيف حدة الانقسام و على المستوى الرياضي، تقسيم الدوريات الرياضية في ألعاب السلة و القدم و كرة القدم الأمريكية و الهوكي على الجليد و البيسبول إلى مجموعتين شرقية و غربية، علماً أن ذاك الانقسام الذي تحدثنا عنه أعلاه هو جغرافياً شمالي – جنوبي…..
بدأ ذلك الاحتقان يعود بشكل صارخ للداخل الأمريكي عند كل المستويات مع ظهور بوادر تراجع سطوة أمريكا خارجياً، لطالما كان الرؤساء الأمريكيون متشابهون، و لكن تأملوا ذاك التمايز الصارخ ما بين أوباما و ترامب، هذان النموذجان نموذجان شعبويان، كلا الحزبين قدما نموذجه الشعبوي، هذان كانا أول رئيسين ليسا من ثقافة النخبة، و لا أقصد بالنخبة النخبة الاقتصادية المالية ، إنما من ثقافة رجل الشارع، الثقافة الشعبوية الفوضوية هي آخر مخرجات الليبرالية المتوحشة، حيث لا حدود و لا مقدسات و لا ضوابط…..
و لكن ما هي منظومتي القيم تلك اللتان تتصارعان؟ ملخص ذلك كالتالي: هي ثقافة الكاوبوي إياه بقبعته، ببصاقه، بسيكاره، بجزمته، الكاوبوي الذي لا يعرف حواراً إلا بمسدسه، و لكنه عند الديمقراطيين، يمكن لذلك الكاوبوي أن يكون أبيضاً أو أسوداً أو أصفراً، أما عند الجمهوريين فلا يجوز إلا أن يكون أبيضاً….
قبل فترة أعلن حاكم ولاية تكساس، عن البدء بخطوات لاستقلال الولاية، و قد تصير تكساس قاطرة الانقسام الأمريكي، على فكرة ولاية تكساس هي خامس اقتصاد في العالم، تتفوق على ظول عظمى اقتصادياً كروسيا و فرنسا و بريطانيا….
أعتقد أن ما تم إعلانه عن صور فريدة للكون تم التقاطها للكون من قبل المرصد جيمس ويب، و محاولات إطلاق مركبة ألى القمر تأتي في سياق إعادة الهيبة، تأتي في سياق الحد من التراجع و الانهيار، محاولات لشد العصب ( القومي) الأمريكي بعيداً عن الانقسام الحاد حالياً…. و يأتي في هذا السياق الانغماس الكبير في الحرب الأوكرانية، لم يسبق أن قدمت الولايات المتحدة هذا الكم من المساعدات العسكرية لأحد، بل أنها وصلت إلى درجة المخاطرة بسمعة سلاحها، أنها أرسلت للأوكرانيين الكثير من أحدث أسلحتها، ومنها منظومات هيماريس الصاروخية، و الغاية قلب الموازيبن، و قد تم استخدامها في الهجوم المضاد لاستعادة خيرسون، فكان أن صدتها الطائرات المسيرة الإيرانية التي استوردها الروس، و أُبيد اللواء الجبلي الأوكراني 128 في ذاك الهجوم و عددهم 1200 مقاتل……
الحرب الاوكرانية تحولت بالنسبة لأمريكا من حرب استنزاف و إنهاك لروسيا إلى حرب مصيرية لأمريكا نفسها. لا يمكن لها أن تسمح لروسيا أن تنتصر، أمريكا تريد أن تحيد روسيا عسكرياً حتى تتفرغ للصين اقتصادياً، كذلك الأمر لروسيا، هذه الحرب حرب مصيرية وجودية لا يمكنها أن تُهزم فيها، لذلك أبواب الاحتمالات في تطورات هذه الحرب مفتوحة و مفتوحة على مصراعيها……
ولأن هذه الحرب أصبحت بالنسبة للولايات المتحدة على هذه الدرجة من الأهمية المصيرية، صار كل شيء فيها مباح،
أظهرت جداول تفصيلية نشرتها وزارة الدفاع الروسية الأعداد الكبيرة من المرتزقة الذين قدموا للقتال إلى جانب أوكرانيا من مختلف دول وقارات العالم…..
أظهرت البيانات الروسية مشاركة عشرات ألاف المرتزقة من مختلف دول اوروبا، بولونيا، رومانيا ، فرنسا، بريطانيا، اسبانيا، ايطاليا، المجر، تشيكيا…. ومن دول الامريكيتين، الولايات المتحدة وكندا…..وغيرها من دول العالم…..
تدفع أمريكا باوروبا في سياق هذه الحرب إلى الحدود القصوى، و أوروبا تبدو كمن يطلق النار على قدميه. ولكن هذا الحقد والعداء الأوروبي لروسيا ليس جديداً….
لايحتفل الأوروبيون بيوم 9 أيار كعيد للنصر على النازية والفاشية، كما يحتفل به الروس، الذين يعدونه عيداً وطنياً هو أكبر أعيادهم، علماً أن الروس يسمون الحرب العالمية الثانية الحرب الوطنية العظمى….
أوروبا لا تحتفل بتلك المناسبة لأنها هي كلها من هزمت في هذه الحرب ضد الروس، وليست ألمانية النازية وإيطاليا الفاشية فحسب….
عندما بدأ الألمان باجتياح الاتحاد السوفييتي في حزيران عام 1941، كان في عديد قواتهم قوات من اسبانيا وفرنسا وإيطاليا ورومانيا وتشيكوسلوفاكيا والمجر وفنلندا والنمسا والدنمارك وهولندا وكرواتيا وبواونيا وبلجبكا وسويسرا والبانيا….
من اقتحم قلعة بريست على الحدود الغربية كانت القوات النمساوية، ومن هاجم سيفاستوبل كانت القوات الإيطالية والروماتية، البانيا ارسلت كتائب كانت غاية في الوحشية لقبها (اسكندر بيه )، شكل التشيك نصف عديد سائقي الدبابات الالمانية، القوات المجرية أظهرت وحشية لامثيل لها عند حدود سانت بطرسبورغ (لينينغراد) سابقاً، المجريون لم يكونوا يأخذون أي اسرى، الوحشية ذاتها أظهرتها قوات (اس اس نورد لاند) الهولندية في ضاحية رجيف بالقرب من موسكو، الوحشية ذاتها أظهرتها القوات الأخرى من بقية الدول، بل كانوا أشد وحشية من النازيين الألمان انفسهم،، وصل عديد القوات الفرنسية إلى 60 ألف، وحملت تسمية كتائب (اس اس شارلمان)، كان هناك كتائب سويسرية وبولونية متخصصة بالاعدام، لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل كان هناك قوات من لاتفيا وليتوانيا واستونيا، وصل عديد الاوكرانيين الذين حاربوا في صفوف النازيين إلى 250 ألف… بعد الحرب كان في قبضة الروس مليوناً ونصف من الأسرى الأوروبيون من غير الالمان، هذا عدا عن الذين قتلوا أو جرحوا أو هربوا…..وهؤلاء الأسرى كانوا من أكثر من 20 دولة اوروبية، وكلها منضوية الآن في حلف الناتو….
نعم لايحتفل الأوروبيون بيوم النصر على النازية والفاشية، لانه هو في الحقيقة يوم هزيمتهم الساحقة أمام الروس ….
يعيش العالم مخاضاً رهيباً، و في خضم هذا المخاض ماتت إليزابيث، و الخليفة لن يكون تشارلز قولاً واحداً و إن تم تنصيبه ملكاً……ما معنى أن تعلن دول كالبرازيل و لبنان و سلطنة عمان الحداد؟ أين موقع قادة هذه الدول في تلك التركيبة؟ هنري كيسنجر عجوز جداً حتى يكون الخليفة، هل تتجه تلك التركيبة للتضحية بدول البر الأوروبي حتى يبقى سادة التركيبة سادة العالم؟…. ليس ذلك بغريب عليهم، فقد فعلوها مرتين، في الحربين العالميتين الاولى و الثانية…..
هل تعتقدون أن فيلم جون ويك بأجزائه الثلاثة كان مجرد فيلم؟…..أبولو هو اسم المركبة الفضائية التي أقلت رواد الفضاء إلى القمر كما يزعم الامريكلن بين أعوام 1969-1972 اط، ابولو هو اله الشمس عند الاغريق، هل تعتقدون أن هذا الاسم صدفة؟..
….على فكرة قصة الهبوط على سطح القمر عام 1969، تلك كانت كذبة كبرى، والدليل أنهم ومع التقدم التقني الحالي يفشلون ثلاث مرات في إطلاق مركبة إلى الفضاء فكيف فعلوها عام 1969مع الفارق التقني الهائل؟؟…والدليل أنهم وضعوا برنامجاً لاستكشاف القمر عام 2025 اسموه ارتيميس، وارتيميس هي آلهة الصيد عند الاغريق، وهي ذاتها ديانا عند الرومان، هل يذكركم هذا الاسم بشيء، ونحن عشية موت اليزابيت،؟…والمركبة التي فشلوا حتى تاريخه في إطلاقها اسمها اوريون, وهو اسم اغريقي يرمز الى صياد عظيم،:ترى ماذا يريد هؤلاء أن يصطادوا؟…
انتقلت عبادة ابولو إلى شبه الجزيرة العربية واسموه هبل، ولشدة تعظيم قريش لهبل وضعته في جوف الكعبة، محمد بن عبد الله لم يكن يحارب ابو جهل وأبو سفيان، كان يحارب هبل، ماتت اليزابيث، ترى من هو هبل الجديد….
تقول النظرية أن الديناصورات انقرضت بسبب نيزك ضخم ضرب الأرض قبل 60 مليون عام، البعض يقول انهم انقرضوا لأنهم عجزوا عن القيام بعملية التكاثر بسبب حجمهم الكبير، والبعض يقول أنهم انقرضوا لأن رأسهم صار صغيرا جداً مقارنة بأجسادهم، ألا يذكركم السبب الاخير بأمريكا؟؟…..
(سيرياهوم نيوز3-خاص بالموقع10-9-2022)