غصون سليمان:
يبدو أن الطاقة السلبية باتت عرفاً عند البعض وأصبح التحريض عليها صنعة من لا صنعة له، هي خبايا مدفونة في النفس ترهق صاحبها بقدر ما ترهق مسامع الآخرين وكأن لوحة التشاؤم تمتطي قنطاراً من البدع..
في الحياة العامة ثمة مقاييس مختلفة بأحجام التفكير عند البشر بغض النظر عن حال الظروف وواقعها المأساوي. فمن الطبيعي ألا يدوم الفرح والسرور وراحة البال، ومن الطبيعي أيضاً أن تميل كفة الحزن والوجع والشعور بالألم لأسباب نعرفها جميعاً ولا حاجة لتفنيدها للسوريين فهم أكثر المجتمعات قدرة على فهم المكتوب من عنوانه كما يقال.
وبالتالي لا يمكن للمرء أن يواسي أحداً أو يقدر مشاعره ويبلسم جراحه إلا بالكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة والمحترمة وأن يكون المنطق سيد المقال والحوار.
فاللغة غنية بألوان وأشكال المفردات إذا ما أردت للمعنى والجوهر أن يصل سليماً معافى من التخمين المبتذل، وإن كان يصر البعض وما أكثرهم وأكثرهن على خوض غمار مزارع الفتنة والتشاؤم والبحث في أحاديث وأقاويل تفتقر إلى مقومات صدقها فهي تخرج مقنعة مختلسة كلسعة أفعى إن لم نقل لدغة العقرب المفاجئة.
في إحدى الجلسات الودية في ظاهرها اعترف أحد الأشخاص من متوسطي العمر أنه لا يستطيع النوم ولا يرف له جفن إن لم يقم بالبحث كل يوم عن مؤثرات سلبية تصفع هذا وذاك من اقرب الناس إليه إلى أبعدهم سواء بروايات مختلقة وألفاظ موجعة للطرف الآخر ما يجعله نذير شؤم في حله وترحاله. فكم يجد من اللذة والمتعة وفق ما أفاض به لسانه عندما يزرع الشك في قلب صديقين عزيزين، أو عاشقين يستعدان للزواج، أو جارين يحترمان بعضهما البعض، أو أسرة متآلفة على الخير والمحبة، ناهيك عن نقل الأخبار الكاذبة فيما يخص الشأن العام بحيث يعزف ويلعب على أوتار زيادة الضغط لمساحة المشاعر والعواطف المثقلة بالمتاعب والهموم مستغلاً بساطة البعض من الناس في محيطه الاجتماعي.
هي صفات الشخص القميء ذكراً كان أم أنثى، سلوك يفتقر للإنسانية وحفظ المعروف ومداواة القلوب بالفأل الحسن.
ما أحوجنا إلى لسان يقدر مسافة الأمان بين الكلمة والأخرى بل بين الحرف والنقطة، كم نحتاج لمن يبدعون في تهدئة النفوس والأرواح المضطربة وقت الشدة والمرض والفقر والخوف وغياب الرؤية.
سيرياهوم نيوز 6 – الثورة