يثير ما يحدث على طريق عام حلب – اللاذقية والمعروفة بـ “M4” في جزئه الممتد من سراقب إلى جسر الشغور من استهداف للدورات المشتركة الروسية التركية ولنقطة مراقبة تركية، أكثر من علامة استفهام لا يمكن حل لغزها إلا بعجز النظام التركي ومراوغته في تنفيذ تعهداته التي قطعها أمام الضامن الروسي بفتح الطريق أمام حركة المرور تنفيذاً لـ “اتفاق موسكو” في ٥ آذار الماضي، والذي يعد بمثابة بروتوكول إضافي لـ “اتفاق سوتشي” لعام ٢٠١٨ بين الطرفين.
أمس الجمعة، استهدفت عربة مفخخة نقطة المراقبة التركية غير الشرعية في قرية “سلة الزهور” في ريف إدلب الغربي والواقعة على “M4″، شرقي جسر الشغور ب ٨ كيلو مترات بالقرب من الطريق المؤدي إلى سهل الغاب في محافظة حماة، وهو الاستهداف الأول من نوعه لنقطة مراقبة تركية على الرغم من كثرة عدد النقاط وتوزعها الجغرافي.
مصادر أهلية في “سلة الزهور” أكدت لـ “الوطن” مقتل لا يقل عن ٣ جنود من جيش الاحتلال التركي في نقطة المراقبة، التي تقع في إعدادية القرية على بعد ٢٠٠ متر من الطريق الدولية، ومصرع ٤ مسلحين من ميليشيات “فيلق الشام”، التي تتولى حماية نقاط المراقبة التركية والتابعة لما يسمى “الجبهة الوطنية للتحرير” الممولة من النظام التركي، إضافة إلى جرح لا يقل عن ٢٠ مسلحاً وجندياً لجيش الاحتلال، وذلك خلال تفجير العربة المفخخة والاشتباكات التي تلتها مع مجهولين هاجموا النقطة عدا وقوع قتيلين اثنين و٥ جرحى من ركاب سيارة كانت تمر في الطريق وفي صفوف المدنيين بمحيط النقطة التي تقع في طرف القرية المكتظة بالنازحين.
المصادر ذكرت، أن تعزيزات كبيرة لجيش الاحتلال التركي وصلت إلى نقطة مراقبة “سلة الزهور” من باقي نقاط المراقبة، وخصوصاً الواقعة في جبل الزاوية جنوب “M4″، وأن “فيلق الشام” عمد إلى قطع الطريق الدولي حتى صباح اليوم.
ورجّح مصدر معارض مقرب من “فيلق الشام” لـ “الوطن” وقوف تنظيم “حراس الدين” الإرهابي وحلفائه فيما يسمى غرفة عمليات “فاثبتوا”، التي حلتها “جبهة النصرة” واعتقلت قياديين فيها، وراء عملية تفجير المفخخة بنقطة المراقبة التركية والتي تقع أصلاً في منطقة تتبع لنفوذ التنظيم على أطراف سهل الغاب، حيث اضطر لسحب نقاطه منه وتسليمها للفرع السوري لتنظيم القاعدة الشهر الماضي بدعم وإشراف تركي مباشر.
وحمّل المصدر “حراس الدين” مسؤولية الاستهدافات الثلاثة السابقة للدوريات المشتركة الروسية التركية على “M4″، والتي أدت إلى جرح ٥ جنود روس، وآخرها خلال تسيير الدورية المشتركة الـ ٢٥ في ٢٥ الشهر الجاري.
ورأى أن “كتائب خطاب الشيشاني” مجهولة الهوية، والتي تبنت الاستهدافات، ما هي إلا اسم وهمي على وسائل التواصل الاجتماعي لتنظيم جهادي لا وجود له على أرض الواقع.
خالد زنكلو
سيرياهوم نيوز 5 – الوطن 29/8/2020