يامن الجاجة:
مع تأهل منتخبنا الشاب لكرة القدم إلى النهائيات الآسيوية بعد غياب قرابة العشر سنوات عن هذا المحفل القاري، ومع وجود عدة مؤشرات إيجابية تؤكد أن هذا المنتخب يسير في الطريق الصحيح، ومن الممكن أن يتم بناء مستقبل كرتنا عليه، وفي ظل توافر عدد هائل من المحترفين في الخارج القادرين على تمثيل منتخبنا الوطني الأول بصورة طيبة، يمكن القول إن مصدر القلق الوحيد بين منتخباتنا الكروية الفئوية يتركز في منتخب الناشئين الذي لا يمكن أن تكون الآمال المبنية عليه كبيرة، وذلك عائد لعدة أسباب مع التأكيد على أن تطور منتخب الناشئين أمر وارد، ولكنه يحتاج لوقت طويل حكماً.
في الحقيقة فإن أبرز مشاكل منتخبنا الناشئ تكمن في آلية اختيار لاعبي هذا المنتخب، وعدم وجود دوري منتظم لهذه الفئة، ما يعني أن الاختيار لم يتم عن طريق مشاهدة لاعبي المنتخب ضمن منافسات رسمية، وإنما عبر ترشيحات قد تخضع في كثير من الأحيان للأهواء الشخصية، عدا عن أن غياب المنافسات المحلية لفئة الناشئين يعني افتقار لاعبي هذا المنتخب للعمر التدريبي اللازم الذي يسمح للاعب بالمنافسة على المستوى الدولي، وهذه المسألة لن يستطيع اتحاد كرة القدم معالجتها من دون وجود فترة إعداد طويلة جداً لهذا المنتخب قد تكون مدتها أكثر من عام.
وبالتأكيد فإن العمل الذي قام به اتحاد اللعبة الشعبية الأولى لناحية التعاقد مع مدربين هولنديين مختصين بالعمل مع الفئات العمرية للإشراف على منتخبات تحت الـ١٥ و تحت الـ١٧، و تحت الـ١٩ عام هو أمر مميز، و لكن بصراحة فإن نجاح منتخب الشباب كان له أسباب ومقومات لا تتوفر في منتخب الناشئين ولاسيما في مسألة الاختيار ووجود دوري منتظم.
على ذلك فإن البناء لمستقبل الكرة السورية على منتخب الشباب يبدو منطقياً فيما يمكن القول إن الظروف ظلمت منتخب الناشئين الذي سيحتاج تطوره لسنوات.
سيرياهوم نيوز 6 – الثورة