من كان يصدق أن فيروس الهربس المعدل وراثيا قد يمنح الأمل لمرضى السرطان في التغلب على الأورام الميؤوس من شفائها!
لكن علماء بريطانيون فجروا مفاجأة بالتوصل إلى علاج جديد رائد يمكن أن يقضي على الأورام أو يقلصها في المرضى المصابين بأمراض مميتة.
ووصف العلماء هذا العلاج بـ”المعجزة”، كما اعتبروا بحثهم الجديد الرائد “معجزة حقيقية”.
فقد أجريت الاختبارات في معهد أبحاث السرطان (ICR) في لندن على 39 مريضاً يعانون من سرطانات في نهاية العمر، بالتحديد أورام الجلد والمريء والرأس والعنق.
وتم حقن المرضى بالنوع المضعف من فيروس الهربس البسيط RP2 الذي تم تعديله لقتل الخلايا السرطانية في تجربة مبكرة.
ويتم إعطاء الحقن مباشرة في الورم ومهاجمته بطريقتين، الأولى عن طريق غزو الخلايا وجعلها تنفجر والثانية تقوية جهاز المناعة.
بشكل عام، لاحظ ثلاثة من كل تسعة مرضى عولجوا بـRP2 أن أورامهم تتقلص، كما تحسن سبعة من كل 30 مريضاً تلقوا الدواء والعلاج المناعي nivolumab.
في هذه المجموعة، أربعة من كل تسعة مرضى مصابين بسرطان الجلد الميلانيني، واثنان من كل ثمانية مرضى مصابين بسرطان الجلد العنبي، وواحد من كل ثلاثة مرضى مصابين بسرطان الرأس والعنق شهدوا توقف نمو السرطان أو تقلصه.
ووصف مريض من غرب لندن العقار بأنه “معجزة حقيقية” إذ تمكن من العودة إلى العمل كبناء، بعدما عانى من سرطان الغدد اللعابية لفترات طويلة، وهو حاليا لا يزال خاليًا من السرطان بعد 15 شهرًا.
يعد RP2 الاسم المختصر لفيروس قرحة البرد المعدل وراثيا والمعروف باسم الهربس البسيط، حيث تم إضعافه وتعديله للبحث عن الخلايا السرطانية وتدميرها.
ويعمل الهربس البسيط على التكاثر داخل الخلايا السرطانية ليقوم بتفجيرها من الداخل، بعد حقنه مباشرة في الورم.
كما أنه يحجب البروتين المعروف باسم CTLA-4، الذي يطلق المكابح على جهاز المناعة ويزيد من قدرة الجسم على قتل الخلايا السرطانية من تلقاء نفسه.
في حين أن هناك حاجة إلى دراسات أكبر، يمكن أن يوفر الدواء شريان الحياة لأولئك المصابين بالسرطان في مرحلة متأخرة.
وقال قائد الدراسة البروفيسور كيفين هارينجتون، أستاذ علاجات السرطان البيولوجية في معهد أبحاث السرطان بلندن: “تظهر دراستنا أن فيروسًا معدل وراثيًا يقتل السرطان يمكن أن يوجه ضربة واحدة ويدمر الخلايا السرطانية بشكل مباشر مع استدعاء جهاز المناعة ضدها أيضًا”.
سيرياهوم نيوز 6 – الثورة