| منال محمد يوسف
إنّه القلم ونور عظمته
وذاك الشيء الجميل الذي يسيل من محبرته، يسيل معرفةً وأدباً.
وينهمر من مداد بحره العظيم ومن ذاك الوعاء الذي ينضح بجمال كلّ ما وُضعَ به، ينضحُ من مداد حلمه الممتد الذي لا ينتهي..
وينهمر من جمالية نبعه الرقراق الجميل وتبدو وكأنّها تُمثّل «وجدانيات النون والقلم» وناصيات من سرّ وأسرار التخاطب الجماليّ وبارقة الحلم والتفكّر العقلانيّ المنشود.
وما بين القلم ونون عظمته نرى ذاك المدّ الفعليّ لهذا الأدب والتفكّر الأدبي.
نرى ونقرئ ذاك الشيء الذي يُسمّى بارقة الشيء الموسوعي الذي يرفده القلم ونور التواثب إليه، بالتالي نستقرئ ما يرفد نورانيّة حلمه الموعود، ولحن عزفه المستنير «بنور الأدب» وكلّ ما يتبع إليه.
وكلّ ما يُحاول أن يكتبُ هواجسنا «وهواجس أحلامنا الهائمة في عوالم الأدب» وبالتالي كلّ ما يُحاول أن يُشكّل قوسيّ التعجب الأمثل ولحنه العجائبيّ.
وكلّ ما يكتبُ جماليّة اسمه الصريح والجميل وإن تعالى وصفه الجماليّ ونباهة قوله ووصفه البديع وإن تعالى به سرّ اللغة، سرُّ الإيحاء في بلوغ رسالة القلم وكلّ ما ينطق به ويشكل جماليته وعزفه المأمول رسالة قوله المنطوق وحيث يظهر القلم ونور عظمته وحيث يُستدل على بلوغ «حلم صفاته الوصفيّة» وتُضاءُ قناديله التي لا تبتغي أن تُطفئ حقاً.
وإنما تسعى إلى بلوغ العُلا وتتخذ من «ناصيات القلم» وكلّ ما ينهمر من حيث نبعه الجماليّ الأوّل وما يتشكّل في أحقيّة نطقه السامي ونطقه البلاغيّ الذي يدلّ على مكانة «القلم وسّر عظمته» ويُحادث جوهره الأسمى وعلائم نطوقه الأبقى.
كلّ هذا يجعلنا نستقرئ عن «مكانة القلم ورقي حاله» التي تُشكل نطقه البلاغي المُزدان بتلك الأوزان التي تصدر عنه، وتبدو وكأنّها ذاك المداد الذي يأتي من محبرته الوهّاجة، تبدو وكأنّها تُقال تعجباً في فحواه الجميل وكذلك تُقال تعجباً في نطق بوحه الكلاميّ وكذلك سرّ نطقه التام بوجدانيات حالمة، يحرسها شهد الكلام.
وما بين القلم ونور عظمته قد نرى لغة الحروف التي تُضيء مداها، وكذلك قد تُضيءُ مدّها وجذرها وغادق الشيء وإن أُغدقَ عليه أدباً وحاول أن يُجمّل القلم في حقيقة نطقه المُصاغ بلاغةً وجملاً فعليّة النداء وكذلك يصيغ نور القلم وعذوبة كلامه ويُجمّل مداد التصابي ونور التجلي وسرّ وعده المنطوق بلاغةً وأدباً.
وأن تسامى نطقه الجوهريّ وتسامى نطقه الأدبيّ حتى وإن لاحَ نوره وتصابى اليقين المعرفيّ بذاك القلم وما يُسطّره بين عناوين نطقه ومُقدّمات جماله أي مُقدّمات الشيء الحاضر بفحواه الأدبي الناطق قولاً وثقافةً نورهما الذي لا يخفت، وإذ به يُشبه نور القلم، وسرّه المكنون، يُشبه زهر ودّه الموعود، يشبه الحلم وإن سارَ المرء على ضفافه أي ضفاف الرؤى الحالمة، السائرة في أفق الكلمة نوراً وشيئاً يُشبه إعجاز اللغة إذ تقادم به نور الحلم المعرفيّ وقيل: ويا جمال ما قيل وما نطقت به الأقلام وما نطق به قمر المعارف الذي يُسطّر نور حروفه بين قوسيّ القلم ومداد حلمه المنتظر.
وما نزال نستقرئ بين القلم ونور عظمته ومداد الأفق الساطع في لحظ فكره المتّقد وفاعل جماله الأوثق وفاعل الكلمة وإن بان لحظ نورهما، لحظ حديثه المجتبى في تبيان وعده وضوء قوله المسكوب عطراً وهمساً كلاميّ الدهشة بلاغيّ اللهجة الناطقة أدباً.. والناطق علماً ترتسم ملامحه بين نون القلم وجماله العظيم.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن