كشفت دراسة جديدة نتائجها الواعدة لمرضى الزهايمر، والتي أظهرت كيف يُبطئ عقار تجريبي التدهور العقلي للمصابين الذين يكافحون المراحل الأولى من المرض القاسي.
ويكافح “ليكانيماب” (lecanemab)، الذي يُعطى عن طريق الحقن، تراكم اللويحات السامة في الدماغ، والتي يُعتقد أنها تسبب مرض سرقة الذاكرة.
وتدعي الشركات التي تقف وراء هذا العقار أن نتائجها تثبت النظرية القديمة القائلة بأن تدمير مادة “الأميلويد”، يمكن أن يوقف المرض بشكلٍ فعّال في مساراته.
وأشاد كبار الخبراء بنتائج التجربة، التي شملت 1800 شخص، ووصفوها بأنها “لحظة تاريخية” وأول اختراق “في جيل”. لكنهم أشاروا إلى أنه وقع اختبار “ليكانيماب” فقط على المرضى الذين يعانون من المراحل المبكرة من مرض الزهايمر، وأنه لن يكون “دواء سحريا” لجميع أسباب الخرف.
ويشار إلى أن الدواء، الذي أنشأته شركة Eisai ومقرها طوكيو، والتي دخلت في شراكة مع شركة الأدوية الأميركية Biogen، ما يزال بحاجة إلى مراجعة، لذلك لن يكون متاحاً على الفور.
وقد يستمر مراقبو السلامة في طلب المزيد من البيانات قبل إعطائه الضوء الأخضر للاستخدام واسع النطاق.
ويأتي إعلان اليوم بعد الموافقة الطبية المثيرة للجدل على عقار آخر لألزهايمر مماثل في العام الماضي، وهو Aduhelm، الذي يعالج أيضا تراكم الأميلويد في الدماغ، بناء على قدرته على إزالة البروتين من الدماغ، بدلا من إثبات أنه يمنع المرض من التفاقم.
وحذّر بعض العلماء من الضجة التي اكتسبها دواء Aduhelm، حيث أظهرت الدراسات أنه يحسن القدرة العقلية بنسبة تقل عن 1%. حتى أن هذا العقار الذي يبلغ سعره 28 ألف دولار، ارتبط بالوفيات.
وتأتي النتائج الحديثة من تجربة المرحلة الثالثة من “ليكانيماب” (lecanemab)، الاختبار الثالث والأخير لسلامة الدواء وفعاليته قبل تقديمه إلى المنظمين للنظر فيه.
وقيّمت قدرة الدواء على تقليل التدهور المعرفي والوظيفي بين 1795 مريضاً يعانون من مرض ألزهايمر في مراحله المبكرة.
وأعطي نصف المشاركين 10 ملغ / كغ من الدواء مرتين في الأسبوع. وحصل آخرون على دواء وهمي.
وقام الباحثون بقياس ذاكرة المشاركين وحكمهم ومهاراتهم في حل المشكلات قبل بدء التجربة، ومرة أخرى بعد 18 شهراً من بداية التجارب.
وأظهرت النتائج أن أولئك الذين عولجوا بـ”ليكانيماب” شهدوا انخفاضاً في حالتهم العقلية بنسبة 27% أقل من أولئك الذين عولجوا بالدواء الوهمي.
وأظهرت عمليات المسح أن مجموعة “ليكانيماب” شهدت أيضا تراكما أبطأ لمستويات الأميلويد في الدماغ.
ومع ذلك، تم الكشف عن آثار جانبية كبيرة أيضاً، حيث رصد تورم الدماغ بين 12.5% من مجموعة “ليكانيماب”، مقارنة بـ 1.7% في مجموعة الدواء الوهمي.
سيرياهوم نيوز3 – الميادين