الرئيسية » الزراعة و البيئة » طقوس قطاف الزيتون لدى أهالي اللاذقية بين الماضي والحاضر

طقوس قطاف الزيتون لدى أهالي اللاذقية بين الماضي والحاضر

منال عجيب

مع بدء موسم قطاف الزيتون تتجلى طقوس التعاون والعمل بأجواء من الألفة والمحبة بين أهالي اللاذقية، الذين يجنون محصولهم وسط عادات وتقاليد حافظت على حضورها، رغم ما دخل إلى طريقة القطاف من تقنيات عصرية.

الشاب منهل من قرية سيانو يروي لمراسلة سانا أن المزارعين ينتظرون هطول المطر في بداية موسم القطاف بنهاية شهر أيلول، لأن الامطار في ذلك الوقت تزيد من جودة الزيت في حبات الزيتون، لافتاً إلى أنه بعد انتهاء موسم القطاف يقيم أهل القرية طقسا معروفاً باسم “عيد الشكر” يوزعون فيه الطعام المطبوخ باستخدام الزيت البكر المنتج حديثاً وفق تعبيره.

المزارع حسن برهوم من قرية ديروتان يقول: “أهالي القرية قديما كانوا يجتمعون عند المختار للاتفاق على موعد قطاف الزيتون، وكانت العائلة تتعاون مع بعضها ومع الجيران ولا تحتاج إلى الاستعانة بعمال كحالنا اليوم، وكان السائد حينها أن الجار يعين جاره أثناء وبعد الانتهاء من القطاف”.

ويصف مختار قرية بيت عانا حسام صقور مشهد مشاركة جميع أفراد العائلة بإنجاز العمل وكيف تتخلل عملية القطاف تجهيزات وعادات منها مايسمى “الزوادة” وقوامها الطعام البسيط من الخضار والفواكه، إضافة إلى طقوس الغناء الشعبي الممزوجة بالمواويل والعتابا وأهازيج النساء على وقع أصوات سقوط حبات الزيتون الخضراء على البساط المفروش على الأرض أثناء العمل، ما يخلق جوا من البهجة والنشاط يساعد بالحصول على إنتاج جيد خلال وقت أقصر.

وأضاف: “من النساء من يعتلين السلالم لجني الزيتون عبر قطفه حبة حبة، باليد في حين كان الأطفال يقومون بجمع الزيتون الذي يسقط بعيداً وبالمقابل الرجال يقومون بضرب أغصان شجرة الزيتون بما يسمى “النابور” أو هزها حتى تتساقط الثمار مع الحرص على ألا تتأذى الشجرة إلى أن يتم جمع العديد من الأكياس الممتلئة بحبات الزيتون، والتي يحملها الرجال إلى المعصرة للحصول على الزيت النقي”.

وعن الطقوس الخاصة بالطعام في موسم القطاف تقول سلمى محمد من قرية الصنوبر: “بعد عناء يوم شاق يمتد من شروق الشمس حتى الغروب، تقوم إحدى السيدات بإعداد الطعام والشراب على نار من أغصان الزيتون الجافة في موقد مصنوع من حجارة مع الشاي المعد على الحطب”.

المعمر علي حاتم من قرية بلوران يشير إلى أنه قبل وجود المعاصر الحديثة كانت عملية عصر الزيتون تتم على الحجر الذي يدعى “الباطوس”، فيقوم أحدهم بتدوير الحجر طويلاً لهرس الزيتون، ثم يوضع في قماش مصنوع من جلد الماعز، ويتم بعدها وضعه في آلة المكبس ليستخرج منه الزيت، أما في يومنا هذا فأصبح هناك معاصر حديثة ولا حاجة الى كل ذلك العناء.

سيرياهوم نيوز 6 – سانا

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الأرصاد الجوية تحذر من الصقيع وسرعة الرياح الجنوبية الغربية المتوقعة غداً

    حذرت المديرية العامة للأرصاد الجوية من نشاط في سرعة الرياح الجنوبية الغربية غداً مع هبات تتجاوز سرعتها 85 كيلو متراً في الساعة، مثيرة ...