| موفق محمد
علمت «الوطن» أن القيادة السورية ستستقبل خلال الأيام القليلة القادمة وفداً يضم فصائل المقاومة الفلسطينية، بينهم ممثلون عن حركة المقاومة الفلسطينية «حماس»، وتحديداً من الجناح المقاوم وليس الجناح الإخواني، وذلك بعد إصدارها مؤخراً بياناً أكدت فيه «تقديرها لسورية قيادة وشعباً، ولدورها في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة»، وعزمها على بناء وتطوير علاقات راسخة مع سورية.
وتفيد المعلومات بأن ممثلي حركة المقاومة الفلسطينية «حماس» سيزورون سورية بعد إنهاء زيارة يقوم بها وفد من الحركة إلى الجزائر هدفت إلى بحث المصالحة مع حركة التحرير الوطني «فتح» التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، على أن تقتصر العلاقات في المرحلة الحالية وفق مصادر بدمشق، على عودة حماس كفصيل مقاوم حصراً، وضمن وفد يمثل كل الفصائل المقاومة، من دون أن يكون لها أي تمثيل في سورية.
وفي تصريح لـ«الوطن»، أوضح الأمين العام لجبهة النضال الشعبي خالد عبد المجيد، أنه حتى الآن ليس لديه معلومات حول موضوع أن القيادة السورية ستستقبل خلال الأيام القليلة القادمة وفداً يضم فصائل المقاومة الفلسطينية وبينهم ممثلون عن «حماس».
وأشار إلى أن وفداً من «حماس» حالياً في الجزائر وزيارته ستستمر حتى الـ13 من الشهر الجاري، والمعلومات تفيد بأنه بعد انتهاء زيارة وفد الحركة للجزائر سيتم تحديد موعد من قبل دمشق لزيارة ممثلين عن الحركة إلى سورية.
وأضاف: «الأسبوع الماضي اجتمعت الفصائل في بيروت وأبلغونا بأن رئيس وفد «حماس» الذي سيزور سورية هو مسؤول العلاقات العربية – العربية في الحركة خليل الحية»، وتابع: «قالوا إنهم بانتظار تحديد الموعد من الإخوة في سورية».
ولفت عبد المجيد إلى أن معلومات تسربت أول من أمس من قطاع غزة بأن زيارة وفد «حماس» إلى دمشق ستكون بعد انتهاء الحوارات في الجزائر.
وقال: «نحن ننظر إلى إعادة ترميم العلاقة بين «حماس» وسورية على أنها خطوة ضرورية في هذه المرحلة، فيها مصلحة لفلسطين وسورية ودول محور المقاومة، لأن العلاقة التي كانت متوترة ومقطوعة بين سورية و«حماس» كانت إحدى الثغرات في محور المقاومة وخاصة موقف «حماس» السابق من الأحداث في سورية».
وأضاف: ولو أنه لم يصدر شيء رسمي في سورية حتى الآن، لكن سورية باستعدادها لاستقبال «حماس المقاومة»، تؤكد ثبات موقفها من نهج المقاومة ومن فصائل المقاومة وليس من أي تنظيم له أهداف أخرى، ولذلك أكدت «حماس» في بياناتها استعدادها كفصيل فلسطيني في حركة المقاومة، عزمها على بناء وتطوير علاقات راسخة مع سورية.
وتابع: «أعتقد أن السياسة السورية تنبع من رؤية راسخة لطبيعة الصراع مع العدو الصهيوني، وأعتقد أن عودة العلاقة تساهم في تعزيز مواجهة الاحتلال الصهيوني واعتداءاته المتكررة سواء في فلسطين أم سورية».
ومع اندلاع الأزمة في سورية منتصف آذار 2011، وقفت «حماس» إلى جانب الإرهابيين وشكل عناصر منها تنظيم «كتائب أكناف بيت المقدس» الإرهابي في مخيم اليرموك جنوب دمشق، كما نقل التنظيم تجربة الأنفاق في قطاع غزة إلى سورية، وذلك رغم احتضان دمشق لسنوات طويلة قيادات الحركة ودعمها لها في المحافل الدولية العربية والإقليمية والدولية.
وعلى خلفية ذلك انقطعت العلاقة بين دمشق و«حماس»، وغادر في عام 2012 رموز الحركة السياسيون سورية، واتخذوا من تركيا وقطر اللتين دعمتا الإرهاب في سورية مقراً لهم.
تأتي هذه التطورات بعدما أصدرت «حماس» في 16 الشهر الماضي بياناً قالت فيه: إن «سورية احتضنت الشعب الفلسطيني وفصائله المقاومة لعقود من الزمن، ما يستوجب الوقوف معها في ظل ما تتعرض له من عدوان غاشم»، معربة عن «تقديرها لسورية قيادة وشعباً، ولدورها في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة».
وأوضحت الحركة في البيان، «أنها تتطلع لاستعادة سورية دورها ومكانتها في الأمتين العربية والإسلامية، وتدعم كل الجهود من أجل استقرارها وازدهارها وتقدمها»، مؤكدة رفضها لأي مساس بوحدة سورية، مشيرة إلى أنها «ستمضي في بناء وتطوير علاقات راسخة مع سورية».
سيرياهوم نيوز3 – الوطن