تتصدر محافظة درعا إنتاج البندورة في سورية إذ توفر نصف احتياجات سورية من هذا المحصول فضلا عن كونها الأكثر رغبة لدى معامل الكونسروة التي تنتج معجون البندورة وغيره من المنتجات التي تغطي السوق المحلية وبعض الأسواق العربية والاوروبية وفق مديرية الزراعة.
وقال مدير الزراعة المهندس عبد الفتاح الرحال في تصريح لنشرة سانا الاقتصادية: تمتاز البندورة بمنطقة حوران بالطعم والنكهة المميزة والإنتاج الوفير من العصير مبينا أن المساحة المزروعة تبلغ 3900 هكتار بينما تصل تقديرات الإنتاج إلى نحو 480 ألف طن.
ولفت الرحال إلى أن المزارع في درعا أصبح خبيرا باحتياجات محصول البندورة اذ تمكن من المواءمة بين الظروف الجوية واحتياجات التربة فضلا عن الخدمات المقدمة للنبات وهذا ساهم بارتفاع إنتاجية الدونم الواحد مشيرا إلى أن إنتاج المحافظة يغطي نسبة 70 إلى 80 بالمئة من احتياجات معامل الكونسروة في كل المحافظات.
من جهته أوضح المهندس بسام الحشيش معاون مدير الزراعة أن محافظة درعا تشكل الحديقة الخلفية لدمشق في إنتاج الخضراوات ولاسيما البندورة التي تعتبر زراعة أساسية في درعا مبينا أن المزارعين حافظوا على الإنتاجية العالية لمحصول البندورة نتيجة استخدامهم الأساليب الحديثة بالرغم من ارتفاع تكاليف الإنتاج وغلاء مستلزمات الزراعة الأساسية.
ولفت الحشيش إلى أن المديرية تقوم بالتعاون مع الجهات المعنية بتأمين مستلزمات الإنتاج للمزارعين كالسماد عن طريق فروع المصارف الزراعية والمحروقات لري المحصول حيث التوجه الحكومي بضرورة تكامل العمل الزراعي والصناعي وإقامة منشآت لصناعة الكونسروة تستوعب فائض إنتاج البندورة لتصنيع معجون البندورة بمواصفات قياسية.
وأشار المهندس عبد الرحمن الحريري صاحب أحد معامل الكونسروة إلى أن الطاقة الإنتاجية اليومية لمعمله تبلغ 300 طن من البندورة يؤمن نحو 40 إلى 50 بالمئة من احتياجات المعمل من أرضهم ويتم شراء باقي الاحتياجات من المزارعين في المناطق المجاورة مبينا أن معمله ينتج معجون البندورة المطابق للمواصفات القياسية السورية كما يمتلك تقنية حديثة لإنتاج معجون البندورة بمواصفات تصديرية حيث تعتبر المحافظة رائدة في زراعة وصناعة محصول البندورة بأفضل الأصناف الإنتاجية العالية والمواصفات الصناعية الممتازة.
من جهته أوضح محمد الحريري أحد القائمين على المعمل أن المعمل يبدأ عملية الإنتاج في شهر تموز وينتهي في منتصف تشرين الثاني ويعمل فيه نحو 50 عاملا مقسمين على ورديتين مدة الوردية 12 ساعة تنخفض إلى 8 ساعات بعد انتهاء موسم البندورة لافتا إلى استمرار العمل والإنتاج دون توقف خلال سنوات الأزمة بالرغم من وجود بعض الصعوبات التي تعترض العملية الإنتاجية كنقص المحروقات وصعوبة تأمين المواصلات.
وبين رئيس دائرة زراعة ازرع المهندس عاهد الزعبي أن عدد المنشآت المتخصصة بصناعة معجون البندورة في منطقة عمله يبلغ 5 منشآت موزعة على مدينة ازرع 3 ومنشاة في كل من نامر والحراك تبلغ طاقتها الإنتاجية بين 250 و300 طن يوميا من البندورة مشيرا إلى أن المساحة المزروعة بالبندورة في منطقة ازرع بلغت 8 آلاف دونم وانخفض إنتاج الدونم الواحد إلى ما بين 8 و10 أطنان بسبب غلاء مستلزمات العمل الزراعي من أسمدة وشتول ومبيدات.
وذكر مدير الصناعة المهندس عبد الوحيد العوض أن عدد معامل الكونسروة العاملة في درعا بلغ حتى نهاية شهر آب 22 معملا بطاقة إنتاجية تتراوح بين 50 و 250 طنا يوميا من حبات البندورة للمعمل الواحد بينما بلغت الكميات المنتجة من بداية الموسم نحو 35 ألف طن من معجون البندورة مبينا أن المديرية تعمل على تأمين حاجة المنشآت من مستلزمات الإنتاج ولا سيما الفيول والمازوت وبالكميات اللازمة لاستمرار عملها الذي يبدأ من شهر آب ويستمر لغاية شهر تشرين الثاني.
ويوفر موسم زراعة وجني محصول البندورة فرص عمل عديدة للعائلات في المحافظة ومن المحافظات المجاورة سواء في الأرض أو المعمل أو نقل المحصول حيث لفت المزارع أحمد الحريري إلى أن الإنتاج جيد ويتم توريد قسم كبير منه إلى دمشق مطالبا بتقديم مزيد من الدعم للفلاحين وخاصة في مجال المحروقات بينما بين نواف النعمات صاحب سيارة أن عمله ينحصر في إيصال البندورة إلى سوق الهال بدمشق خلال فترة جني المحصول في حين قالت أمينة علي من ريف دمشق إنها تعمل مع أفراد أسرتها في قطاف محصول البندورة بريف درعا ما يوفر مصدر دخل إضافيا للعائلة.
لما المسالمة وقاسم المقداد
سيرياهوم نيوز-سانا