بينما كثف الجيش العربي السوري من قصفه المدفعي، أمس، على مواقع التنظيمات الإرهابية في منطقة «خفض التصعيد» شمال غرب البلاد، وكبد تنظيم داعش الإرهابي في بادية دير الزور الشرقية، خسائر كبيرة، بدأت ما تسمى «هيئة تحرير الشام»، الواجهة الحالية لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي، بسحب تدريجي لأرتالها العسكرية من منطقة عفرين شمال حلب، التي سيطر عليها بشكل كامل إثر اجتياحه مدينة عفرين في 13 الجاري وطرده ميليشيات «الفيلق الثالث»، الموالية للنظام التركي، منها، قبل أن يتدخل الأخير لضبط الوضع الميداني المتدهور في أهم المناطق التي احتلها شمال سورية.
وفي التفاصيل، فقد أكد مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن الجيش استهدف أمس برمايات من مدفعيته الثقيلة مواقع لـ«لنصرة» وحلفائه في محيط معربليت والفطيرة وسفوهن وفليفل بجبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي.
وأوضح أن الجيش رد بذلك على خرق الإرهابيين لاتفاق وقف إطلاق النار بمنطقة «خفض التصعيد»، باعتداء مجموعات إرهابية مما تسمى غرفة عمليات «الفتح المبين»، بقذائف صاروخية على نقاط عسكرية بريف إدلب الجنوبي.
في الأثناء وصفت مصادر معارضة مقربة من ميليشيات أردوغان الانسحاب التدريجي لـ«النصرة» من عفرين، والذي جاء على خلفية اجتماع رعته الاستخبارات التركية في معبر باب الهوى، وأفضى إلى دخول ميليشيات «حركة ثائرون» لتحل محل «النصرة»- الفرع السوري لتنظيم «القاعدة» كقوة فصل عسكرية، بأنه عبارة عن مسرحية مفضوحة ومكشوفة، ويستهدف إبقاء هيمنة «النصرة» على عفرين.
وأكدت المصادر لـ«الوطن» أن انسحاب «النصرة» من بعض المواقع في عفرين إنما هو انسحاب صوري لا يتعدى سحب بعض الأرتال العسكرية أمام عدسات وسائل الإعلام إلى إدلب من دون تقليص وجوده الفعلي في المنطقة، والذي تحكمه بقبضة أمنية عبر ما يسمى «جهاز الأمن العام»، الذي يسيطر على الحواجز داخل مدينة عفرين وعلى جميع المؤسسات.
وأشارت المصادر إلى أن أمن «النصرة» لم يسلّم أي من حواجز عفرين إلى «الفيلق الثالث، الذي لم يسمح له بالعودة إلى نقاطه السابقة بموجب اتفاق يوم الجمعة الماضية بين الفريقين المتحاربين، والذي انهار أول من أمس بسيطرة الفرع السوري لتنظيم القاعدة على بلدتي قطمة وكفر جنة، حيث تشكل الأخيرة خط الدفاع الأول عن مدينة إعزاز من جهة الغرب».
وبينت أن المدرعات التركية، التي خرجت من قاعدة الاحتلال التركي العسكرية في كفر جنة وانتشرت في محيطها وعلى الطريق الذي يصل إعزاز بعفرين، عادت أمس إلى قاعدتها بعد انتشار مسلحي «حركة ثائرون» كطرف «محايد» لفض النزاع في المنطقة.
المصادر لفتت إلى أن ما يجري ترتيبه ميدانياً من طرف أنقرة في عفرين، عبارة عن محاولة لإعطاء فرصة للفرع السوري لتنظيم القاعدة كي يلتقط أنفاسه للتوجه إلى منطقة العمليات التي تسميها «درع الفرات» بريف حلب الشمالي الشرقي، ولتهدئة الشارع في مدن وبلدات هذا الريف، والذي خرج في تظاهرات رافضة لدخول «النصرة» إليها.
وشددت على أن هدف «النصرة» النهائي والمعلن عنه، وبموافقة وتخطيط من نظام أردوغان، هو فرض إدارة موحدة لإدارة الشمال السوري المحتل عسكرياً وإدارياً واقتصادياً بزعامة «النصرة»، بعد إخفاق ميليشيات أردوغان في إدارة تلك المناطق وإعطاء صورة سلبية عنها وعن نظام أردوغان خارجياً، بسبب التعديات الكثيرة بحق السكان ومواصلة تناحرها على المال والسلطة والنفوذ.
وفي البادية الشرقية، خاضت وحدات الجيش أمس اشتباكات ضارية مع خلايا من تنظيم داعش الإرهابي في بادية دير الزور الشرقية، ما أسفر عن مقتل العديد من الدواعش وإصابة آخرين وفرار الناجين من نيران الجيش باتجاه عمق البادية، وفق قول مصدر ميداني لـ«الوطن».
وأوضح المصدر أن الجيش يركز عملياته البرية في تمشيط سلسلة الجبال التدمرية، من خلايا تنظيم داعش الإرهابي، لافتاً إلى أن التنظيم الإرهابي، تكبد خلال الأيام القليلة الماضية خسائر فادحة بالأفراد، في منطقة جبل العمور.
سيرياهوم نيوز 6 – الوطن