الكرملين يقول إن مبادرة إنشاء مركز غاز في تركيا تصب في مصلحة موسكو وأنقرة، ويؤكد أنّ ترشح بوريس جونسون، لمنصب رئيس مجلس الوزراء البريطاني شأن داخلي لا علاقة لموسكو به.
أعلن المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، اليوم الجمعة، أنّ مبادرة إنشاء مركز غاز في تركيا تصب في مصلحة موسكو وأنقرة، وما من تفاصيل حتى الآن، وقد صدرت تعليمات للتشاور”.
وقال بيسكوف، للصحافيين، “حتى الآن، ليس هناك تفاهم (كيف ولمن سيوفر الغاز من المركز التركي)”، مؤكداً أنّه “جرى دعم الفكرة نفسها من قبل الرئيس التركي في لقاء أستانا”.
وأضاف بيسكوف: “وجّه الرئيسان ببدء المفاوضات والمشاورات على الفور مع الإدارات المعنية في البلدين”، لافتاً إلى أنّ “هذه المبادرة، في الواقع هي في مصلحة كل من موسكو وأنقرة، لذلك سيجري الآن تحديد جميع الفروق الدقيقة”.
وتابع: “التيار التركي في حالة جيدة وبحمولة كاملة”، مشيراً إلى أنّه “بالنسبة إلى إنشاء مركز، فهناك عدد من الأمور الدقيقة التي يجب مناقشتها، فبطبيعة الحال، يجب أن يكون هناك بائعون، ونقل، ومشترون، وما إلى ذلك، وكل هذا لم يُحدد بعد”.
الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان أكد، اليوم الجمعة، أنّ أوروبا تفكر في خيارات الإمداد (الغاز)، في حال أصبحت تركيا مركزاً لتوزيع الغاز.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة “غازبروم” الروسية، أليكسي ميللر، يوم الاثنين، “سيكون من الممكن إعادة توجيه جميع إمدادات الغاز المتوقفة في السيل الشمالي بسبب تعطله، عبر مركز الغاز التركي”.
فيما أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في 13 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، أنّ الاتصالات بين روسيا وتركيا تحقق نتائج جيدة، إذ تنفّذ الاتفاقيات جميعاً التي جرى التوصل إليها خلال زيارة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لسوتشي في آب/أغسطس الماضي.
وفي 12 تشرين الأول/أكتوبر، أعلن نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكسندر نوفاك، أنّ من الممكن أن تصبح تركيا مركزاً لتصدير مصادر الطاقة الروسية، بما في ذلك إلى أوروبا، مشيراً إلى أنّ إمكانيات نقل الغاز عبرها واعدة جداً.
وكان بوتين، قد أعلن في وقت سابق، أن روسيا قد تنقل ترانزيت الغاز من “التياريين الشماليين” إلى منطقة البحر الأسود وتركيا.
بشأن تخريب خطوط “نورد ستريم”: اصطدمنا بجدار لدى محاولة إشراكنا في التحقيق.
وفي سياق متصل، قال بيسكوف إنّ موسكو تعمل عبر القنوات الدبلوماسية من أجل إشراكها في التحقيق في أعمال التخريب التي تعرّضت لها خطوط ” التيار الشمالي”.
وقال بيسكوف: “نعمل من خلال القنوات الدبلوماسية، وهي جارية على نحو مكثف مع البلدان المذكورة، ولكنها تصطدم حتى الآن بجدار من عدم الرغبة في التفاعل بطريقة ما، وعدم الرغبة في الوصول إلى الحقيقة، بشكل مشترك”.
وأشار بيسكوف، في وقت سابق، إلى أن مشاركة روسيا في التحقيق بحوادث التيار الشمالي، حتمية وإلزامية.
السفارة الروسية في ستوكهولم أكدت، سابقاً، أنّ رئيس مجلس الوزراء الروسي، ميخائيل ميشوستين، لم يتلقَّ أيّ رد على الطلب الذي وجهه إلى نظيرته السويدية، ماغدالينا أندرسون، بشأن مشاركة موسكو في التحقيق في تخريب أنابيب “التيار الشمالي”.
وأعلنت الشركة المشغلة لخط أنابيب الغاز “التيار الشمالي 2″، في وقت سابق، عن وقوع حادث في خط الأنابيب في مياه الدنمارك، قرب جزيرة بورنهولم، مشيرةً إلى أنّها أنشأت منطقة آمنة حول مكان الحادث بمساحة يبلغ نصف قطرها 5 أميال بحرية.
وأكدت شركة “نورد ستريم أي جي”، مشغل خط الغاز “التيار الشمالي”، استحالة تحديد موعد لإصلاح الخط، واستئناف عمله.
وذكرت شركة “غازبروم” في الـ 3 من تشرين الأول/أكتوبر، أن الضغط في خطوط أنابيب غاز “نورد ستريم” و”نورد ستريم 2″ قد استقر، وأن تسرب الغاز قد توقّف.
وبادر مكتب المدعي العام لدولة روسيا الاتحادية، عقب الأضرار التي لحقت بأنابيب الغاز، إلى رفع دعوى لفتح تحقيق في الحادث، فيما أعلن وزير الخارجية الدنماركي داني جيبي كوفود، عزم بلاده على رفض مشاركة روسيا في التحقيق.
عودة بوريس جونسون لرئاسة الوزراء: لا نتدخل في شؤون الدول الأخرى
وبشأن ترشح بوريس جونسون، لمنصب رئيس مجلس الوزراء البريطاني، علّق المتحدث باسم الرئاسة الروسية بالقول إنّ روسيا لا تتدخل في شؤون الدول الأخرى.
وقال: “هذا ليس شأننا، هذا شأن بريطانيا الداخلي”، مضيفاً: “نحن لا نتدخل عادة في شؤون الآخرين، على عكس الدول الأخرى”.
وتابع: “لا يمكن للمرء الآن بالطبع، أن يتوقع أي نوع من البصيرة أو من الحكمة السياسية من أحد في الغرب الجماعي، بما في ذلك بريطانيا”، حيث لا يختار الناس الرئيس الفعلي للسلطة التنفيذية، لكنه يظهر نتيجة نوع من التقلبات في الحزب. ومرة أخرى، هذه مسألة داخلية في بريطانيا”.
وتأتي هذه التصريحات على خلفية إعلان رئيسة الحكومة البريطانية، ليز تراس، استقالتها، يوم أمس الخميس، من منصبها كزعيمة لحزب المحافظين ورئيسة لمجلس الوزراء.
ومن المقرر أن تجري خلال أسبوع انتخابات في حزب المحافظين لاختيار خلفٍ لتراس، تزامناً مع توقعات باختيار بوريس جونسون، مجدداً لهذا المنصب.
توقيف نجل رئيس إقليم كراسنويارسك في إيطاليا
وفي سياق آخر، أكد بيسكوف أنّ الدبلوماسيين الروس سيشاركون في حماية مصالح نجل رئيس إقليم كراسنويارسك ألكسندر أوس، الذي احتجز في إيطاليا، مضيفاً أنّه “بالطبع، ستشارك بعثاتنا الدبلوماسية في حماية مصالح المواطن الروسي، وأنّ هذه الممارسة إلزامية، وسيجري عمل كل ما هو ممكن”.
وقال: “ليس من الممكن حتى الآن، تحديد إجراءات محددة، لكن البعثات الدبلوماسية الروسية ستفعل كل ما في وسعها”.
سيرياهوم نيوز 1-الميادين