أكدت إيران، أمس الثلاثاء، أنها باتت أقوى من أي وقتٍ مضى، وأن هناك العديد من مراكز القوة خارج العالم الغربي، وأن عهد النظرة الأحادية قد ولى، وفصلاً جديداً من العالم بدأ، مشيرة إلى أنها بدأت الاستعداد لإنشاء مفاعلات نووية محلية.
ونقلت وكالة «إرنا» عن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لدى استقباله جمعاً من كبار مديري وسائل الإعلام الدولية للدول الأعضاء في منظمة وكالات أنباء آسيا والمحيط الهادئ «أوانا» إنه على وسائل الإعلام أن تحافظ على استقلال وحرية الشعوب أمام الهجمات، كواجب مهم لها.
وقال: «نشهد حالياً الهجوم على ثقافة الشعوب وخاصة الشعوب المستقلة، إذ يريد الأعداء تجريد الدول من هويتها كي لا تبقى دولة مستقلة في العالم وفي المنطقة».
وشدد رئيسي على أن الإرهاب الثقافي يتجاهل الحقائق ويسعى وراء طمسها أو إخفائها من خلال الكذب وعرض حقائق لها قيمة قليلة بهدف التستر على الحقائق الرئيسية، مؤكداً أن وسائل الإعلام تتحمل مسؤولية كبيرة في الحفاظ على الهوية الحضارية لشعوب آسيا والمحيط الهادئ.
وتابع: «إن عهد النظرة الأحادية قد ولى وفصلاً جديداً من العالم بدأ وهناك قوى جديدة بدأت تظهر في العالم يجب الاهتمام بها»، معتبراً «آسيا والمحيط الهادئ من القوى الناشئة التي يعيش نصف عدد سكان العالم فيها، كما أنها تتمتع بمصادر غنية»، ومؤكداً أن منظمات إقليمية بما فيها «شانغهاي» و«أوراسيا» منحت قوة للمنطقة، كما أن التعاون فيما بين دول هذه المنطقة أعطاها قوة مضاعفة، مشدداً على أن القوى الغربية والولايات المتحدة الأميركية في التراجع شاءت أم أبت.
وأشار رئيسي إلى أن أميركا انتهكت خطة العمل المشترك الشاملة لـ«الاتفاق النووي»، كما أن أوروبا لم تلتزم بتعهداتها، موضحاً أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أعلنت 15 مرة بشكل رسمي أن نشاط إيران النووي لم يخرج عن مساره، كما إن إيران طرحت مطالبها خلال المفاوضات بشكل منطقي وأن على أميركا أن تقرر، إلا أنها تماطل.
وقال: «إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية باتت أقوى من أي زمن مضى ولها ثقلها في المنطقة وقررت أن تستخدم اقتدارها في المنطقة خدمة للأحرار ومظلومي العالم».
وتستضيف وكالة «إرنا» اجتماع منظمة وكالات أنباء آسيا والمحيط الهادئ «أوانا» الذي يشارك فيه 60 من رؤساء ومديري ورؤساء تحرير وسائل الإعلام في 35 دولة.
وسيتم نقل الرئاسة الدورية للمنظمة من وكالة أنباء «يونهاب» الكورية الجنوبية إلى وكالة «إرنا».
من جهة ثانية أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي أمس أن بلاده بدأت الاستعداد لإنشاء مفاعلات نووية محلية.
ونقلت وكالة «مهر» عن إسلامي قوله: «بدأنا الاستعداد لتصميم وصناعة المفاعلات النووية محلياً (…) واتهام الطرف الآخر إيانا يهدف إلى منعنا من التطور في المجال النووي».
وأشار رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية إلى أن بلاده تعتزم أن تصبح مركزاً لصناعة المفاعلات النووية على مستوى العالم.
في غضون ذلك أكد السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة أمير سعيد أيرواني، أن المزاعم بشأن بيع طائرات مسيّرة إيرانية إلى روسيا لا أساس لها، ويصف تحقيق الأمم المتحدة في هذا الشأن بأنه غير قانوني.
ونقلت قناة «الميادين» عن أيرواني قوله في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: «نرفض بشدة المزاعم التي لا أساس لها من الدول الأوروبية الثلاث والولايات المتحدة حول بيع إيران طائرات مسيرة لروسيا».
وأضاف: إن «تحقيق الأمم المتحدة في إطار القرار 2231 الخاص بالبرنامج النووي الإيراني غير قانوني ويجب ألا تعمل هذه المنظمة وفق رغبات الدول الغربية».
وأشار إلى أن الدول الغربية تحاول الربط بشكل خاطئ بين قرار مجلس الأمن رقم 2231 واستخدام الطائرات من دون طيار في حرب أوكرانيا، وذلك بناءً على تفسيرات خاطئة ومضللة.
وشدد أيرواني على أن القرار 2231 لمجلس الأمن الدولي لا يحظر تصدير الأسلحة ولا يمنح الأمانة العامة للأمم المتحدة التفويض والقدرة على إجراء تحقيقات.
وتابع: «من المفارقات أن الولايات المتحدة الأميركية والترويكا الأوروبية، في رسائلها إلى الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن تتهم إيران بانتهاك بند محدد من قرار مجلس الأمن 2231، بينما هم أنفسهم مستمرون في انتهاك صارخ لجميع الالتزامات القانونية بموجب القرار نفسه، ومن الأمثلة الواضحة على هذا الانتهاك، الانسحاب غير القانوني للولايات المتحدة من الاتفاق النووي، واستمرار الانتهاك للالتزام في الوقت الحاضر كوسيلة ضغط من أجل المساومة».
سيرياهوم نيوز3 – الوطن