| حسين فحص
بدأ العد التنازلي لبطولة كأس العالم (قطر 2022)، في وقتٍ يضع مدربو المنتخبات لمساتهم على قائمة الأسماء. ورغم اقتراب موعد قص شريط الانطلاق، لن تكون تلك اللمسات «نهائية» نظراً إلى معدل الإصابات المرتفع. تشهد البطولة غياب العديد من اللاعبين نتيجة تكدّس المباريات، ما يُعيد فتح الجدال حول مدى صحة توقيت «المونديال» الشتوي.
وتعرّض الفرنسي رافاييل فاران لإصابةٍ أمام تشيلسي في الجولة الثانية عشرة من الدوري الإنكليزي الممتاز. غادر مدافع مانشستر يونايتد الملعب وهو يبكي، ما جعل الصحف الرياضية ترجِّح غيابه عن نهائيات كأس العالم. في هذا الصدد، أكدت صحيفة «ليكيب» الفرنسية غياب فاران لمدة تصل إلى ثلاثة أسابيع بسبب الإصابة في أوتار الركبة قبل نحو شهر واحد من نهائيات كأس العالم التي تستضيفها قطر بدءاً من 20 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل. وأكدت إذاعة «مونت كارلو» الفرنسية أن حالة الصراخ التي ظهر عليها اللاعب بعد إصابته غير مطمئنة، خصوصاً أنه تعرض لانتكاسة من قبل في الكاحل خلال الشهر الجاري أمام مانشستر سيتي.
لم تُحدد بعد إذا كانت الإصابة ستؤثر في مشاركة فاران مع منتخب بلاده في كأس العالم، وفي حال تأكد غياب قائد الخط الخلفي، سوف تزيد معاناة فرنسا بعد غياب نغولو كانتي أيضاً، الذي خضع لعملية جراحية في أوتار الركبة.
أُصيب اللاعبان في وقتٍ تزدحم به الروزنامة الكروية بالمباريات قبيل بدء أول كأس عالم في الشتاء. خسارة كبيرة لمنتخب «الديكة» قد تقلل من حظوظه في الحفاظ على اللقب، وما هو أكيد، زيادة الانتقادات من مختلف الجهات حول توقيت المونديال.
اعترف ليونيل ميسي أنه أصبح «أكثر خوفاً» بعد رؤية ديبالا ودي ماريا يتعرضان للإصابة
تُعد إقامة كأس العالم في الصيف من الأعراف المتفق عليها بين الأوساط الكروية. أمرٌ تغيّر خلال النسخة المرتقبة، بعد أن قرّر الاتحاد الدولي لكرة القدم إطلاق مونديال 2022 في فصل الشتاء على خلفية الطقس الحار في قطر. أثار الموعد «الجديد» غضب وانتقاد القيّمين على البطولات الكروية المختلفة، حيث وجدت الاتحادات نفسها مجبرةً على إجراء تعديلات في جداولها لضمان عدم التعارض بين المسابقات. سوف يُقام المونديال القطري في منتصف الاستحقاقات المحلية للأندية، ما جعل هذه الأخيرة تسارع الزمن وتلعب مباراتين أو ثلاثاً في كل أسبوع.
بالإضافة إلى المسابقات المحلية، تظهر مباريات بطولات أوروبا أيضاً في الفترة التي تسبق كأس العالم. أمرٌ يزيد الوضع سوءاً ويحتّم مشاركة العديد من اللاعبين رفقة أنديتهم قبل أسبوع واحد من استحقاق قطر.
هكذا، خلق الجدول المزدحم قلقاً عند بعض اللاعبين نظراً إلى إمكانية تفويت كأس العالم بسبب الإصابة أو قلة اللياقة. اعترف قائد الأرجنتين ليونيل ميسي (35 عاماً) في هذا الصدد بأنه أصبح «أكثر خوفاً» بعد رؤية زملائه باولو ديبالا وأنخيل دي ماريا يتعرضان للإصابة خلال الأسابيع الأخيرة. وصرّح ميسي لـ«DirecTV Sports»: «هذه النسخة من كأس العالم مختلفة. يتم لعبها في وقتٍ مختلف من العام مقارنةً بالبطولات السابقة، ومن الوشيك أن أي شيء صغير يحدث لك يمكن أن يدفعك للخروج».
على صعيد المدربين، اعترف غراهام بوتر مدرب تشيلسي أن بعض اللاعبين ستكون لديهم مخاوف «لا شعورية» في عقولهم. وقال: «إذا كنا لا نعتقد أنهم بشر ولا نفكر في ذلك على مستوى ما، فأنا أعتقد أننا ساذجون بعض الشيء». وفي اتجاهٍ معاكس، حذّر مدرب مانشستر سيتي بيب غوارديولا لاعبيه خلال مؤتمر صحافي من أنه إذا ركّز أي لاعب على حظوظه الدولية أكثر من المباريات المتبقية للنادي قبل كأس العالم، سيتم إقصاؤه من التشكيلة. وقال غوارديولا إنه سيُسقط من حساباته أي لاعب يشتبه في اعتماده مبدأ «الأمان» أثناء اللعب، مبرراً بقوله: «عندما تكون مركّزاً لن تتعرض للإصابة. عندما تشتت انتباهك ستتعرّض للإصابة، سوف تُصاب عندما لا تكون جاهزاً. من الأفضل اللعب بشكل طبيعي للحفاظ على لياقة اللاعبين لكأس العالم».
يُذكر خوض دي ماريا 125 مباراة مع منتخب الأرجنتين سجّل خلالها 25 هدفاً، ولعب دوراً رئيسياً في نهائي كوبا أميركا 2021 بتسجيله هدف الفوز أمام المنتخب البرازيلي.