عبدالله ابراهيم الشيخ
لعله من نافل الكلام القول أن استهداف قادة أصلاء من المقاومة الفلسطينية في العدوان الأخير على غزّة وبعض المدن الفلسطينية واستباحة الأراضي واعتقال مواطنين تحت أي ذريعة وهدم منازل لفلسطينيين اتهموا زوراً وبهتاناً بما يشتهي العدو ويرغب من تلفيق تهم ماأنزل الله بها من سلطان .. ولعل هذا الاستهداف لم يكن أبداً محض مصادفة ، بل أغلب الظن أنه كان نتيجة طبيعية للجو السائد بين أبناء الوطن والخلط بين مفاهيم هؤلاء وهؤلاء يضاف إليها عوامل أخرى منها ماخلقه بعض ( رجال الدين التجار ) من تأليب هذه الفئة على الفئات الأخرى حتى تحول دعاة الإيمان إلى دعاة حرب وتحارب وقتل وسفك دماء لعل هذه الحال خلقت طبقة جديدة من الذين باعوا أوطانهم وإيمانهم و اشتروا بها ” وطناً ” جديداً بأموال بخسة سرعان ماتنتهي ويلقى بهم خارج “الوطن” . أو أن آخرين لبسوا لبوس مواطنين مسلمين وهم في حقيقتهم ليسوا مسلمين ونجحوا بابتكار أساليب جديدة تمكنهم من الحصول على الثقة المطلوبة على أنهم مسلمين جاؤوا لتعلم أصول الدين فاندسوا في قطاعات الدولة ” كجنود ” أو موظفين في قطاعات أخرى لا بل لعل بعضهم وصل إلى مناصب عليا حساسة في الدولة .. وأصبح لهم مريدين وشكلوا لأنفسهم قاعدة تحت غطاء ” الحفاظ على الإسلام ” وهل هذا “الخجل” و ” الخوف من الله” هو الذي أوصلنا إلى هذه المرحلة …. وبالتالي فإنه من الخطأ الإيمان بأن كل الذين استشهدوا من هؤلاء القادة الفلسطينيين كان استشهادهم محض مصادفة .. في منحى آخر هل يمكن إنكار دور بعض النسوة في ماقد يكون تآمراً على المقاومة الفلسطينية وهو موضوع اعتبره بعض دعاة المسلمين أمراً محرماً شرعاً وإن كان البعض من هؤلاء يحاول استغلاله مداورة لينجر إلى أعمال التحسين وذلك بأسلوب لايخلو من الخبث والدهاء بالإضافة إلى اللجوء إلى المال كعنصر مساعد في التوصل إلى معلومات يحظّر على المواطن العادي التوصل إلى معرفتها وقد يكن مسلمات بعن وطنهن بدريهمات قليلة . أو مدعيات الإسلام وهن في حقيقتهن يهوديات صهيونيات وقد جندن لخدمة الصهيونية لكن بعد خضوعهن جميعاً لدورات دقيقة ومراقبتهن لإطلاق العنان لهن لممارسة مادربن عليه بعد اتقانه .. سيما أن الغاء مادة “الشرف” و “العار” وغير ذلك يجب إلغاءها كلها واشباهها من قواميسهن ” وبالقدر الذي تمارس فيه هذه المرأة أو تلك هذه المهمة الملقاة على عاتقها (جاسوسة) تكون قد قدمت لإسرائيل خدمة كبرى تستحق عليها الكثير وإن كانت لاتطلب الكثير من المال أو ما شابه بل توكل إليهن مهمات أخرى أكثر تعقيداً وفائدة للقطاع الذي اوفدها وكلنا يذكر ذاك الضابط الإسرائيلي الذي ظل لفترات يجوب شوارع بيروت ينام في العراء أو يتدفأ ببقايا أثمال توحي للمواطن اللبناني بأن هذا “الفقير” يستحق المال والطعام وكان يقبل كل مايوهب إليه حتى لاينكشف أمره إلى أن وقع الاجتياح الاسرائيلي لبيروت حيث طلب إليه إنهاء مهمته الجاسوسية … ولعل قصصاً أخرى مشابهة ظلت مخفية أو على الأقل لم نسمع بها حتى بعد فوات الأوان .. وقد تكون “المهمة” منجزة وربما حققت غايتها واخفيت آثارها .
(سيرياهوم نيوز6-خاص بالموقع28-10-2022)