سلمان عيسى
كثيرون امتعضوا من جولة محافظ طرطوس الليلية منذ ايام على افران القطاع العام ومخالفتها بسبب نقص الوزن .. واعتبروا ان هذه الجولة استعراض و تقليد لبعض المحافظين السابقين .. ان كان في طرطوس او غيرها .. في الغالب، اصحاب هذا الرأي هم ممن لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب.. لأنه قبل ايام تفقد المحافظ مخبز الدريكيش، والمصارف المطرية على بعض الطرقات .. وقبلها تفقد سوق الهال،وقبلها كان هناك حملة للنظافة على الكورنيش البحري .. اذا القضية ليست استعراض ولا تقليد انما يمكن ان نعتبرها بداية – قد تكون بطيئة – بعد حوالي ثلاثة اشهر تقريبا لممارسة مهامه في طرطوس .. طبعا كان هناك الكثير من الأنشطة الاخرى كالاجتماعات المتعددة التي تخص معاصر الزيتون والنقل … وباستثناء تزويد معاصر الزيتون بجزء من مخصصاتها من المازوت، فأن وضع النقل مازال سيئا .. ومازال تسويق التفاح والحمضيات من قبل فرع السورية للتجارة في اسوأ حالاته .. ٢٨٠ طنا من التفاح .. وصفرا مكعبا في تسويق الحمضيات، علما ان وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك ومدير عام السورية للتجارة كانا على رأس طاولة الاجتماع النوعي برئاسة رئيس الحكومة في اللاذقية منذ اسابيع قليلة .. وقد وصلتهم التعليمات مباشرة ( دايركت ) دون مراسلات او هواتف .. اذا كانت جولة المحافظ في سوق الهال هي للاطلاع على آلية تسويق هذين المحصولين ( الاستراتيجين ) بالنسبة للمحافظة طبعا، يفترض ان يكون هناك نتائج جيدة وتحسنا ملموسا خاصة لناحية زج السورية للتجارة في تسويق هاتين المادتين باسرع مما هو عليه الآن.. نقول ذلك دون التقليل من اهمية الاطلاع على واقع الرغيف، من ناحية الوزن والنوعية .. لكن ..؟ ماذا لو تفقد صالات السورية للتجارة .. الرز والسكر بالدرجة الاولى .. ثم الزيت النباتي .. سيجد المحافظ في هذه الصالات كميات كبيرة من ( المرطبانات ) على الرفوف على حساب مواد اكثر اهمية واكثر حاجة للأسرة .. سيجد كميات كبيرة من الخل .. المازهر .. والفطر ودبس الرمان .. وبالتأكيد لن يجد المربيات والطون والسردين، ومن يعلم قد يكون هناك بقايا من ( فتاحات الكازوز ) من العقد ( الشبهة ) تحتل اماكن مهمة في هذه الصالات .. سيجد خضار وفاكهة بين علب المحارم واكياس البرغل .. مع زبائن يفتشون عن خضار طازجة وسليمة .. اي بدون تلف .. وطبعا باسعار تشجيعية ..؟ ليس هذا تأليبا على جهة ما .. بل ان كل قطاعات العمل في هذه المحافظة تحتاج الى وقفات متعددة .. الصرف الصحي مثلا .. ومحطات المعالجة التي تئن منذ اعوام .. اذا كانت جولات المحافظ على الافران هي لتصويب عملها .. فإن جولاته الى بعض الافران الخاصة قد تفضي الى تهذيب وتربية غالبية اصحاب هذه الافران .. سيجد نقصا كبيرا في الوزن .. وسيجد خبزاً لا يصلح للاستهلاك الآدمي .. شريطة عدم اعلام مديرية التجارة الداخلية .. لإنها سوف تشغل الواي – فاي، وكل اجهزة الاتصال السرية .. وستكون حينها النتائج اكثر من ممتازة .. ؟!
(سيرياهوم نيوز3-خاص بالموقع29-10-2022)