أطلق رئيس الجمهورية، ميشال عون، مسار التفاوض مع قبرص لمعالجة وضع الحدود البحرية بين البلدين بعد ترسيم الحدود البحرية الجنوبية. وقال، خلال استقباله وفداً قبرصياً، إنّ «الهدف من اللقاء اليوم هو الاتفاق على معالجة الموضوع العالق في رسم الحدود البحرية بعدما انتهينا من رسم الحدود البحرية الجنوبية». واعتبر أنّ «بين لبنان وقبرص، لا حاجة لوجود وسيط لأنّنا بلدان مجاوران وصديقان، وهذا ما يجعل مهمتنا سهلة في إزالة الالتباسات الناشئة». وأعلن نائب رئيس مجلس النّواب، الياس بو صعب، بعد الاجتماع، أنّه لن يتمّ الانتهاء من ملف الترسيم البحري مع قبرص قبل التفاهم مع سوريا، مؤكداً أنّه «لم يحصل سوء تواصل مع سوريا إنّما سوء تفاهم ونوع من العتب يحصل بين الأخوة»، وقال إنّ هذا الموضوع يُحلّ «ولو حصل خطأ في الشكل إلا أنّه لم يحصل من قبلنا»، مشيراً إلى أنّ الاتصال بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس سوريا بشار الأسد «كان إيجابياً جداً». وأوضح بو صعب، بعد زيارة وفد رسمي قبرصي، الرئيس عون في قصر بعبدا، أنّ «الهدف من اجتماع اليوم مع الوفد القبرصي هو مناقشة النّقاط الّتي كانت عالقة بين لبنان وقبرص في موضوع التّرسيم البحري، فقد كان هناك اختلاف في وجهات النّظر في السّابق، وحصلت اتّفاقيّة لكنّها لم تُبرَم». وقال إنّه «بعد التّفاهم في الأمس على النّقطة 23 بالنّسبة للحدود الجنوبيّة، طلب الجانب القبرصي زيارتنا»، لافتًا إلى أنّ «هناك وزارات عدّة معنيّة بالتّرسيم، فعلى سبيل المثال وزارة الأشغال العامة والنقل مسؤولة عن تحديد النّقاط. وبعد اجتماعنا، سيجتمع الوفد القبرصي مع وزير الأشغال العامة في حكومة تصريف الأعمال علي حمية، وسيُعمل على إيجاد حلّ للنّقاط الّتي فيها اختلاف بالآراء». ولفت إلى أنّ «وزارة الطاقة والمياه مسؤولة عن كلّ ما يتعلّق بالبلوكات الاقتصاديّة، لأنّ هناك أمورًا متعلّقة بالحقول المشتركة، بالإضافة إلى التّعاون وتبادل الخبرات»، مشيراً إلى أنّ «التّعاون مع قبرص ليس كالتّعاون مع الدّولة العدوّة، وهذا يسرّع العمل». وأكد بو صعب أنّ «الرّئيس عون كان قد أعطى توجيهاته للإسراع في التّرسيم قدر الإمكان، لذلك كان الاجتماع اليوم لوضع الأمور على السّكة الصّحيحة. والنّقاط الّتي ستظلّ عالقةً، هي الّتي تتعلّق بالتّرسيم شمالاً، لذلك طلبنا التّواصل مع سوريا من جديد»، مشدّداً على «أنّنا لن ننهي الملف مع قبرص إلّا بعد التّفاهم مع سوريا، لأنّ ذلك ما يحصل بين الدّول الصّديقة». من جهته، قال الوفد القبرصي، إنّه «لا توجد مشكلة بين لبنان وقبرص لا يمكن حلّها بسهولة».
(سيرياهوم نيوز6-الاخبار29-10-2022)