| وائل العدس – تصوير طارق السعدوني
تقديراً لإثرائهم الحياة الفكرية والفنية والثقافية، وعرفاناً لهم بالجميل على ما قاموا به من إسهامات تركت بصمات كبيرة عبر أعمالهم الإبداعية المتميزة التي أثرت المشهد الثقافي، كرّمت وزارة الثقافة الفائزين بجائزة الدولة التقديرية لعام 2022 ظهر الخميس الماضي في مبنى الوزارة.
وقد أحدثت هذه الجائزة بموجب المرسوم التشريعي رقم 11 لعام 2012 في مجال الأدب والفنون للمبدعين والمفكرين والفنانين وذلك تقديراً لهم على عطائهم الإبداعي والفكري والفني، وبموجبها حصل كل فائز على مبلغ قدره مليون ليرة سورية وميدالية تذكارية مع براءتها.
وقلدت وزيرة الثقافة د. لبانة مشوّح الميداليات التذكارية للمبدعين، الأديب فرحان بلبل في مجال الآداب، والفنان التشكيلي الدكتور محمد غنوم في مجال الفنون والأستاذ الدكتور فايز الداية في مجال النقد والدراسات والترجمة.
الثقافة السورية
أكدت وزيرة الثقافة في حديثها للصحفيين أن الجائزة مكرمة من السيد الرئيس بشار الأسد في عام 2011 صدر مرسوم بمنح جائزتي الدولة التقديرية والتشريعية للمبدعين من فئتين عمريتين، واليوم منحنا جائزة الدولة التقديرية لثلاثة من مبدعينا في مجال الأدب للدكتور فايز الداية وهو مختص في علم الدلالة وجماليات الأسلوب والفنان فرحان بلبل وهو كاتب ومخرج وناقد مسرحي وممثل في بعض الأحيان له الكثير من الأعمال وبصمته على المسرح السوري والعربي لا يستهان بها، والأستاذ محمد غنوم الفنان التشكيلي المبدع الذي زاوج الفن التشكيلي والتصوير من جهة وبين جماليات الخط العربي من جهة ثانية فجمع بين الأصالة والتجديد.
وتابعت: فخورون جداً بمبدعينا والجائزة كما تفضل الرئيس بشار الأسد عندما منح وسام أمية ذا الرصيعة لسيدة الثقافة الدكتورة نجاح عطار قال «الوسام لا يمنح لوسام» هي فعلاً وسام منح لها الوسام والوسام لا يكبر به صاحبه وإنما يكبر بحامله، واليوم نحن نكبر بحاملي جوائز الدولة التقديرية، نكبر بمبدعينا من كل الفئات الثقافية ونتمنى لهم دوام العطاء والإبداع فالساحة متعطشة لإبداعاتهم والثقافة السورية مستمرة ومعطاءة وولّادة ويجب ألا نتقاعس عن مجالاتنا الإبداعية مهما كانت الظروف.
بلد المواهب
التشكيلي غنوم قال لـ«الوطن»: أعيش اليوم أجمل وأمتع أيام حياتي لأن هذه الجائزة هي الأغلى بالنسبة لي، لأنها تمنح من وطني لأنها تمنح في هذا الوقت بالذات لنثبت للعالم أجمع بأننا لا نقف على الإطلاق ولا نتوقف عن الحضارة مهما كانت الظروف، فنحن صناع جمال في كل زمان ومكان.
وأكد أننا صناع حضارة ونحن الذين أوجدنا الأبجدية الأولى ونشرناها في العالم، وما زلنا نتابع هذه المسيرة والطريق، وأفتخر بأن سورية بلد المواهب والثقافات.
غنوم من مواليد دمشق عام 1949، خريج كلية الفنون الجميلة جامعة دمشق قسم التصميم الداخلي، ويحمل دكتوراه فلسفة في علوم الفن من طشقند الأوزبكستانية عام 1992، وهو عضو المكتب التنفيذي لنقابة الفنون الجميلة حتى عام 2000، والموجه الأول للتربية الفنية في سورية، ويشغل رئيس جمعية أصدقاء الفن في دمشق منذ عام 1996، ومدرس محاضر في كلية الهندسة المعمارية بدمشق، وحاصل على جوائز عديدة أهمها الجائزة الأولى في مهرجان الخط العربي بطهران، والجائزة الأولى للخط والموسيقا في فرنسا.
أفضل تعبير
عبّر الأديب فرحان بلبل عن سعادته الكبيرة وقال: لا يسعني في هذا اليوم إلا أن أذكر قول الشاعر من «يفعل الخير لا يعدم جوازيه لا يذهب العرف بين اللـه والناس»، وأظن أن هذا أفضل تعبير يمكن أن يقال في هذه المناسبة.
وأضاف: كُرّمت في عدد من الدول العربية وكل التكريمات طيبة إلا أن تكريم الإنسان في وطنه أطيب له طعم آخر مختلف.
بلبل ابن مدينة حمص من مواليد عام 1937 تخرج في جامعة دمشق عام 1960 قسم اللغة العربية، وبدأ العمل في المسرح عام 1968، وأصبح عضواً في اتحاد الكتاب العرب عام 1971، وألف العديد من المسرحيات البالغ عددها 37 مسرحية، نشر منها 32، و5 مسرحيات قيد الطباعة، وعمل مدرساً في المعهد العالي للفنون المسرحية لمدة 26 عاماً بقسمي التمثيل والدراسات المسرحية، وشارك في لجان تحكيم عدد كبير من المهرجانات المسرحية السورية والعربية، وكان ضيفاً ومحاضراً في العديد منها، وكان ضمن عشرة من المسرحيين المكرمين بالعالم في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، إضافة إلى ترجمة العديد من أعماله المسرحية إلى اللغة الألمانية.
ظاهرة وطنية
بدوره قال الدكتور فايز الداية إن الجائزة ظاهرة اجتماعية ثقافية وطنية انتشر أثرها إلى كل من يحب الأدب والفن، كما أن الأجيال القادمة عندما ترى هذه التكريمات ستتشجع وتحاول أن تبدع وتستمر.
وأوضح أن للجائزة دلالتها على سورية الناهضة والمتطلعة إلى المستقبل، وهي التي لا تنسى الثقافة والفكر وتريد أن تبني حضارة لها ولكل العالم.
وشدد على أن الجائزة حصاد لمن اشتغل وبناء للمستقبل وتمهيد لما سيأتي.
والداية من مواليد دوما بريف دمشق عام 1947، حائز الدكتوراه من جامعة القاهرة عام 1978، وهو أستاذ النقد والبلاغة وعلم الدلالة في جامعة حلب كلية الآداب، كما درّس في جامعات تشرين وصنعاء والكويت، وعين رئيس قسم اللغة العربية في جامعة حلب، ورئيس قسم اللغة العربية بجامعة صنعاء، وله العديد من الكتب في اللغة والنقد والأسلوب والمصطلح العلمي، والعديد من الدراسات والبحوث المنشورة في الدوريات والمطبوعات الجامعية، وأعد الكثير من البرامج الثقافية الإذاعية والمتلفزة في دمشق وحلب وأبو ظبي، ومن مؤلفاته (الجوانب الدلالية في نقد الشعر) في القرن الرابع الهجري، و(معجم المصطلحات العلمية العربية القديمة)، و(الأسلوبية الدلالية في الأدب العربي)، و(الدلالة العربية المعاصرة).
سيرياهوم نيوز3 – الوطن